على رسلك أيها الداعية الكبير .. إنه المشروع الصفوي الكبير.. !؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كل من استمع إلى خطبة الجمعة السياسية في بيروت، التي ألقاها الداعية الإسلامي الكبير فتحي يكن، والتي عبر فيها عن تيار المعارضة المعتصمين، الذي يقودهم نصر الله أمين عام حزب الله.

لقد تطرق الداعية الكبير في خطبته الحماسية العصماء، وربما لا نشك أنه كان مخلصاً، كما هو حال دعاتنا وعلماؤنا، بخلاف نوايا الأطراف الأخرى التي يصطف معها، وخطابها الذي يتضمن كثيرا من الأمور العدائية والاستفزازية.

واستوقفتني في هذه الخطبة، عدة أمور تتناقض مع ما نعيشه من حقائق في عالمنا الإسلامي، ينبغي الإشارة إليها:

بداية أقول، إن الخطبة كانت في مجملها تحمل معاني جيدة، ولكنها للأسف الشديد جاءت في المكان والوقت الخطأ، وتوحي إلى حد كبير بأن الرؤية السياسية في غاية الضبابية لدى دعاتنا الأفاضل، في وقت يتدافع الجميع على تحقيق مكاسبهم بأي صورة من الصور، حتى لو تتطلب ذلك التحالف مع العدو والمحتل الكافر على أبناء البلد والدين.

فبينما يُذبح أهل السنة على أيدي المليشيات الشيعية الصفوية التابعة للحكومة العراقية \"الطائفية\"، والتي تربطها علاقة وثيقة مع نصر الله أمين عام حزب الله، والذي لم يصدر منه حتى هذه اللحظة موقف واحد واضح يدين فيه هذه الجرائم البشعة ضد السنة، نرى أن داعيتنا الكبير يتصدى بخطبته العصماء ويتبرع أن يكون ناطقاً رسمياً، وبدون مقابل، لحزب الله وما يخططه للبنان وبدعم إيراني، ضمن المشروع الصفوي الكبير في المنطقة.

لقد طالب الداعية الإسلامي الكبير في خطبته بما أسماه، إسقاط المخطط الأمريكي في لبنان طبعاً بالتعاون مع حسن نصر الله من خلال إسقاط حكومة السنيورة، ولنا أن نتساءل: أين هو المشروع الأمريكي يا شيخنا، في لبنان أم في العراق؟ ونسي داعيتنا الكبير أننصر الله من الداعمين الأساسيين والحقيقيين للمشروع الأمريكي في العراق، وهي حقيقة باتت واضحة من خلال دعمه للمليشيات الشيعية التي تهيمن على الوضع في العراق، وما تنفذه من مسلسل إجرامي لتصفية أهل السنة في بغداد ومناطق الجنوب.

فلا ندري عن أي مشروع أمريكي يتحدثون في لبنان، ولماذا يجب إسقاط المشروع الأمريكي في لبنان ومباركته في العراق؟! ونهمس لشيخنا الفاضل، بالقول إن أي جهد لإسقاط الحكومة في لبنان، إنما هو دعم بلا شك لإنجاح إقامة المشروع الصفوي في المنطقة، وفي خطى متوازية مع ما يجري في العراق.

لقد اتهم خطيبنا المفوه بعض أطراف الحكومة بتلوث يدها في دم اللبنانيين، ونسي ما قامت به أمل وميليشيات عون وحتى حزب الله نفسه، له نصيب من مجازر ضد اللبنانيين السنة.

كنا نتمنى من الداعية الكبير أن يُظهر تماسكاً وتوحداً مع الأطراف السنية اللبنانية الأخرى في الجهة المقابلة، لتشكيل جبهة سنية رصينة وقوية في مواجهة المخاطر التي تتهددها، على غرار ما يفعله إخوان نصر الله في العراق، حيث اجتمعوا في ظل الائتلاف العراقي الموحد على اختلاف ألوانهم، إلا أنهم اجتمعوا على مكاسبهم على حساب أهل السنة هناك بالتعاون مع الغزاة المحتلين.

من المؤسف جداً أن يُستخدم علماؤنا ودعاتنا، وبهذه الطريقة الساذجة، أداة من قبل تجمعات وأحزاب لها نوايا وأهداف أقل ما يقال عنها، إنها لا تخدم تماسك الأمة، معروفة في باطنيتها وعدائها للطائفة السنية في لبنان وغير لبنان، إلى متى سنبقى مائدة مجانية يقتات عليها اللئام، وتحقق على ظهورنا المكتسبات لهؤلاء الباطنيين ونكون أول الخاسرين.

 

 

ونذكر شيخنا الداعية الكبير، بأن نصر الله (الذي جمعك به خندق المعارضة) حتى هذه اللحظة، لم يكلف نفسه عناء إطلاق ولو كلمة واحدة، مكتوبة أو مسموعة، في استنكار ما يحدث من جرائم بحق السنة من قبل المليشيات الشيعية التكفيرية الصفوية في العراق.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply