الصوفية في الميزان جامع كرامات الأولياء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 قال يوسف بن إسماعيل النبهاني في كتابه \"جامع كرامات الأولياء\" (1ـ39) طبعة البابي الحلبي، وكذلك المكتبة الشعبية بيروت: ((قال سيدنا أبو السعود بن الشبل البغدادي - رضي الله عنه - عاقل زمانه، وقد سأله بعض من لا يكتمه من حاله شيئاً: هل أعطاك الله التصرف ـ التصرف بالكون ـ وهو أصل الكرامات. ؟ فقال: نعم منذ خمسة عشر سنة، وتركناه تظرفاً، فالحق يتصرف لنا)).

 

 وقال (1ـ40): ((وفي حين تقييدي هذا الوجه من هذه النسخة، خاطبني الحق في سري: من اتخذني وكيلاً فقد ولاني، ومن ولاني فله مطالبتي، وعلي إقامة الحساب فيما ولاني فيه)).

 

 وعندما ترجم لابن عربي (1ـ199): ترضى عنه ووصفه بسيده الشيخ الأكبر....وذكر من كراماته أنه ((اقتلع رأس الشريف بيده، وصار الشريف ينظر إلى جثة نفسه بلا رأس، ثم بعد ساعة قال الشيخ ـ ابن عربي ـ ولله رجال يقول أحدهم بسم الله الرحمن الرحيم هكذا، ورد رأس الشريف إلى جثته، فقال الشريف: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنك ولي الله)).

 

 وقال في نفس الكتاب (2ـ264) في ترجمة عبد الله بن علوي الحداد: ((وله كرامات كثيرة، منها أن أحد تلامذته وهو الشيخ حسين بن محمد بافضل كان معه حين حج، واتفق أنه لما وصل إلى المدينة مرض مرضاً شديداً أشرف فيه على الموت، وكشف السيد عبد الله المذكور أن حياة الشيخ حسين قد انقضت، فجمع جماعة من أصحابه واستوهب من كل واحد منهم شيئاً من عمره فأول من وهبه السيد عمر أمين فقال: وهبته من عمري ثمانية عشر يوماً، فسئل عن ذلك فقال: مدة السفر من طيبة إلى مكة اثنا عشر يوماً وستة أيام للإقامة بها، ولأنها عدة اسمه - تعالى -حي، ووهبه الآخرون شيئاً من أعمارهم، وكذلك صاحب الترجمة وهب له من عمره، فجمع ذلك وكتبه في ورقة وتوجه إلى القبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وسأله الشفاعة في ذلك، وحصل له أمر عظيم، ثم انصرف وهو مشروح الصدر قائلاً: قد قضى الله الحاجة واستجاب، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، فشفي الشيخ حسين من ذلك المرض وعاش تلك المدة الموهوبة له، حتى أن السيد عبد الله المذكور أشار وهو بتريم إلى أن الشيخ حسين يموت في هذا العام، فمات كذلك في مكة المشرفة)).

 

 وقال في نفس الكتاب (2ـ 396): ((شيخنا الشيخ علي العمري، الشاذلي الطرابلسي، أشهر أولياء هذا العصر، وأكثرهم كرامات وخوارق عادات …. ومن كراماته - رضي الله عنه - ما أخبرني به الحاج إبراهيم المذكور قال: دخلت في هذا النهار إلى الحمام مع شيخنا الشيخ علي العمري، ومعنا خادمه محمد الدبوسي الطرابلسي، وهو أخو إحدى زوجات الشيخ، ولم يكن في الحمام غيرنا، قال: فرأيت من الشيخ كرامة من أعجب خوارق العادات وأغربها، وهي أنه أظهر الغضب على خادمه محمد هذا وأراد أن يؤدبه، فأخذ الشيخ إحليل نفسه أي: ذَكَرَه بيديه الاثنتين من تحت إزاره فطال طولاً عجيباً بحيث إنه رفعه على كتفه، وهو زائد عنه، وصار يجلد به خادمه المذكور، والخادم يصرخ من شدة الألم، فعل ذلك مرات ثم تركه، وعاد إحليله إلى ما كان عليه أولاً، ففهمت أن الخادم قد عمل عملاً يستحق التأديب، فأدبه بهذه الصورة العجيبة، ولما حكى لي ذلك الحاج إبراهيم، حكاه بحضور الشيخ، وكان الشيخ واقفاً، فقال لي الشيخ: لا تصدقه وانظر، ثم أخذ بيدي بالجبر عني، ووضعها على موضع إحليله، فلم أحس بشيء مطلقاً، حتى كأنه ليس برجل بالكلية، ف- رحمه الله - ورضي عنه ما أكثر عجائبه وكرماته!!)). اهـ

 

 قلت: اطلعت على الكتاب ووجدت فيه من الكذب والدجل والخرافة، أنواعاً وأشكالاً، وعجز قلمي عن الكتابة، وعجزت عبارتي عن الوصف، وما قدمته الله يشهد أنه غيض من فيض، ففي الكتاب أن الأولياء يحيون الأموات، ويعلمون الغيب، ويرجعون بعد الموت، وفيه ما لا يخطر على بالك، ووالله إن المرء ليخجل أن يكون في مكتبته مثل هذا الكتاب، فضلاً على أن يكون مرجعاً له، كما هو الحال عند الصوفية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply