مثل المسلمين في الإنجيل


بسم الله الرحمن الرحيم

 





مٌّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاء بَينَهُم تَرَاهُم رُكَّعًا سُجَّدًا يَبتَغُونَ فَضلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضوَانًا سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِّن أَثَرِ السٌّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُم فِي التَّورَاةِ. وَمَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِ كَزَرعٍ, أَخرَجَ شَطأَهُ فَآزَرَهُ فَاستَغلَظَ فَاستَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعجِبُ الزٌّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنهُم مَّغفِرَةً وَأَجرًا عَظِيمًا {29} الفتح



لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين مثلان جآءا في التوراة والإنجيل. وما حدث تاريخياً وإلى اليوم يؤكد معنى مثلهم في الإنجيل:



بعث الله الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحده ثم اجتمع إليه ناس قليل يؤمنون به ثم اصبح القليل كثيرا ثم أخذوا في الزيادة والنماء، ولم يتوفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد أسلمت لله جزيرة العرب برمتها ثم بعد موته انتشر الإسلام خارج بلاد العرب حتى شمل خلال مائة سنة ما بين الصين وفرنسا والمسلمون اليوم كثير ولا توجد دولة واحدة على وجه الأرض لا يعيش عليها مسلمون، ويعتبرون بحق أكبر أمة على وجه الأرض يجمعها دين واحد.



فالمسلمون ببساطة كانوا كالزرع البسيط الذي أخذ يقوى حالا بعد حال حتى غلظ نباته وأفراخه، فأغاظ الكفار وساءهم. وأساس المسلمين وأصلهم الأول كانوا صحابة رسول الله رضوان الله عليهم جميعاً، فمن اغتاظ منهم أو انزعج لحق بالكفار لا محالة. وقد ضرب عيسى بن مريم - عليه السلام - هذا المثل للمسلمين بوحي من الله في الإنجيل، تماماً كما جاء بالقرآن. ولكن ورغم التحريف في الإنجيل فقد بقت آثار منه تؤكد مثل الإنجيل الحق في المسلمين. يقول عيسى - عليه السلام - في الإنجيل (إنجيل متى 13):



أ):

3 فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا [الزارع قد خرج ليزرع]

4 وفيما هو يزرع سقط بعض على [الطريق] فجائت الطيور واكلته

5 وسقط آخر على [الأماكن المحجرة] حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض

6 ولكن لما أشرقت الشمس احترق وإذ لم يكن له اصل جف

7 وسقط آخر على [الشوك] فطلع الشوك وخنقه

8 وسقط آخر على [الأرض الجيدة] [فأعطى ثمرا] بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين

9 من له أذنان للسمع فليسمع

10 فتقدم التلاميذ وقالوا له لماذا تكلمهم بأمثال

11 فأجاب وقال لهم لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات وأما لأولئك فلم يعط

12 فان [من له سيعطى ويزاد]



وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه

----------------

ـ وهذا حال غير المسلمين يتناقصون، أو يسلم منهم كثير من الناس

ونلاحظ تشابه ذلك مع الآية الكريمة:

وَمَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِ كَزَرعٍ, أَخرَجَ شَطأَهُ فَآزَرَهُ فَاستَغلَظَ فَاستَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعجِبُ الزٌّرَّاعَ



ب):

31 قدم لهم مثلا آخر قائل يشبه ملكوت السموات [حبة خردل اخذها انسان وزرعها في حقله]

32 وهي [اصغر] جميع البزور لكن متى [نمت] فهي اكبر البقول و[تصير شجرة حتى ان طيور السماء تأتي وتتآوى في اغصانها]

---------------

ـ ويشبه هذا المثل معنى الآية الكريمة، في القوة والنماء



ج):

33 قال لهم مثلا آخر يشبه ملكوت السموات [خميرة] اخذتها امرأة و[خبأتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع]

----------------

ـ هنا الخميرة انتشر اختمارها في بقية الدقيق، ومثل ذلك انتشار الدين ووصوله لبقية الناس



د):

فتقدم إليه تلاميذه قائلين فسّر لنا مثل زوان الحقل

37 فأجاب وقال لهم [الزارع الزرع الجيد هو ابن الإنسان]

---------------

ـ ابن الإنسان قد تكون ترجمة خاطئة في الأصل [بر ناشا] أي ال (ناصي) بمعنى العظيم وهو محمد رسول الله

فالمقطع [بر] التبست ترجمته مع معنى [ابن] ولكنه بمعنى [أل]

-----------------

38 و[الحقل هو العالم].

-------------

ـ وهذا يوافق عموم الرسالة وأن محمد - صلى الله عليه وسلم - للناس كافة

--------------

و[الزرع الجيد] هو بنو الملكوت.

-----------

ـ أي المسلمون

------------

و[الزوان =الرديء من الطعام] هو بنو الشرير

--------

ـ أي الكفار

فرغم التحريف والعبث بالإنجيل ما زالت آثار منه وإن كانت باهتة، تبشر بالإسلام و بالمسلمين بصورة أو بأخرى. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply