بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أم لسبعة أبناء دائمي الشجار، ولا يطيق بعضهم بعضاً. وفي مرة تشاجر ثلاثة منهم مع أخيهم وعمره 17 سنة فضربوه، فخرج مغضبًا وهو يقول لي: \"أنت السبب في كل هذا\" فإذا بخبر وفاته دهساً بسيارة ليلتها.
وأسئلتي:
- هل أذنبت وأذنب إخوته بالتسبب في موته؟ وهل قصرنا في حقِّه؟
- المتوفى لم يكن يصلي..فما مصيره؟ وهل يعتبر شهيداً؟
- كيف أستدل على حاله في قبره؟ وما واجبي نحوه بما ينفعه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي:
أسأل الله أن يعظم أجرك، ويحسن عزاءك، ويجبر مصابك، ويجعلك من الصابرين الذين يؤتون أجرهم بغير حساب، والحمد لله على قضائه وقدره ونحن عبيده وخلقه نرضى بما يقدره ونقول الحمد لله على ما قضى وقدر.
1- سؤالك عن صلاة ابنك: فالجواب أن ابنك قد انتقل إلى رب هو أرحم به من أمه التي ولدته، فهو أرحم به منك، وأعلم به منك، فأمّلي خيراً برحمة الله وفضله.
2- أما ما جرى من إخوانه فهي من المشاجرات التي تحدث في كثير من البيوت، وليست سبباً لوفاته فوفاته بقضاء الله وقدره، ولا تجعلي هذا مصدر قلق لك.
3- ووفاته وهو في حال غضب منكم من المشاعر العارضة التي تتغير. ولا يلزمكم شيء لذلك وإنما عليكم الدعاء له، وتفاءلوا برحمة الله.
4- والدهس بالسيارة مما يرجى لمن تعرض له أن يكون من الشهداءº لأنه مثل قتيل الهدم الذي عده النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشهداء، والدهس مثل الهدم فنرجو لابنك ثواب الشهداء.
5- ليس هناك ما نستدل به على حال أمواتنا في قبورهم. فحالهم بعد الموت من الغيب الذي لا يعلمه بشر سواء الصالح أو المسيء، ولكن نرجوا لكل مسلم رحمة الله وحسن جزائه.
6- ومما ينفع الميت الدعاء له. ودعاء الوالدين مما يرجى قبوله، والصدقة عنه، فهذا مما ينفعه بعد الموت.
7- وأخيرًا أتمنى أن تستغلي هذا الحدث في تأليف قلوب الإخوة مع بعضهم، وبيان أن هذه هي نهاية الحياة، وأننا كلنا مثله لا ندري متى يحين الأجل ونغادر الحياة. ولذا فإن علينا أن نعيش أعمارنا القصيرة إخوة متحابين. فالعمر أقصر من أن نقصره بالعداوات. فلعل هذا الحادث يكون قد هيأ نفوسهم لتقبل هذه النصائح، مع التحذير من لومهم وتحميلهم مسؤولية ما جرى فإن ذلك قد يدفعهم إلى التحدي والعناد.
أسأل الله أن يغفر له، ويرفع في الجنة نزله، ويجمعنا به في جنات الفردوس مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد