الأمن والذنوب


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله نحمده و نستعينه، و نستغفره و نستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فهو المهتدي، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رادّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، ولا مدبّر معه، ولا غالب لأمره، ولا إله غيره، ولا ربّ سواه. وكل شي هالكٌ إلا وجهه، له الحكم وإليه تُرجعون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، و أمينه وخليله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى أصحابه وأزواجه، وإخوانه وأعوانه، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. وعلينا وعلى عباد الله الصالحين، أما بعد:

 

أيها المسلمون:

نعمة عظيمة، كبيرة جليلة لا تُشترى بالأموال، ولا تُبتاع بالأثمان، ولا تُفرض بالقوة الضاربة، ولا بالأساطيل والطائرات والمخابرات، وإنما هي نعمة ومنَّة، ومنحة من رب الأرض والسماء، - سبحانه وتعالى - يمتنّ بها على عباده في مواطن عديدة من كتابه، إنها نعمة الأمن في الأوطان، قال - تعالى -: ((فَليَعبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيتِ *الَّذِي أَطعَمَهُم مِّن جُوعٍ, وَآمَنَهُم مِّن خَوفٍ,)) (سورة قريش: 3، 4).

وقال - سبحانه -: ((أَوَلَم نُمَكِّن لَّهُم حَرَمًا آمِنًا يُجبَى إِلَيهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيءٍ, رِزقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكثَرَهُم لَا يَعلَمُونَ)) (القصص: 57).

وقال - سبحانه وتعالى -: ((أَوَلَم يَرَوا أَنَّا جَعَلنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِن حَولِهِم أَفَبِالبَاطِلِ يُؤمِنُونَ وَبِنِعمَةِ اللَّهِ يَكفُرُونَ)) (العنكبوت: 67).

نعمة الأمن أيها الأحباب نعمة عظيمة، بها يأمن الإنسان على نفسه، وعلى أهله، وعلى عرضه، وعلى حرماته، وعلى تجارته، وعلى أمواله، وعلى جميع مرافقه ومكتسباته، ولا تتبيّن هذه النعمة إلا إذا فقدها الناس.

 

أيها الأحباب:

والناس في هذه البلاد - بحمد الله- لم يعرفوا الخوف يوماً من الأيام ماعدا أيام مضت، ولذا قليل من الناس من يُقدِّر هذه النعمة، ويعرف حقّ قدرها، ويعرفها حقّ معرفتهاº لأنهم وُلدوا في النعمة، ودرجوا في نعمة الأمن، وتربّوا عليها وترعرعواº فأصبحوا لا يُدركون قيمتها و أهميتهاº وإنما يُدرك عظمة هذه النعمة، وخطورة الأوضاع التي تسودها المخاوف والقلق، والفزع والحروب والفتن. إذا ما سافر إلى بلاد تسودها الحروب، ويرفع الأمن عنها أطنابه، ويطوي رواقهº فتراها عامرة بالحروب والفتن، والفزع والمخاوف. إذا عاش في تلك البلاد عرف نعمة الأمن، التي يعيشها منذ أن وُلد في بلده.

 

أيها الأحباب:

في بلاد لا يضرب الأمن فيها أطنابه، ولا يمدّ فيها رواقهº لا تستقيم الحياة، ولا تصلح المعيشة، فأيٌّ سعادة في بلادٍ, يسودها الحروب والمحن! و يختنق فيها الناس بدخان الانفجارات، وأزيز الطائرات! وضرب القنابل والمتفجرات! و يُصطاد البشر في أفواه الطرق، كما تُصطاد الحيوانات؟! ما قيمة البلاد التي لا يأمن الإنسان فيها على عرضه؟ والتي يرى حرماته تُنتهك، تُؤخذ بنته، أو أخته، أو زوجته ويُفعل فيها الفاحشة أمام عينيه، جهاراً نهاراً ولا يستطيع أن يُنكر أو يرفع شفة عن شفة؟!!

 

أيها المسلمون: إن نعمة الأمن نعمة عظيمة، لا تُقدّر بثمن ولا تُشترى بمال، ولا تُقّدر بحساب، وكيف يستطيع الإنسان أن يذهب إلى بيت ربه آمناً مطمئناً؟!! كيف تُؤمن السبل إلى بيت الله الحرام للحج والعمرة؟!! كيف يأمن الإنسان على نفسه، وعلى أهله وماله وحرماته؟!! كيف يبسط الإنسان تجارته للبيع والشراء؟!! كيف يخرج و معه ماله ودراهمه إلا في جوٍّ, عامرٍ, بالأمن والاطمئنان في الأوطان!!

 

أيها الأحباب:

ينبغي أن يسأل كل مسلم نفسه هذا السؤال: تُرى لماذا يبدِّل الله على الأقوام الأحوال؟ لماذا يَسِمهم بالخوف والهلع؟!! والجواب في كتاب الله - عز وجل - واضح صريح، وهو أن نعمة الأمن كغيرها من النعمº إنما تتحقّق بعبادة الله عزوجل وطاعته، عبادته حق العبادة، وطاعته حق الطاعة، وبمراعاة أوامر الله - عز وجل - في كل شيء، وبتقوى الله - سبحانه وتعالى -º فإنَّ تقوى الله - سبحانه وتعالى - إذا كانت صادقة من القلب، منعكسة على الجوارح وعلى جميع تصرفات الإنسانº كفيلة بتحقيق كل نعمة، وبتخلّص البشر من كل شدّة، ومن كل كربة، وبتحويل الخوف أمناً، يقول - عز وجل -: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا)) (الطلاق: 2).

قال - سبحانه وتعالى -: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَّهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا)) (الطلاق: 4).

وقال - سبحانه وتعالى -: ((فَأَيٌّ الفَرِيقَينِ أَحَقٌّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ, أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مٌّهتَدُونَ)) (الأنعام: 81، 82).

نعم أيها المسلمون الإيمان بالله، بالأقوال والأفعال، والتصرفات والخواطر والنياتº سبب لكل خير ونعمة وعافية، ومن ذلك نعمة الأمن. وسبب لصرف كل بلاء وعقوبة وشدة، ومن ذلك بلاء الخوف، وغيره من البلاء والعقوبات، والكوارث والنوازل: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدُونَنِي لَا يُشرِكُونَ بِي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ)) (سورة النور: 55).

هذا كتاب الله ينطق بالحق، أنزل الكتاب علينا، وعلى الناس قبلنا وبعدنا إلى قيام الساعة.

 

هذا كتاب الله

أيها المسلمون:

ينبغي أن نفتح له الآذان، ونُصغي له القلوب، ينبغي أن نتدبّره ونتأمّله، ما أُنزل القرآن على محمد صلى الله وعليه وسلم وعلى الصحابة فحسبº وإنما أُنزل على الناس جميعاً إلى قيام الساعة: ((كِتَابٌ أَنزَلنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلبَابِ)) (ص: 29).

فينبغي معاشر الأحباب أن نتدبّر القرآن: ((وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا)) ما الشرط؟ ((يَعبُدُونَنِي لَا يُشرِكُونَ بِي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ)) (ص: 29).

 

أيها المسلمون:

يقول الله - عز وجل -: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ, حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَومٍ, سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ,)) (الرعد: 11).

ويقول - سبحانه وتعالى -: ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِّعمَةً أَنعَمَهَا عَلَى قَومٍ, حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (الأنفال: 53).

فما الذي غيّر نعمة الأمن عليناº إلا المعصية التي يعيشها كثير من الناس في أنفسهم، وبيوتهم، وأسواقهم، وأعمالهم، وميادينهم الخاصة والعامة، وكثير من أحوالهم وتصرفاتهم وتقلّباتهم، فإذا أردنا أن يرفع الله عزوجل عنّا الخوف فعلينا بعبادة الله، وعلينا بالتوبة الصادقة الناصحة، وعلينا الإنابة والرجوع إلى الله - عز وجل -. يقول الله - سبحانه وتعالى -: ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيٌّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ)) (النور: 31).

نعم أيها الأحباب إن التوبة الصادقة سبب لرفع كل بلاء وشدة، سبب لإعادة الأمن بعد ذهابه، سبب لدفع المخاوف والفزع، سبب لردّ الأعداء وكبت كيدهم وردّه في نحورهم، يقول الله - سبحانه وتعالى -: ((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرُونَ)) (الأنفال: 33).

 

أيها المسلمون:

إن البلاء إذا نزل بقوم لا يُرفع إلا بتوبة كما قال علي - رضي الله عنه - وأرضاه-: (ما نزل بلاء إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة).

بل قال ربنا - سبحانه وتعالى -: ((مَّا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ, فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ, فَمِن نَّفسِكَ)) (النساء: 79).

ويقول - سبحانه وتعالى -: ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ,)) (الشورى: 30).

ويقول - سبحانه وتعالى -: ((وَلَو يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهرِهَا مِن دَابَّةٍ,)) (فاطر: 45).

((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كثير)) (الشورى: 30).

كل هذه المصائب التي تعيشها أوطان المسلمين، وبلاد المسلمين من خوف وهلع، وفزع وقحط، و مرض وجدب، و ذلّة وخضوع واستضعافº كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي، والتفريط في جنب الله - عز وجل - ومبارزته بالمعاصي، هذا مع أن الله - عز وجل - يعفو عن كثير، يعفو عن كثير ولا يعاقب إلا باليسير، ولو عاقبنا عن كل ذنب، ولو أحصى عنّا كل شيء ما ترك على ظهرها من دابة!! ما ترك حيواناً ولا إنساناً، و لا طيراً ولا سمكاً، كل ذلك بسبب ذنب بني آدم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني ونفعكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتاب علي وعليكم إنه هو التواب الرحيم. أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد الله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه، أحمده - سبحانه - وأشكره حمداً كثيراً مباركاً فيه، لا أحصي ثناءً عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ألا شريك له، إله الأولين والآخرين، ربّ العالمين ومالك يوم الدين، وأشهد أن محمداً عبده الأمين، ورسوله الكريم صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين، أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله-º فإن تقواه وصيته من خلقه للأولين والآخرين، كما قال - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم وفي محكم التنزيل: ((وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللّهَ وَإِن تَكفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)) (النساء: 131).

 

أيها الناس:

ينبغي قبل وبعد كل شئ أن نبادر بالتوبة الصادقة، ينبغي أن يتفقّد الإنسان نفسه: هل يشرب الحرام؟ هل يأكل الحرام؟ هل يتعاطى الحرام؟ هل عليه معصية في وجهه وبدنه، و لباسه و ماله، و في جميع أحواله؟ فيتوب إلى الله - عز وجل - منها.

ينبغي أن يرجع إلى بيته، يطهّر بيته من كل حرام، ويأمر أولاده بالصلوات وبطاعة الله - عز وجل -، ويُخرج المُلهيات وأسباب سخط الله من بيته، كالتلفاز، والصور الفاتنة، و الأغاني الماجنة.

يجب على كل مسلم أن يتوب إلى الله من كل ذنب، وأن يُصلح نفسه، وأن يُصلح بيته، وأن يُصلح جاره.

ينبغي أيها الأحباب أن نتوب إلى الله من بيع الفواحش، كالغناء وأشرطة الفيديو، و أن نسارع بإقفال أبوابها، ومن أجّر واحداً من هؤلاءº فيجب عليه أن يتوب إلى الله وأن يُخرجه، ومن علِم أن أحداً يؤجّر هؤلاءº فيجب أن يناصحه في الله - عز وجل -، يجب علينا أن نأخذ بأيدي السفهاء من الشباب، والنساءº فنمنعهم من الفساد والتحلل والتبرج.

يجب علينا أن نُصلح وسائل إعلامنا، واقتصادنا، وجميع أوضاعنا وأحوالنا، هذا إذا أردنا أن يُبدِّل الله - عز وجل - حالنا، فإن تُبنا ورجعنا وأنبناº رجع علينا ما فقدناه من الأمن، وإن أصررنا على ما نحن عليهº فليس لنا إلا ما أصاب غيرنا من الأقوام، ولننتظر من البلاء أكثر وأكثر!! إلا أن يتداركنا الله برحمتهº وحينئذٍ, فإذا نزل البلاء في عقر ديارنا، فلا مناص لنا ولا نجاة لنا إلا بالتوبة الصادقة، والرجعة المخلصة إلى الله - سبحانه وتعالى -. يقول - عز وجل - يقول - سبحانه وتعالى -: ((فَلَولاَ كَانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَومَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُوا كَشَفنَا عَنهُم عَذَابَ الخِزيِ فِي الحَيَاةَ الدٌّنيَا وَمَتَّعنَاهُم إِلَى حِينٍ,)) (يونس: 98).

و يقول - عز وجل -: ((فَلَولاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبلِكُم أُولُوا بَقِيَّةٍ, يَنهَونَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّن أَنجَينَا مِنهُم وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُترِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجرِمِينَ *وَمَا كَانَ رَبٌّكَ لِيُهلِكَ القُرَى بِظُلمٍ, وَأَهلُهَا مُصلِحُونَ)) (هود: 116).

إذا أردنا العافية والسلامةº فعلينا بطريق الإصلاح والصلاح، علينا أن نُحيي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا رأى على أخيه معصية، ولو كانت في نظره يسيرة، ولو كانت سيجارة في يده، ولو كانت حلق لحية، ولو كانت أمراً يظنه كثير من الناس أمراً يسيراًº فينبغي أن يقول: يا هذا اتق الله! و دع ما أنت فيه.

 

أيها المسلمون:

إن أولئك الذين يشتغلون في أوكار الشرّ والفساد، الذين يعصون الله في بلاد المسلمين بيننا، الذين يتأخرون عن صلاة الفجر ولا يصلونها، الذين يحيون ليالي الفساد و العهر والدعارة في بلاد المسلمين، ولا يجدون من ينكر عليهمº إن هؤلاء يخرقون السفينة عن سابق إصرار وتعمّد، والله الذي لا إله غيره إن خطرهم على المسلمين أعظم من خطر العدو الخارجي، وأعظم من خطر الطائرات والمدمرات، والغازات السامة، والغارات الجويةº لأنهم أعداء متسلطون فيجب علينا أن نأمر الجميع بالمعروف، وأن ننهاهم عن المنكر، وأن نسارع بإصلاح الأوضاع الفاسدة، وإقامة الأوضاع المعوجةº حتى يرحم الله حالنا ويعود إلينا الأمن والعافية والاطمئنان ويدفع عدوّنا وعدو المسلمين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply