CD الصوفية... والجفري الراقص!!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 


اذا كان الامام الشافعي رحمه الله تعالى قد رغب في الاسفار والضرب في الاراضي والامصار لنيل فوائد خمس: تفريج الهموم، واكتساب المعيشة، وطلب العلم، والآداب، وصحبة الاماجد، فانني في سفرتي الاخيرة الى دولة الامارات قد تحققت لي بعض هذه الفوائد ولله الحمد.

لقد تعرفت على شاب مقيم هناك حديث التخرج من الجامعة، اهداني نسخة CD، اطلعت عليها مع رفاق السفر الاخوين الفاضلين المهندس ابراهيم الخزي والمهندس ابراهيم العنزي فرأينا فيها ما تشيب منه الرؤوس وتشمئز منه النفوس... رأينا: بلايا ومنكرات، وشعوذة ورقصات، وهزا وتمايلات، واذكارا مبتدعات، واغرب ما رأيناه في هذا الشريط قيام احدهم بتناول ( عذرة ) شيخة تبركا به، اجلكم الله تعالى!! وكل هذا الهراء يغلف باسم الدين وينقل للناس بانه الاسلام الذي يحمله السواد الاعظم من المسلمين.

بطل هذا الفيلم هو القطب ( السالب ) والغوث ( الراسب ) الحبيب علي الجفري الذي رأيناه بثوبه الطويل واقفا جنبا الى جنب مع (شلة من المعممين ويترنح معهم يمينا وشمالا... ( حي... حي ) ... ( هو... هو )... (أ ح... أح ) وسمعنا تمتمات لا يفقهها الا الشيطان وجنوده من الانس، ثم نراه بعد ( الذكر والهز والدس ) جالسا على طاولة طويلة ( للاكل والهرس ) يتناول ما لذ وطاب من اصناف الطعام والمريدون واقفون على رأسه دون حراك ولا همس.
هذا الرجل الراقص بدأ يظهر في الآونة الاخيرة عبر القنوات الفضائية ليؤصل وينظر لهذا الفكر الصوفي العفن ويطعن في مقابل ذلك بثوابت الامة واصول عقيدتها، ولا يفوته في كل محاضرة له الاستهزاء بالدعوة السلفية واهل الحديث والضرب في علماء الامة، ومع ذلك فان عامة المسلمين من المشاهدين يألفون سماع محاضراته ويحرصون على متابعة لقاءاته ويأخذون كلامه من باب المسلمات، وهو في حقيقة الامر يهرف بما لا يعرف، وله طريقته الخفية واسلوبه الماكر الذي يستطيع من خلاله وبكل سهولة ان يدس السم في العسل ويذرف امام المشاهد المسكين دموع التماسيح وحاله كحال ذلك المخادع اللعوب الذي يخطط نهارا مع الذئاب ويتباكى ليلا مع الرعاة!!

لا ادرى كيف يصف بعض الدعاة الجفري هذا بانه الداعية المتفتح الذي اكتسح باسلوبه الجذاب شاشات الفضائيات زاعما انه يمثل العصر الاسلامي القادم الذي سيربط عقيدة المسلمين بمتغيرات العصر لتنحل عنهم ـ زعموا ـ عقدة الانتساب الى مدارس الحرس القديم!!
ومن باب ( من فمه ندينه ) ادعوك للاستماع الى شريط كاسيت وزع مؤخرا عنوانه ( حوار هادىء مع الجفري )
(1) فيه ظلمات بعضها فوق بعض حيث ستستمع فيه الى الشرك الصراح والكذب على نبي الامة والقصص الخرافي والتعلق بالموتى، والطعن في ثوابت الامة، والوقيعة في اهل الاثر، والاستهزاء بحملة السنة، والكلام السوقي الساقط الذي يدل على تدني ثقافة هذا الرجل وفساد منهجه وخطورته على الامة و( تزببه قبل تحصرمه )!! (2)

وفي موقعه الالكتروني يقول ـ عامله الله بما يستحق ـ : ( انه بعد البحث والتدقيق تبين لي ان الولي يستطيع ان يخلق طفلا با أب، ولكننا لا نستطيع ان نقول هذا الكلام امام العامة حتى لا تدعي الزانية ان ما في بطنها من خلق الولي!! ) نعوذ بالله من هذا الكفر... فماذا بقي لله رب العالمين الذي تفرد بالخلق والامر؟!

في العام الماضي زار الجفري الكويت بدعوة رسمية من بعض الجهات، وحصل خلالها على تزكيات ومباركات من قبل بعض المسؤولين، وفتح له الباب على مصراعيه ليصول ويجول في عقول الشباب والفتيات صناع الحضارة كما يزعمون ، وحدثني من اثق به ان الناس كانوا يتدافعون لتقبيل يديه ورأسه، والأدهى من ذلك سماح وزارة الاوقاف له بالقاء خطبة الجمعة الرسمية على الفضائية الكويتية، واذا كانت كتب السلف طافحة باثبات اصل ( هجر المبتدع ) وما يلحق به من اذلاله واقصائه والحجر عليه حيث تواترت فيها النقول عن الاثبات العدول انهم قالوا ( من وقر صاحب بدعة فقد اعان على هدم الاسلام )، فهل يعقل بعد هذا كله ان يسمح له بزيارة اخرى ليفسد عقائد اهل الكويت ويصول ويجول في خرافاته دون تحذير من عالم او وازع من سلطان فنكون قد جنينا على انفسنا بمشاركتنا بحمل اول معول هدم لحضارة الاسلام.
اذا كان هذا وأمثاله سيصنعون حضارة الامة ويوجهون قادتها وشبابها ويبنون لها مجدها، فسيكون ـ حتما ـ التراث الاسود الذي خلفه شيوخه كابن عربي ( النكرة ) والحلاج وابن الفارض وابي يزيد البسطامي هو لبنة هذا البناء ومادة حضارته، وتلك والله قاصمة الظهر.

¾ وقفة:
فرح الجميع باستضافة قطاع المساجد الشهر الماضي لمعالي الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل من المملكة العربية السعودية ودعوة الجمهور الكريم للالتقاء معه وسماع توجيهاته، ونحن بدورنا نشكر القطاع على استقطاب امثال هؤلاء العلماء الربانيين وندعوهم للاستمرار في هذا المجال حفاظا على عقائد الامة اولا وعلى سياسة ( الوسطية ) ثانيا ولعلي بهذه المناسبة اهديهم نسخة من (CD وشريط الكاسيت المذكورين ليعرفوا حقيقة دعاة الضلالة وحملة الخبث فـ « يحرموا » استضافتهم ويريحوا منهم العباد والبلاد، وقديما قالوا (والباب الذي يأتيك منه الشر والريح اقفله واستريح ). 


 
(1)  ( رابط الشريط الذي اشار له الكاتب )    http://www.muslemoon.net/audio/jafri/jafri.htm
(2) حيث أن الجفري لم يتخرج من جامعة معترف بها ، إنما درس في معهد صوفي ، ولم يدرس على أحد من العلماء ، وهذا مذكور في ترجمته
 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply