بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:(يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ) (آل عمران: 102).
[يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيباً](النساء: 1).
[يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيداً*يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً](الأحزاب: 71).
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الأخوة المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.
عباد الله: لا نزال في موضوع مهم من مواضيع الإسلام العظيم، ولا نزال في واجب عظيم من واجبات هذه الأمة التي فضلها الله - سبحانه وتعالى -، وشرفها وكلفها به ألا وهو: موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد تكلمنا في الخطبة الماضية على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه ميزة هذه الأمة، التي ميزها الله - سبحانه وتعالى - من بين سائر الأمم قال - تعالى -: [كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ, أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَو آمَنَ أَهلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيراً لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنُونَ وَأَكثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ](آل عمران: 110).
فقدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله لأهميته ولكونه قوام هذا الدين. وما بعث الله الأنبياء ولا أرسل الرسل و لا أنزل الكتب إلا من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتكلمنا على طبيعة هذه الفريضة وطبيعة هذا الواجب، وأنه يجب على المسلم وعلى العالم وعلى الداعية إلى الله - سبحانه وتعالى - أن يبدأ بالمعروف والنهي عن المنكر في نفسه، ثم في أسرته وأهله، ثم في قريته ومحيطه، ثم يكون بعد ذلك مبشراً وداعياً إلى الله - سبحانه وتعالى - ونذيراً لأمته وقومه، ثم بعد ذلك يكون نذيراً للعالمين.
فإن طبيعة هذه الدعوة أنها عالمية كما قال - تعالى -: [تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرقَانَ عَلَى عَبدِهِ لِيَكُونَ لِلعَالَمِينَ نَذِيراً](الفرقان: 1)
وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن يقوم به واحد، فإذا كان الله - سبحانه وتعالى - عندما بعث الأنبياء فقد جعل لهم من يؤازرهم ويعينهم حتى قال - عليه الصلاة والسلام -:
(ما بعث الله من نبي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يقتدون بأمره ويأخذون بسنته)، حتى الأنبياء محتاجون إلى من ينصرهم ويعينهم، ولهذا اشتكى موسى - عليه السلام - الغربة والوحدة، وأنه لا يجد أنصاراً: [قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَملِكُ إِلَّا نَفسِي وَأَخِي]، وقال - عليه الصلاة والسلام - :(أريت الأنبياء فإذا الرجل والرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد).
والله جل جلاله يقول في كتابه العزيز: [هوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصرِهِ وَبِالمُؤمِنِينَ](لأنفال: 62).
فإذا كان النبي وهو النبي الذي امتن الله عليه بأنه أيده بنصره وبالمؤمنين فهذا يعني أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن يقوم به واحد وحده، وإنما لا بد من أعوان وأنصار ولهذا لما علم الله جل جلاله أن هذا الواجب لا يمكن أن يقوم به فرد، قال: (ولتكن منكم أمة) ولم يقل وليكن منكم فرد، يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) هكذا أمر الله - سبحانه وتعالى - وجعله صفة للمؤمنين، وقال - تعالى -: [وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ, يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيرحمهم الله إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ](التوبة: 71) ولا بد من التعاون والتماسك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبينا أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأسلوبه ومضمونه وأن مضمون الأمر بالمعروف لا يقبل التطوير ولا يقبل الزيادة والنقصان إلا حيث من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - فمن الممكن أن تكون متطورة وذكرنا أمثلة من ذلك، كالكتاب والرسائل الصغيرة والمجلة الحائطية والجريدة اليومية أو الأسبوعية أو المجلة الشهرية وما أشبه ذلك وهكذا الشريط والنوادي والمحاضرات والدروس كل هذه من الوسائل التي يمكن أن يدعو بها الإنسان إلى الله - سبحانه وتعالى -.
وعرفنا أنه من الواجب على الداعية أن يكون هو أولاً متحليا بالمعروف وبعيدا عن المنكر وأنه يجب عليه الإخلاص فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة تحتاج إلى إخلاص، ويحتاج إلى نية صادقة فإن كثيراً من الناس ربما يدعون إلى أنفسهم ربما يدعون إلى ذواتهم ولا يخلصون الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى -، ولهذا يقول - سبحانه وتعالى -: [قُل لا أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُربَى](الشورى: 23) فالإخلاص في العبادة في الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - من الواجبات التي أوجبها الله - سبحانه وتعالى - كما ذكرنا يجب أن يكون صابراً وأن يكون نفسه مقيماً للصلاة كما قال - تعالى -: [يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُر بِالمَعرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلَى مَا أَصَابَكَ](لقمان: 17).
إن الصلاة والعبادة والدعاء هي زاد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وهي قوته اليومي لأن الأذكار التي يذكر بها الداعية ربه هي زاده وهي قوته وهي روحه.
ولهذا اشتهر عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - المشهور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله أنه كان يجلس بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس يذكر الله ويتزود بالأذكار والأدعية ويقول هذا قوتي هذا غذائي، لو لم أفعله لضعفت قواي بمعنى: لا أستطيع القيام لله جل جلاله.
عندما بدأت الدعوة إلى الإسلام أمر الله - سبحانه وتعالى - نبيه أن يكثر من العبادة ومن الصلاة،: [يَا أَيٌّهَا المُزَّمِّلُ*ُقمِ اللَّيلَ إِلَّا قَلِيلاً*ِنصفَهُ أَوِ انقُص مِنهُ قَلِيلاً*َوزِد عَلَيهِ وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلاً](المزمل: 4) لأن العبادة هي الغذاء الروحي للداعية خاصة عندما تكثر الفتن ويكثر الهرج فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: (العبادة في الهرج كهجرة إلىَّ).
فعندما يكثر من العبادة والذكر تصفو روحه ويشرق قلبه وتزكو نفسه فحينئذ يكون أهلاً ليكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ومتحلياً بالأخلاق الإسلامية، وذكرنا أنه يجب على الداعية إلى الله - سبحانه وتعالى - أن يكون عالماً بالشرع حتى يعرف المعروف ويعرف المنكر فلا يدعو إلى منكر وهو يظن أنه معروف إن كثيراً من الناس اليوم من المسلمين يدعون إلى التفرقة وهم يظنون أنهم يدعون إلى الجمع، يدعون إلى الأحزاب المتعددة يدعون إلى الديمقراطية وهم يحسبون أنهم يدعون إلى الإسلام.
وهكذا بعض الحكام وبعض المسئولين يسلكون طريقاً يظنونها رشاداً يظنونها فلاحاً، وهي فساد في نفس الوقت وأنه لا بد أن يقيس المسلم الصلاح والفساد بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- فما شهد الله له بأنه صلاح قال بذلك ودعا إليه وما شهد الله له ورسوله إنه فساد وجب على كل مسلم أن يبتعد عنه وإلا فهي صفة المنافقين الذين يفسدون في الأرض وهم يظنون أنهم يصلحون.
[وَإِذَا قِيلَ لَهُم لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحنُ مُصلِحُونَ*أَلا إِنَّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَلَكِن لا يَشعُرُونَ](البقرة: 12).
ويجب أن يكون فقيهاً بالواقع أيضاً، مع الفقه والعلم الشرعي يكون فقيهاً بواقعه حتى ننظر هل السواد الأعظم معنا هل واقعنا مثل واقع الصحابة والتابعين؟ الذي كان العاصي منهم أو المنافق؟ نزراً وقليلاَ ربما يهجره المجتمع؟ فلا يجد من يسلم عليه، إن قصة كعب بن مالك، وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع لما تخلفوا عن غزوة تبوك فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- المجتمع كله الالتزام بهجرهم فكان الرجل يأتي إلى ابن عمه إلى قريبه يقول له السلام عليك فلا يرد - عليه السلام -.
أما اليوم فالمجتمع فاسق غير مستقيم على كتاب الله وعلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- فلا بد أن تفهم
واقعك إن المجتمع اليوم أحزاب متناحرة إن المجتمع اليوم أفكار تحارب الإسلام إن الناس اليوم مقبلون على الدنيا ولا يسألون عن الدين.
إن المجتمع اليوم أنواع وقريب من أصحاب الأهواء والشهوات إلا من رحم الله فلا بد أن يكون الداعية عالماً بواقعه حتى يفهم كيف يدعو إلى الله - سبحانه وتعالى -؟ ويعرف الداعية إلى الله - سبحانه وتعالى - أن المجتمع فيه أنواع من الأفكار وفيه أنواع من الانحراف، عليه أن يفرق بين من يرتكب المنكر وهو عالم أن هذا منكر فيستحق من الموعظة الخاصة لأن العالم فتنة لكل مفتنون فلهذا يجب التحذير من فتنة العالم، من زلة العالم، من خطأ العالم، لأن خطأه محسوب على الدين أما لو أخطأ العامي، أو الحزبي المعروف فإن خطأه معروف أنه من قبل هواه أو من قبل نفسه، أما العالم، أما الداعية فإنه محسوب على الشرع أنه من الدين أنه قد راجع الشرع ووجد شرع الله موافقا له، فلهذا يجب التحذير من زلة العالم قال بعض السلف احذروا من زلة العالم فإنه فتنة لكل مفتون حتى قال سفيان بن عينية: (من فتن من علمائنا فبه شبه من اليهود) ولقد أفتى اليهود في كثير من مواقفهم التاريخية أفتوا بغير ما أنزل الله والتاريخ يعيد نفسه فيفتي الكثير من العلماء بفتاوى غريبة بعيدة عن الدين بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وصدق الرسول - عليه الصلاة والسلام -: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) فأفتى كثير من العلماء إن صح الاسم أفتوا بالقوانين الوضعية وأنها موافقة لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وأنها من الدين، و أفتوا للحكام بما يوافق الهوى.
فالعياذ بالله نسأل الله العافية والسلامة: من الذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة إن الواجب على المسلم أن يعمل بوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم- أن يقف أمام الحاكم الجائر المغير لأحكام الله وأن يقول له أخطأت ولو أدى ذلك إلى ضرب عنقه فإنه أفضل الشهداء عند الله - سبحانه وتعالى -، وأخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم- البيعة من الصحابة على أن يقولوا كلمة الحق لا يخافون في الله لومة لائم، هذا هو الطريق الصحيح الذي كان يجب أن يسلك الناس، على الداعية إلى الله أن يفرق بين خطأ العالم وخطأ الجاهل وكذلك أن يفرق بين الفتى المجاهر بالذنب والمعصية وبين المسرور المجاهر له موعظته خاصة به، والمسر له موعظته خاصة به وكذلك عليه أن يفرق بين مرتكب الذنب وهو يدعوا إليه وبين من يرتكب الذنب وهو يلتفت خائفاً ممن يراه خائفاً وجلاً من الله - عز وجل - ومن الناس الأحزاب التي تدعو اليوم إلى الانحراف وإلى مبادئ غير إسلامية بوقاحة وبقلة حياء فإن هذا يجب التحذير منه أكثر من مرتكب خطأ الذي يسر به لا يعلنه بين الناس وكذلك أن يفرق بين المتأول وبين الجاحد المعاند المصر إلى مخالفة الشرع فهذا كله ينبغي أن يكون الداعية فقيهاً وملماً، فيفرق بين دعوة هذا ودعوة هذا لأن لكل أسلوبه.
وكذلك يجب على الداعية أن يفهم طبيعة النفوس، فإن النفوس جبلت على الشر و على الفساد قال الله - تعالى -: [إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً](الأحزاب: 72)وخاصة الغارقون في الدنيا فإنهم -نسأل الله العافية والسلامة- لا يحبون الشخص الذي يدعوهم إلى الله ويحول بينهم وبين ما يشتهون فيجب عليه أن يفهم طبيعة الناس وكيف كانت مواقفهم على مر التاريخ من دعوة إلى الله - سبحانه -، كيف كانت مواقفهم؟ وليعلم الداعية إلى الله أن أول من يقف أمامه، وأن أول من يحارب دعوته، وأن أول من يتصدى له هم الحكام والملأ والأفراد وأصحاب الجاه والسلطان كما هو واضح من كتاب الله ومن سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم-: [وَلَقَد أَرسَلنَا نُوحاً إِلَى قَومِهِ فَقَالَ يَا قَومِ اعبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِن إِلَهٍ, غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ](المؤمنون: 23).
فقال الملأ من كل نبي [وَقَالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَومَهُ لِيُفسِدُوا فِي الأَرضِ] (لأعراف: 127) الملأ كبار القوم ووجهاء القوم، أصحاب الكراسي والمناصب ولقد قال هرقل لأبي سفيان: من يتبعه أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قال: بل ضعفاؤهم، قال: هم أتباع الرسل، أول من يقف أصحاب الكراسي والمناصب لأنهم ضعفاء ولأن نظرتهم قصيرة يريدون الحياة الدنيا، يريدون عرض الحياة الدنيا ليس لهم همم عالية ليس لهم أهداف جميلة إلا مجرد إشباع شهواتهم وغرائزهم في الحياة الدنيوية فلهذا على الداعية إلى الله أن يعرف طبيعة هؤلاء فهم الذين يقفون دائماً أمام الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - ويحاربون وينفرون عنها.
فإن الأسلوب الذي يتخذونه هو رمي الدعاة إلى الله - تعالى -بأنهم جهال ضلال منحرفون غير واعيين غير فاهمين: [قَالَ المَلَأُ مِن قَومِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ, مُبِينٍ,](الأعراف: 60) يرون نوحاً أنه ضال وهكذا قال قوم هود: (قالَ المَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَومِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ,)(لأعراف: من الآية66)(قالَ المَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَومِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ,)(الأعراف: من الآية66)(قالَ المَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَومِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ,)(الأعراف: من الآية66)إن فراعنة اليوم يتخذون نفس هذا الأسلوب إنهم يتجرأون على الذات الإلهية حتى قال أحد الفراعنة في هذا العصر أين ربك؟ لو يأتي لأ دخلته معك في الزنزانة هكذا يتجرأ هذا الضعيف الذي يحمل الغائظ، الذي لو أوجعه ضرسه أو رأسه لصاح مستغيثاً لا يجد له نصيراً من دون الله هكذا الفراعنة في كل زمان، ومن طبيعة الفراعنة يسعون دائماً إلى تفريق الناس، وعلى تشتيتهم تهديدهم قال الله - سبحانه وتعالى - في كتابه: [إِنَّ فِرعَونَ عَلا فِي الأَرضِ وَجَعَلَ أَهلَهَا شِيَعاً يَستَضعِفُ طَائِفَةً مِنهُم يُذَبِّحُ أَبنَاءَهُم وَيَستَحيِي نِسَاءَهُم إِنَّهُ كَانَ مِنَ المُفسِدِينَ](القصص: 4)
فهكذا يجب أن يفهم طبيعة من يدعوه وطبيعة من يوجه إليه الخطاب والدعوة، فسيرمونك بالضلال أيها الداعية، وبالسفاهة وسيصفون طريقك بأنه أوهام وأن طريقهم هو الطريق الصحيح المستقيم ولكن كما قال - تعالى -: [وَيَبغُونَهَا عِوَجاً](الأعراف: 45) طريقهم هي الأوهام وكذلك على الداعية أن يفهم يختار الأسلوب المناسب لمخاطبة الناس، فما يناسب العامي غير ما يناسب العالم وأن يكون ملماً بذلك كله ويحذر كل الحذر من الانفعال والاستفزاز فإن الذين تدعوه ربما يستفزوك ربما يؤذوك ربما يحاربونك نفسياً فربما قالوا إن قلوبنا مقفلة لا تسمع لك موعظة، ولا نسمع لك كلاماً، وقلوبنا في أكنة وقلوبنا لا تفقه ما تقول: ]قَالُوا يَا شُعَيبُ مَا نَفقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَولا رَهطُكَ لَرَجَمنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَينَا بِعَزِيزٍ,[(هود: 91).
وربما عملوا لك حركات الاستفزاز لإيقاعك في اليأس، وربما أدخلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا كلامك: [قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوتُ قَومِي لَيلاً وَنَهَاراً*فَلَم يَزِدهُم دُعَائي إِلَّا فِرَاراً*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوتُهُم لِتَغفِرَ لَهُم جَعَلُوا أَصَابِعَهُم فِي آذَانِهِم وَاستَغشَوا ثِيَابَهُم وَأَصَرٌّوا وَاستَكبَرُوا استِكبَاراً](نوح: 7).
وربما قالوا: [قَالُوا سَوَاءٌ عَلَينَا أَوَعَظتَ أَم لَم تَكُن مِنَ الوَاعِظِينَ*إِن هَذَا إِلَّا خُلُقُ الأَوَّلِينَ](الشعراء: 137). وربما قالوا متحدين: [قَالُوا ائتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ](العنكبوت: 29)وربما قالوا [اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائتِنَا بِعَذَابٍ, أَلِيمٍ,](لأنفال: 32)
فهذه هي طبيعة النفوس إنها النفوس، إنه ابن آدم العاصي المخطئ إلا من رحم الله قال - تعالى -في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا اغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم) فعليك أن تفهم هذه الطبيعة كلها، وأن تكون واسع الصدر صبوراً وليكن لك في الأنبياء أسوة حسنة قال - عليه الصلاة والسلام - وهو يحكي عن نبيَّ من الأنبياء ضربه قومه حتى أدموه فقام قائلاً: (اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) وليكن لك مثل من نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم- عندما خرج مطروداً من مكة إلى المدينة فلما مكنه الله قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء).
ولما خرج وحيداً فريداً إلى الطائف وأوذي استأذنه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين قال: لا ولكن لعل الله أن يخرج من ذريتهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً. وكذلك فليكن لك أسوة بأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-: بلال وعمار بن ياسر وغيرهم وغيرهم ممن أوذوا في الله وهم رجال شجعان أفذاذ يموتون دون دينهم لو أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يفعلوا ذلك لفعلوا.
قال - تعالى -: [وَلَو أَنَّا كَتَبنَا عَلَيهِم أَنِ اقتُلُوا أَنفُسَكُم أَوِ اخرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنهُم وَلَو أَنَّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيراً لَهُم وَأَشَدَّ تَثبِيتاً](النساء: 66)
يتحدث الله عن بعض المنافقين في المدينة فكأنهم يقولون: إن أصحاب محمد المخلصين لو أمرهم الله أن يقتلوا أنفسهم أو أن يخرجوا من ديارهم لفعلوا وفعلاً فقد أمر الله بالهجرة فهاجروا وخرجوا من ديارهم وتركوا أولادهم ونساءهم من أجل الله - سبحانه وتعالى -.
لقد أوذوا وبلغ بهم الأذى أشده فلم يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم- بأي خطط ارتجالية أو بأي أمر ليس محسوباً وليس موزوناً وليس مرتباً وإنما أمرهم بالصبر (فاعف عنهم واصفح) إلى غير ذلك من النصوص التي أمر الله - تعالى -بها عباده فقد جاء بعض الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: (إن من كان قبلكم كان يؤتى بأحدهم فيوضع المنشار على رأسه حتى يقطع قطعتين لا يرده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد مادون لحمه وعظمه ما يرده ذلك عن دينه، ولكنكم قوم تستعجلون) فيجب على الدعاة إلى الله - سبحانه وتعالى - تربية الناس على هذا المنهج وعلى الصبر وعلى التحمل وعلى الدعوة إلى الله وعلى التصريح بالحق وعلى الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين والمنحرفين والدعوة إلى منهج الله والتحذير من البدع والخرافات والتحذير من كل منهج يخالف كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- كما أنه من الممكن أن يهدد الحكام وأن يهدد الذين يعارضون الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى -، من الممكن أن يهددوا بالسجن و الطرد والإخراج: [وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ المَاكِرِينَ](الأنفال: 30)
كما أنه من الممكن أن يهددوا بقطع الأيدي والأرجل كما قال فرعون: [فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيدِيَكُم وَأَرجُلَكُم مِن خِلافٍ, وَلَأُصَلِّبَنَّكُم فِي جُذُوعِ النَّخلِ](طـه: 71)، ولكن على الداعية إلى الله - سبحانه وتعالى - أن يكون مبدئياً يدافع عن مبدئه ويثبت على مبدئه ويصبر على الحق ويصبر على الدعوة إلى الله - سبحانه - ويتحمل أعباء ذلك فإن سلعة الله غالية وإن سلعة الله الجنة: [قَالَ المَلَأُ الَّذِينَ استَكبَرُوا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنَّكَ يَا شُعَيبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَريَتِنَا أَو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا](الأعراف: 88)، [أَخرِجُوا آلَ لُوطٍ, مِن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ](النمل: 56)[وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِم لَنُخرِجَنَّكُم مِن أَرضِنَا أَو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوحَى إِلَيهِم رَبٌّهُم لَنُهلِكَنَّ الظَّالِمِينَ*وَلَنُسكِنَنَّكُمُ الأَرضَ مِن بَعدِهِم ذَلِكَ لِمَن خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ](إبراهيم: 14) فهي أساليب في كل مكان وزمان تتكرر، وعلى الدعاة إلى الله أن يكونوا ملمين بمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى -، وكيف كان سير الدعوة؟ وكيف كان أعداء الدعوة إلى الله - تعالى -يواجهونها بأساليبهم الماكرة؟ أحياناً بالترغيب وأحياناً بالترهيب.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
كما يجب عليك أيها الداعية أن تعلم أن من أساليب أعداء الإسلام الكذب والخداع والغش،
و زخرفة القول وتغرير الناس، فهذا إبليس بقول لآدم: [هَل أَدُلٌّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ, لا يَبلَى](طـه: 120).
إنها شجرة المعصية إنها شجرة البلاء فجاء ونمق هذا الكلام: وقال شجرة الخلد. على أن هذا الإنسان من طبيعته أنه يهوى البقاء، عنده أمل يحب الدنيا يحب البقاء: [قَالَ يَا آدَمُ هَل أَدُلٌّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلدِ]متى تكون مخلداً ألم يصبك الموت؟ إن هذا دواء ضد الموت هل أدلك على شجرة الخلد وطالما بذل الإنسان أموالاَ طائلة من أجل أن يتوقى إلى الموت: [هَل أَدُلٌّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ, لا يَبلَى]لا يفنى فكان في تلك الشجرة البلاء والفتنة والإخراج من الجنة وفقدان النعيم وخروجه عرياناً لا يملك غطاء لعورته.
فطبيعة أعداء الإسلام هو هذا: [وَكَذَلِكَ جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ, عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعضُهُم إِلَى بَعضٍ, زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً] (الأنعام: 112) يزخرفون القول دائماً ويمدحون لنا الديمقراطية التي هي كفر فما رأينا منها إلا التشتت ما رأينا منها إلا التفرقة ما رأينا منها إلا نوعاً من الفقر والبلاء في كل بلد حلت فيه ورأينا الفساد الأخلاقي، يمدحونها وأنها هي الحل الوحيد والخيار الأوحد وأفضل وأنها هي السعادة وأنها هي الرقي والتقدم وأنها وأنها، يمدحون لنا التفرق وأنه طريق متقدم متطور، التفرق الذي هو وسيلة أعداء الإسلام لتمزيق المسلمين وتشتيتهم، يزخرفون القول غروراً.
فكذلك يجب عليك أن تفهم أن من وسائل أعداء الإسلام أنهم ربما يمدحون الشخص ويثنون عليه وأنت عالم كبير علامة كنا نأمل فيك كذا وكذا حتى يخالفهم في رأيهم فإذا خالفهم في رأيهم قالوا هذا متحضر، هذا ليس من العلماء هذا كذا. وهي طريقة يهودية قديمة كما قال اليهود وقد أتوا على النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال لهم يا معشر يهود كيف عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: هو عالمنا وابن عالمنا وسيدنا وابن سيدنا قال أرأيتم لو أسلم؟ قالوا أعاذه الله من ذلك، فخرج وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قالوا: شرنا وابن شرنا سبوه وانتقصوه ولقد اتهم فرعون موسى الذي يدعو إلى الوحي الإلهي وإلى كتاب الله بأنه ساحر كاهن مشعوذ وفي نفس الوقت يشجع السحرة والمشعوذين ويقول: [وَإِنَّكُم إِذاً لَمِنَ المُقَرَّبِينَ](الشعراء: 42) ويعدهم بالعطاء الجزيل ويشجعهم وأنهم هم العلماء ويشجعهم على السحر والشعوذة. ويحارب الحق وأهله ويحارب موسى بطرق شيطانية، في كل زمان ومكان على الداعية إلى الله أن يكون فاهماً لهذا عارفاً بهذه الأساليب حتى يتجاوزها ولا يغره كم من العلماء اغتروا ببعض الحكام، وخدعوهم، وأصبحوا يفتون لهم بما يوافق هواهم، وغرهم الكلام ولكن أين الكلام من الواقع؟ إن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. وهذا هو الإيمان المطلوب شرعاً كذلك على الداعية إلى الله - سبحانه وتعالى - أن يكون متمعنا ً في منهج الأنبياء فاهماً بالأساليب مستعملا الحكمة: (يا قوم) عندما قال المشركون للأنبياء قالوا لنوح: (إنا لنراك في ضلال مبين) قال: [قَالَ يَا قَومِ لَيسَ بِي ضَلالةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِن رَبِّ العَالَمِينَ*أُبَلِّغُكُم رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُم وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعلَمُونَ](لأعراف: 62).
عندما قالوا لهود: [إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ, وَإِنَّا لَنَظُنٌّكَ مِنَ الكَاذِبِينَ*قَالَ يَا قَومِ لَيسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِن رَبِّ العَالَمِينَ](لأعراف: 67).
وهكذا كل نبي يأتي بالأسلوب يا قوم يظهر الشفقة واعتبروا بهموم داعي آل فرعون الذي قال: (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب. ويا قوم مالي ادعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار).
يجب أن يكون هكذا في وقت المخاطبة وفي وقت التمييز أن يكون شجاعاً صريحاً: [وَإِنِّي لَأَظُنٌّكَ يَا فِرعَونُ مَثبُوراً](الإسراء: 102) إني لأظنك يا فرعون هالكاً هكذا يوضح وقال هود: [إِن أَنتُم إِلَّا مُفتَرُونَ](هود: 50) ويكون صريحاً واضحاً يبين ما هو عليه من حق.
ولقد قال إبراهيم - عليه السلام -: [إِنِّي أَرَاكَ وَقَومَكَ فِي ضَلالٍ, مُبِينٍ,] (الأنعام: 74)بكل صراحة وبكل وضوح وهكذا يجب على الداعية أن يكون صريحاً في موطن الصراحة، ولينا سهلاً في موطن الليونة والسهولة والرحمة، ويدعو إلى الله بأساليب الأنبياء وطرق الأنبياء ومنهج الأنبياء، وفيه الحكمة والعدل. ولا يسلك طرقاً ما أنزل الله بها من سلطان ولا يدخل في وسائل هي من صنع أعداء الإسلام ولا يحسب أن الله سينصره بهذه الطرق إن الله- تبارك وتعالى -أراد لنا طريقة معينة أن نسلكها إذا سلكنا طريقاً غيرها فلن ننجح ولو أقسم شخص على أن المسلمين مهما علموا من طرق غير شرعية أنهم لن ينجحوا لكان باراً صادقاً قال - تعالى -: [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُستَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السٌّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ](الأنعام: 153).
إن أي سبيل غير طريق الكتاب والسنة فهي تبعد ولا تقرب، وتفسد ولا تصلح، والله جل جلاله اقتضت حكمته أن لا نجاح لنا إلا بطريقة الأنبياء: ]فَإِن آمَنُوا بِمِثلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا هُم فِي شِقَاقٍ, فَسَيَكفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ[(البقرة: 137).
أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن ينفعنا وإياكم بكتابه الكريم وأن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم عليك بأعداء الإسلام.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد