بسم الله الرحمن الرحيم
نداءات الأمل في مفازات الهلاك … نداءات الهدى في جهالات الضلال … نداءات الحق في أوهام الخيال.
{يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك}.
{يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا، ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب وما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز}.
لقد جاء منادي الحق ينادي أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره …
فصار يهتف في طوفان نوح - عليه السلام - لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وراح يصدع في قوم الخليل - عليه السلام - وقد أبرموا أمرهم وأوقدوا نارهم أن حسبي الله ونعم الوكيل … فجاءت بشرى يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وجاء متحديا سحر آل فرعون وجـبروته بأن معي ربي سيهدين … فانقلب السحر على الساحر وجاء تثبيت أنك أنت الأعلى وانتهت المؤامرة بانقلاب السحرة الكفرة إلى شهداء بررة وليرفعوا لافتة آمنا برب العالمين رب موسى وهارون … وتمخض عن دعاء زكريا - عليه السلام - إذ نادى ربه نداءا خفيا … ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا … فهب لي من لدنك وليا … ولا تذرني فردا … فجاءته الملائكة تزف له البشرى؟ إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا … فما استكثر ذلك واستعظمه بوجود المانع وانتفاء الشرط فالمرأة عاقر والكبر عتي حاضر والعظم واهن والرأس اشتعل شيبا، قال كذلك قال ربك هو عليّ هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا.
وجاء بالحق ينادي في غيابات الفتنة بعد غيابات الجب عائذا بالله … وقد غلقت الأبواب وقالت هيت لك … فقال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون … فهب عليه نسيم النجاة (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا الصالحين) … ثم آل إلى السجن ليرسم للدعاة أن التوحيد ليس حكرا على حال … (يا صاحبي السجن، أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) وختم بالحبيب عليه أفضل الصلوات وأذكى التحيات في مؤامرة القتل والإبادة قائلا يا أبى بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وتصدق السماء قول الحبيب - عليه السلام - (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) …
فالحمد لله في الأولى والآخرة، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يشاركه في الملك أحد الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، لا نحصي ثناءا عليه هو كما أثنى على نفسه - سبحانه -، وأنى لنا ذلك وله كل كمال وكل جلال، وكل ثناء وكل مجد، وكل مدح وكل حمد، وكل عز وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وفضل منه وإليه، فما ذكر اسمه - جل وعلا - في قليل إلا كثره، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلّق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العزة، ولا فقير إلا أصاره غن
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد