بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم ـ أَيٌّها النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ الذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ، وَالعَمَلِ لِمَا أَمَامَكُم وَالاستِعدَادِ لِمَا أَنتُم عَلَيهِ مُقبِلُونَ \" يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم وَاخشَوا يَومًا لا يَجزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَولُودٌ هُوَ جَازٍ, عَن وَالِدِهِ شَيئًا، إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقُّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدٌّنيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ \" \" يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنظُر نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ, وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ \" أَيٌّهَا المُسلِمُونَ، وَيَتلمَّسُ الرَّقِيبُ السَّبَبَ لِمَا مُنِينَا بِهِ في مُتَأَخِّرِ السَّنَوَاتِ، مِن إِيغَالٍ, في المَعَاصِي وَاستِسلامٍ, لِلشَّهَوَاتِ، وَوُقُوعٍ, في الكَبَائِرِ وَارتِكَابٍ, لِلمُوبِقَاتِ، وَهَضمٍ, للآخَرِينَ وَتَعَدٍّ, عَلَى حُقُوقِ المُسلِمِينَ، وَعِبَادَةٍ, لِلدٌّنيا وَنَهَمٍ, في جَمعِ الأَموَالِ مِن كُلِّ وَجهٍ,، فَيَجِدُ لِذَلِكَ أَسبَابًا مُتَدَاخِلَةً وَدَوَاعِيَ مُتَعَدِّدَةً، وَيَكتَشِفُ بَوَاعِثَ كَثِيرَةً وَعِلَلاً مُتَنَوِّعَةً، غَيرَ أَنَّ مِنَ القَضَايَا الجَامِعَةِ وَالخُطُوطِ العَرِيضَةِ، التي كان نِسيَانُهَا وَالغَفلَةُ عَنهَا مِن أَعظَمِ الأَسبَابِ لِمَا وَقَعنَا وَنَقَعُ فِيهِ مِن مُخَالَفَاتٍ, في حَقِّ رَبِّنَا وفي حَقِّ أَنفُسِنا وَإِخوَانِنا، خُلُوَّ القُلُوبِ مِن صِفَةٍ, عَظِيمَةٍ, عَظِيمَةٍ,، وَخَوَاءَ الأَروَاحِ مِن خَصلَةٍ, جَلِيلَةٍ, جَلِيلَةٍ,، صِفَةٌ أَثنى اللهُ بها على المُتَّقِينَ وَالأَبرَارِ، وَخَصلَةٌ خَصَّ بها أَنبياءَهُ المُصطَفَينَ الأَخيَارَ، قال - سبحانه -: \" وَاذكُر عِبَادَنَا إبرَاهِيمَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ أُولي الأَيدِي وَالأَبصَارِ. إِنَّا أَخلَصنَاهُم بِخَالِصَةٍ, ذِكرَى الدَّارِ. وَإِنَّهُم عِندَنَا لَمِنَ المُصطَفَينَ الأَخيَارِ \" قال مُجَاهِدٌ - رحمه الله -: أَي جَعَلنَاهُم يَعمَلُونَ لِلآخِرَةِ لَيسَ لهم غَيرُها. وقال مَالِكُ بنُ دِينارٍ, - رحمه الله -: نَزَعَ اللهُ - تعالى - مِن قُلُوبِهِم حُبَّ الدٌّنيا وذِكرَهَا، وَأَخلَصَهم بِحُبِّ الآخِرَةِ وذِكرِها. وقال - سبحانه -: عَن محمدٍ, - عليه السلام - حِينَ جَادَلَهُ الكُفَّارُ المُكَذِّبُونَ بِالآخِرَةِ: \" وَإِذَا تُتلَى عَلَيهِم آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ, قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءنَا ائتِ بِقُرآنٍ, غَيرِ هَـذَا أَو بَدِّلهُ، قُل مَا يَكُونُ لي أَن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقَاءِ نَفسِي إِن أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِليَّ إِنِّي أَخَافُ إِن عَصَيتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ, عَظِيمٍ, \" وقال - جل وعلا - عَنِ الأَبرَارِ: \" إِنَّ الأَبرَارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ, كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا. عَينًا يَشرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيرًا. يُوفُونَ بِالنَّذرِ وَيَخَافُونَ يَومًا كَانَ شَرٌّهُ مُستَطِيرًا. وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلا شُكُورًا. إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَومًا عَبُوسًا قَمطَرِيرًا \" وقال في وَصفِ عِبادِهِ المُتَّقِينَ المُهتَدِينَ بِكِتَابِهِ المُحَافِظِينَ على طَاعَتِهِ: \" والَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ \" وقال - جل وعلا -: \" وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلنَاهُ مُبَارَكٌ مٌّصَدِّقُ الَّذِي بَينَ يَدَيهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَن حَولَهَا وَالَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤمِنُونَ بِهِ وَهُم عَلَى صَلاَتِهِم يُحَافِظُونَ \" وقال عن مُؤمِنِ آلِ فِرعونَ إِذ وَعَظَ قَومَهُ: \" وَيَا قَومِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيكُم يَومَ التَّنَادِ. يَومَ تُوَلٌّونَ مُدبِرِينَ مَا لَكُم مِنَ اللهِ مِن عَاصِمٍ,، وَمَن يُضلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن هَادٍ, \" نَعَم ـ أَيٌّهَا الإِخوَةُ ـ إنها ذِكرَى الدَّارِ، إِنٌّهُ تَذَكٌّرُ يَومِ القِيَامَةِ، إِنَّهُ اليَقِينُ بِالآخِرَةِ، إِنَّهُ خَوفُ يَومِ التَّنَادِ،، وَلَقَد عَرَفَ أُولَئِكَ المُصطَفَونَ الأَخيَارُ وَمَنِ اقتَدَى بهم طَرِيقَهُم وَسَبِيلَهُم، وَحَدَّدُوا الغَايَةَ مِن عَمَلِهِم وَالهَدَفَ مِن حَيَاتِهِم، وَجَعَلُوا الآخِرَةَ هي مُبتَغَاهُم وَقَصدَهُم، فَكَانَ العَمَلُ لها هُوَ دَيدَنَهُم، وَذِكرُهَا لا يُفَارِقُ قُلُوبَهُم، وَالخَوفُ مِنها يُفزِعُ أَفئِدَتَهُم وَيُطِيرُ نَومَهُم، وَلمَّا عَرَفُوا أَن لَيسَ لِلنَّجَاةِ فِيهَا إِلاَّ طَرِيقٌ وَاحِدٌ، وَلَجُوهُ وَسَلَكُوهُ مُطمَئِنِّينَ، ولم يَلتَفِتُوا إلى بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ أَو يَأخُذُوا بِمُتَشَعِّبَاتِ السٌّبُلِ، وَمِن هُنَا فَازَ مِنهُم مَن فَازَ وَوَصَلَ مِنهُم مَن وَصَلَ، وَبَقِينَا نحنُ في أَعقَابِ هَذِهِ الدٌّنيا نَزدَادُ بها تَعَلٌّقًا، وَمِنَ الآخِرَةِ تَنَصٌّلاً وَتَفَلٌّتًا، وَلِلمَوتِ استِبعَادًا وَنِسيَانًا، فَنَسأَلُ اللهَ أَن يُحيِيَ مَوَاتَ قُلُوبِنَا، وَأَن يَبعَثَ لِطَاعَتِهِ نُفُوسَنَا، وَأَن يُزَكِّيَ عُقُولَنَا وَيُبَارِكَ في أَجسَادِنَا وَيَنفَعَنَا بِجَوَارِحِنَا. أَيٌّهَا المُسلِمُونَ، لَقَد أَفَاضَ القُرآنُ في الحَدِيثِ عَن خَطَرِ التَّعَلٌّقِ بِالحَيَاةِ الدٌّنيا وَالرِّضَا بها وَالاطمِئنَانِ إِلَيهَا مَعَ الغَفلَةِ عَنِ الدَّارِ الآخِرَةِ وَنِسيَانِها، وَتَعَدَّدَتِ الآيَاتُ في جَعلِ ذَلِكَ مِن أَسبَابِ الكُفرِ بِاللهِ وَالتَّكذِيبِ بِآيَاتِهِ، وَبَيَانِ أَثَرِهِ في مَوتِ القُلُوبِ وَعَمَى الأَبصَارِ وَصَمَمِ الآذَانِ، وَتَجلِيَةِ تَأثِيرِهِ في رَدِّ الحَقِّ وَالمُضِيِّ في الضَّلالِ، وَمِن ثَمَّ الخُسرَانُ وَوُلُوجُ النِّيرَانِ، قال - سبحانه -: \" وَلَقَد ذَرَأنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلُوبٌ لا يَفقَهُونَ بِهَا وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرُونَ بِهَا وَلَهُم آذَانٌ لاَّ يَسمَعُونَ بِهَا أُولَـئِكَ كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلٌّ أُولَـئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ \" وقال - تعالى -: \" إِنَّمَا يَفتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُولـئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ. مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنُّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُم عَذَابٌ عَظِيمٌ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ استَحَبٌّوا الحَيَاةَ الدٌّنيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لاَ يَهدِي القَومَ الكَافِرِينَ. أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَسَمعِهِم وَأَبصَارِهِم وَأُولَـئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ. لاَ جَرَمَ أَنَّهُم في الآخِرَةِ هُمُ الخَاسِرونَ \" وقال ـ جَلَّ ذِكرُهُ ـ: \" إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ، فَالَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ وَهُم مٌّستَكبِرُونَ \" وقال - تعالى -: \" وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَت أَعمَالُهُم هَل يُجزَونَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ \" وقال - سبحانه -: \" وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ \" وقال ـ - تعالى -ـ: \" إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُم أَعمَالَهُم فَهُم يَعمَهُونَ \" وقال - جل وعلا -: \" بَلِ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ في العَذَابِ وَالضَّلالِ البَعِيدِ \" وقال - سبحانه -: \" وَوَيلٌ لِلمُشرِكِينَ. الَّذِينَ لا يُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كَافِرُونَ \" يَا لَهَا مِن نَتَائِجَ وَخِيمَةٍ, وَمَصَائِرَ وَبِيلَةٍ,، وَأَعرَاضٍ, خَطِيرَةٍ, وَأَمرَاضٍ, مُزمِنَةٍ,، تُسَبِّبُهَا الغَفلَةُ عَنِ الدَّارِ الآخِرَةِ، قُلُوبٌ لا تَفقَهُ، وَأَعيُنٌ لا تُبصِرُ، وَآذَانٌ لا تَسمَعُ، وَعُقُولٌ كَعُقُولِ الأَنعَامِ، وَافتِرَاءٌ لِلكَذِبِ وَكُفرٌ بَعدَ الإِيمَانِ، وَاستِكبَارٌ عَلَى الحَقِّ وَتَنَكٌّبٌ لِلصِّرَاطِ، فَمَاذَا بَقِيَ لِهَؤُلاءِ الغَافِلِينَ مِن مَدحٍ, بِآدَمِيَّتِهِم؟ وَأَيَّ شَيءٍ, يَحمِلُونَ مِن مَعَاني الإِنسانِيَّةِ وَخَصَائِصِها إِذًا؟ وَيَا لها مِن تَعَاسَةٍ, وَقِلَّةِ بَرَكَةٍ,! يَرَى الإِنسَانُ الآيَاتِ فَلا يَتَفَكَّرُ، وَيُبصِرُ العِبَرَ فَلا يَعتَبِرُ، وَتَمُرٌّ بِهِ الأَحدَاثَ فَلا يَعِي، وَتَرِدُ المَوَاعِظُ عَلَى سَمعِهِ فَلا يَنتَفِعُ وَلا يَعقِلُ، وَلَقَد وَصَفَ اللهُ أُولَئِكَ الغَافِلِينَ عَنِ الآخِرَةِ بِالجَهلِ الحَقِيقِيِّ وَإِن تَرَاءَى لهم أَو للآخَرِينَ أنهم يَعلَمُونَ، فقال - سبحانه -: \" وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمُونَ. يَعلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَهُم عَنِ الآخِرَةِ هُم غَافِلُونَ. أَوَلَم يَتَفَكَّرُوا في أَنفُسِهِم مَا خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَمَا بَينَهُمَا إِلا بِالحَقِّ وَأَجَلٍ, مٌّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِم لَكَافِرُونَ. أَوَلَم يَسِيرُوا في الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم كَانُوا أَشَدَّ مِنهُم قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرضَ وَعَمَرُوهَا أَكثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظلِمَهُم وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ. ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السٌّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَستَهزِئُون \" وَإِنَّ مِن سُوءِ حَظِّ أُولَئِكَ الغَافِلِينَ المُتَنَاسِينَ لِلآخِرَةِ، أنهم لا يَتَنَبَّهُونَ لِهَذَا الأَمرِ إِلاَّ إِذَا عَايَنُوا أَثَرَهُ وَشَاهَدُوهُ، قال - تعالى -: \" وَاقتَرَبَ الوَعدُ الحَقٌّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيلَنَا قَد كُنَّا في غَفلَةٍ, مِن هَذَا بَل كُنَّا ظَالِمِينَ \" وَمَاذَا يَنفَعُهُمُ الاعتِرَافُ بِظُلمِهِم حِينَئِذٍ,؟ وَأَيَّ شَيءٍ, يُغني عَنهُمُ التَّذَكٌّرُ وَقَد نَسُوا هَذَا اليَومَ العَظِيمَ اغتِرَارًا بِدُنيَاهُم؟ إِنَّهُ لا جَزَاءَ لأُولَئِكَ إِلاَّ مِن جِنسِ عَمَلِهِم، قال - سبحانه -: \" وَنَادَى أَصحَابُ النَّارِ أَصحَابَ الجَنَّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينَا مِنَ المَاء أَو مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قَالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الكَافِرِينَ. الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُم لَهوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتهُمُ الحَيَاةُ الدٌّنيَا فَاليَومَ نَنسَاهُم كَمَا نَسُوا لِقَاء يَومِهِم هَـذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجحَدُونَ \" أَيٌّهَا المُسلِمُونَ، لَقَد كان الأَنبِيَاءُ في دَعوَتِهِم لأَقوَامِهِم يُنذِرُونَهُم اليَومَ الآخِرَ وَيَخَافُونَ عَلَيهِم عَذَابَهُ، قال - سبحانه - لِنَبِيِّهِ محمدٍ, - عليه السلام -: \" وَأَنذِر بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحشَرُوا إِلى رَبِّهِم لَيسَ لَهُم مِن دُونِهِ وَلِيُّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُم يَتَّقُونَ \" وقال: \" وَأَنِ استَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتَاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ, مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذِي فَضلٍ, فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيكُم عَذَابَ يَومٍ, كَبِيرٍ,. إِلى اللهِ مَرجِعُكُم وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, قَدِيرٌ \" وقال - تعالى -: \" لَقَد أَرسَلنَا نُوحًا إِلى قَومِهِ فَقَالَ يَا قَومِ اعبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِن إِلَـهٍ, غَيرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيكُم عَذَابَ يَومٍ, عَظِيمٍ, \" وقال - سبحانه -: \" وَإِلى مَديَنَ أَخَاهُم شُعَيبًا قَالَ يَا قَومِ اعبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِن إِلَـهٍ, غَيرُهُ وَلاَ تَنقُصُوا المِكيَالَ وَالمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيرٍ, وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيكُم عَذَابَ يَومٍ, مُحِيطٍ, \" وقال عن هُودٍ, - عليه السلام -: \" وَاذكُر أَخَا عَادٍ, إِذ أَنذَرَ قَومَهُ بِالأَحقَافِ وَقَد خَلَتِ النٌّذُرُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ أَلاَّ تَعبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيكُم عَذَابَ يَومٍ, عَظِيمٍ, \" أَيٌّهَا المُسلِمُون، إِنَّ تَذَكٌّرَ الآخِرَةِ وَجَعلَ يَومِ القِيَامَةِ على البَالِ في كُلِّ وَقتٍ, وَحِينٍ,، لَهُوَ ممَّا يُحيِي القُلُوبَ وَتَتَفَتَّحُ بِهِ البَصَائِرُ، وَيُنتَفَعُ بِسَبَبِهِ بما في القُرآنِ مِنَ الآيَاتِ وَالعِظَاتِ، قال - سبحانه -: \" وَكَذَلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ. إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً لِمَن خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ \" وقال - جل وعلا - في وَصفِ الرِّجَالِ المُستَحِقِّينَ لِوَصفِ الرٌّجُولَةِ الحَقِيقِيَّةِ: \" في بُيُوتٍ, أَذِنَ اللهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ. رِجَالٌ لا تُلهِيهِم تِجَارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبصَارُ. لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أَحسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِن فَضلِهِ وَاللهُ يَرزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيرِ حِسَابٍ, \" هَذِهِ هِيَ الرٌّجُولَةُ الحقِيقِيَّةُ، حِينَ يَعلَمُ المَرءُ أَنَّ وَرَاءَهُ يَومًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبصَارُ، فَيَدفَعُهُ ذَلِكَ إلى أَن يُقَدِّمَ لِنَفسِهِ مَا يَكُونُ بِهِ فِكَاكُ رَقَبَتِهِ، مِن تَوحِيدٍ, خَالِصٍ, وَعَمَلٍ, صَالحٍ,، وَزُهدٍ, في الدٌّنيا وَتَخَلٌّصٍ, مِن حُقُوقِ النَّاسِ،، أَمَّا أَولَئِكَ الغَافِلُونَ السَّادِرُونَ، المَاضُونَ في دُرُوبِ المَعَاصِي وَمَسَالِكِ الشَّهَوَاتِ، المُعتَدُونَ على الحُقُوقِ وَالحُرُمَاتِ، فَقَد آثَرُوا العَاجِلَةَ لِحُمقِهِم، وَزَهِدُوا في الآجِلَةِ لِخُذلانِهِم \" إِنَّ هَؤُلاء يُحِبٌّونَ العَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُم يَومًا ثَقِيلاً \" \" كَلاَّ بَل تُحِبٌّونَ العَاجِلَةَ. وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ \" \" وَيلٌ لِّلمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَستَوفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُم أَو وَزَنُوهُم يُخسِرُونَ. أَلا يَظُنٌّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَبعُوثُونَ. لِيَومٍ, عَظِيمٍ,. يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ \" \" إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُوا بِالحَياةِ الدٌّنيَا وَاطمَأَنٌّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُم عَن آيَاتِنَا غَافِلُونَ. أُولَـئِكَ مَأوَاهُمُ النٌّارُ بما كَانُوا يَكسِبُونَ. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهدِيهِم رَبٌّهُم بِإِيمَانِهِم تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهَارُ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ. دَعوَاهُم فِيهَا سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُم فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعوَاهُم أَنِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ. وَلَو يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ استِعجَالَهُم بِالخَيرِ لَقُضِيَ إِلَيهِم أَجَلُهُم فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءنَا في طُغيَانِهِم يَعمَهُونَ. وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضٌّرٌّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَو قَاعِدًا أَو قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفنَا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّم يَدعُنَا إِلى ضُرٍّ, مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفِينَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ. وَلَقَد أَهلَكنَا القُرُونَ مِن قَبلِكُم لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤمِنُوا كَذَلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمِينَ. ثُمَّ جَعَلنَاكُم خَلاَئِفَ في الأَرضِ مِن بَعدِهِم لِنَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ. وَإِذَا تُتلَى عَلَيهِم آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ, قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءنَا ائتِ بِقُرآنٍ, غَيرِ هَـذَا أَو بَدِّلهُ قُل مَا يَكُونُ لي أَن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقَاء نَفسِي إِن أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِليَّ إِنِّي أَخَافُ إِن عَصَيتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ, عَظِيمٍ, \"
الخطبة الثانية:
أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تعالى - حَقَّ التَّقوَى، وَتَمَسَّكُوا مِنَ الإِسلامِ بِالعُروَةِ الوُثقَى \" وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلٌّ نَفسٍ, مَّا كَسَبَت وَهُم لاَ يُظلَمُونَ \" وَلا تَركَنُوا إلى هَذِهِ الدٌّنيَا وَكُونُوا فِيهَا عَلَى حَذَرٍ,، فَقَد قال - صلى الله عليه وسلم -: \" كَيفَ أَنعَمُ وَقَدِ التَقَمَ صَاحِبُ القَرنِ القَرنَ وَحنى جَبهَتَهُ وَأَصغَى سَمعَهُ، يَنتَظِرُ أَن يُؤمَرَ أَن يَنفَخَ فَيَنفَخَ؟ \" أَيٌّهَا المُسلِمُونَ، تَذَكَّرُوا الآخِرَةَ وَاجعَلُوا يَومَ لِقَاءِ اللهِ عَلَى قُلُوبِكُم، فَوَاللهِ لَو جَعَلَ كُلٌّ مُسلِمٍ, ذِكرَ الآخِرَةِ على بَالِهِ وَهُوَ يَتَقَلَّبُ في هَذِهِ الحَيَاةِ، لمَا زَلَّت عَنِ الصِّرَاطِ قَدَمٌ، وَلمَا امتَدَّت إِلى مَا عِندَ الآخَرِينَ عَينٌ، وَلمَا بَطَشَت في ظُلمٍ, يَدٌ ولا سَارَت إلى عُدوَانٍ, رِجلٌ، لَو جُعِلَ ذِكرُ الآخِرَةِ عَلَى القُلُوبِ، لمَا تَخَبَّطَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ في أَوحَالِ هَذِهِ الحَيَاةِ الفَانِيَةِ، يَعصُونَ وَيَفجُرُونَ وَيَفسُقُونَ، وَيَرتَكِبُونَ الكَبَائِرَ وَيَتَخَوَّضُونَ، يَأكُلُونَ أَموَالَهُم بَينَهُم بِالبَاطِلِ، وَيَتَعَدَّونَ عَلى الحُقُوقِ بِأَدنى الحِيَلِ، وَيُقَصِّرُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِم مُستَسلِمِينَ لِلتَّسوِيفِ والكَسَلِ. أَيٌّهَا المُسلِمُونَ، أَتُرَونَ هَؤُلاءِ الذينَ يَخُوضُونَ في وَسَائِلِ الإِعلامِ فِيمَا لا يُحسِنُونَ قَد تَذَكَّرُوا الآخِرَةَ؟ هَؤُلاءِ المُستَهزِئُونَ بِالدِّينِ، أُولَئِكَ المُتَنَقِّصُونَ لِسُنَّةِ سِيِّدِ المُرسَلِينَ، مُرتَزِقَةُ الصَّحَافَةِ الذين يُحَارِبُونَ الحِجَابَ، مُنَافِقُو الجَرَائِدِ الذين يَتَبَاكَونَ على المَرأَةِ وَيَدَّعُونَ أنهم يُرِيدُونَ تَحرِيرَهَا وَإِيجَادَ عَمَلٍ, لها، المُنتَقِدُونَ لِهَيئَاتِ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، اللاَّمِزُونَ لِلقَضَاءِ الشَّرِعِيِّ وَالحُكمِ بما أَنزَلَ اللهُ، الذِينَ يُحِبٌّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الذِينَ آمَنُوا، المُتَخَوِّضُونَ في أَسهُمِ الشَّرِكَاتِ الرِّبَوِيَّةِ وَالمُختَلطَةِ، تَارِكُو الصَّلَوَاتِ وَمانِعُو الزَّكَاةِ، الخَائِنُونَ لأَمَانَاتِهِم وَالمُضَيِّعُونَ لِعُهُودِهِم، شُهُودُ الزٌّورِ وَبَاذِلُو الرِّشوَةِ لِتَضيِيعِ الحُقُوقِ، المُتَلَمِّسُونَ لِلبُرَآءِ العَيبَ البَاغُونَ لهمُ العَنَتَ، المُؤذُونَ لِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا، أَتُرَونَ أَيًّا مِن هَؤلاءِ المجرِمِينَ مُتَذَكِّرًا لِلآخِرَةِ مُوقِنًا بِيَومِ الحِسَابِ؟ قال - جل وعلا -: \" كُلٌّ نَفسٍ, بِمَا كَسَبَت رَهِينَةٌ. إِلاَّ أَصحَابَ اليَمِينِ. في جَنَّاتٍ, يَتَسَاءلُونَ. عَنِ المُجرِمِينَ. مَا سَلَكَكُم في سَقَرَ. قَالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ. وَلَم نَكُ نُطعِمُ المِسكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينِ. حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ. فَمَا تَنفَعُهُم شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ. فَمَا لَهُم عَنِ التَّذكِرَةِ مُعرِضِينَ. كَأَنَّهُم حُمُرٌ مٌّستَنفِرَةٌ. فَرَّت مِن قَسوَرَةٍ,. بَل يُرِيدُ كُلٌّ امرِئٍ, مِنهُم أَن يُؤتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً. كَلاَّ بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ \" قَالَ الحَسَنُ البَصرِيٌّ - رحمه الله - إِنَّ للهِ - عز وجل - عِبَادًا كَمَن رَأَى أَهلَ الجَنَّةِ في الجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ، وَكَمَن رَأَى أَهلَ النَّارِ في النَّارِ مُخَلَّدِينَ، قُلُوبُهُم مَحزُونَةٌ وَشُرُورُهُم مَأمُونُةٌ، حَوَائِجُهُم خَفِيفَةٌ وَأَنفُسُهُم عَفِيفَةٌ، صَبَرُوا أَيَّامًا قِصَارًا تُعقِبُ رَاحَةً طَوِيلَةً، أَمَّا اللَّيلُ فَمُصَافٌّة أَقدَامُهُم تَسِيلُ دُمُوعُهُم على خُدُودِهِم، يَجأَرُونَ إِلى رَبِّهِم رَبَّنَا رَبَّنَا، وَأَمَّا النَّهَارُ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ بَرَرَةٌ أَتقِيَاءُ، كَأَنَّهُمُ القِدَاحُ، يَنظُرُ إِلَيهِمُ النَّاظِرُ فَيَحسَبُهُم مَرضَى، وَمَا بِالقَومِ مِن مَرَضٍ,، أَو خُولِطُوا وَلَقَد خَالَطَ القَومَ مِن ذِكرِ الآخِرَةِ أَمرٌ عَظِيمٌ...أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَزُورُوا القُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ، وَشَيِّعُوا الجَنَائِزَ فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ في الفَانِيَةِ، وَتَذَكَّرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ، فَقَد قال - صلى الله عليه وسلم -: \" كُنتُ نَهَيتُكُم عَن زِيَارَةِ القُبُورِ، أَلا فَزُورُوهاº فَإِنَّها تُرِقٌّ القَلبَ وَتُدمِعُ العَينَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ \" وقال - عليه الصلاة والسلام -:\" أَكثِرُوا ذِكرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ المَوتَº فَإِنَّهُ لم يَذكُرهُ أَحَدٌ في ضِيقٍ, مِنَ العَيشِ إِلاَّ وَسَّعَهُ عَلَيهِ، وَلا ذَكَرَهُ في سَعةٍ, إِلاَّ ضَيَّقَهَا عَلَيهِ \"
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد