بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
أمّا بعد: فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ ونفسي بتقوَى الله - سبحانه -، ومن ثَمَّ فاعلموا أنه ليس أسعَدَ للمرء ولا أشرَح لصدره ولا أهنَأ لروحه من أن يحيَا في مجتمَعِه بين الناسِ صافيَ القلب صفيَّ الروح سليمَ الطباع مُنسلاًّ من وساوِس الضّغينة وسَورَة الحقد والحسد والبغضِ والتشفّي وحبِّ الانتصار للذّات والانتقام من النّدِّ، له سُمُوٍّ, قلب يُعلي ذكرَه ويرفع قدره، ترونَ مثلَه مُهنِّئًا رضيًّا حينما يَرى النعمةَ تنساق إلى أحدٍ, غيره، مدرِكًا فضلَ الله فيها على عبدِه، فتجِدون لسانَ حاله يلهَج بقول النبي فيما رواه أبو داودَ وغيره: ((اللّهمَّ ما أصبح بي من نعمةٍ, أو بأحدٍ, من خلقِك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد والشكر))[1].
ولا عجَبَ ـ عبادَ الله ـ في أنَّ طهارة مثلِ هذا القلب وزكاتَه لا تقف عند هذا الحدِّ فحسب، بل إنه متى رأى أذًى أو بَلاء يلحَق أحدًا من المسلمين أو يحُلّ قريبًا من دارِه رثى لحالِه، وتمنى له الفرجَ والغفرانَ من الله، ولم ينسَ حينَها أهمّيّةَ وأدِ الفرح بتَرَح الآخرين في مهدِه، فلا يلبَث أن تُسارِعه سلامةُ قلبه، ولِسانُ حالها يقول ما رواه الترمذيّ عن النبيِّ فيما يقولُه من رأَى مبتلى: ((الحمد لله الذي عافاني مما ابتَلاه به، وفضَّلني على كثير ممن خلَق تفضيلاً))[2].
إنَّ مثَلَ قلبٍ, هذه حالُه كمثَل الإناء المصفَّح يستحيل تسرٌّبُ السائل منه البتّة، وهذا هو القَلب التقيٌّ النّقيّ المشرِق الذي يبارِك الله فيه، فتتسارَع إليه الخيراتُ حَثيثةً من حيث لا يحتسِب، وصاحبُ هذا القلبِ هو الذي ينجو مكرَّمًا يومَ لا ينفَع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ, سليم. قال سعيدُ بن المسيّب - رحمه الله -: \"القلبُ السليم هو القلبُ الصحيح، وهو قلب المؤمن\"[3]، وسئِل ابن سيرينَ - رحمه الله -: ما القلبُ السليم؟ قال: \"الناصِح لله - عز وجل - في خلقه\"[4]، أي: لا غشَّ فيه ولا حسَد ولا غلّ.
أيّها المسلمون، إنَّ ديننا الحنيفَ ليتحسَّس نفوسَ الناس بين الفينةِ والأخرى ليغسِلَها بالماء الزٌّلال من أدرانِ الغَشَش ودخَنه، وليُذكِيَ فيها مشاعرَ الزّكاء والنقاءِ تجاهَ الناس والمجتمع، ومِن أعظمِ هذا التحسٌّس المقرَّر هي تلكمُ المتابَعة المتكرِّرة في كلِّ أسبوعٍ, مرَّتين، والتي تجعل من المرءِ حَكمًا على نفسِهº ليصحِّحَ ما به من خلَلٍ, ويتداركَ ما بقِي أمامه من شعور، يتمثَّل ذلكم في قولِ النبي: ((تُعرَض الأعمال في كلّ اثنين وخميس، فيغفِر الله - عز وجل - في ذلك اليومِ لكلِّ امرئٍ, لا يشرك بالله شيئًا إلا امرَأً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذَين حتى يصطلِحا)) رواه مسلم[5].
إنَّ المجتمعَ المسلم الصّفيَّ هو ذلِكم المجتمعُ الذي يقوم على عواطِفِ الحبِّ والتآلُف والبُعد عن الأَثَرة المشاعَةِ بين أفراده، ولا مكانَ فيه للفرديّة المتسلِّطَة ولا الشحِّ الكنود، بل حالُ نبيه وأفرادِه يُحيي في نفسِ المؤمن استحضارَ قولِ الله - تعالى -: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم [محمد: 29]، وقولِ الله - تعالى -مادِحًا صفةَ قوم: أَذِلَّةٍ, عَلَى المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ, عَلَى الكَافِرِينَ [المائدة: 54]، ويستحضِر قولَه - تعالى -: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفِر لَنَا وَلإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجعَل فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10].
إنَّ شريعتَنا الغرّاء قد جاءت حاضَّةً على التّراحُم والتلاحم والعدلِ والإنصاف، ونبذِ التدابُر والتقاطُع والتباغُض والتحاسُد وبَذرِ الفِتَن وتأجيجِ الفرقةº لأنّ الإخلالَ بهذه المبادِئ ينمِّي جذورَ الخصومة ويضرِم أتّونَها ويفرِّع أشواكَها ويُذبِل زَهرَ المجتمَع الغضّ وينكأ جراحَه، فينشَأ الحِقدُ والطّيش بالألباب والتعبِئة النفسية الغوغائيّة التي تتدلَّى بمُواقِعِها إلى اقترانِِ ما ضرٌّه أكبرُ من نَفعِه، حتى يكثرَ السّخَط فتعمَى العين عن النَظَر إلى مِن زاويةٍ, داكِنة، بل يذهَب بها عضٌّ الأنامِل من الغيظ إلى التخيِيل وقَبول الأكاذيب والاعتمادِ على خيوطٍ, من حِبال أطيَاف التنازُع والصّراع والأمَل في الهيمَنَة المثاليّة والوعودِ الواهية، وذلك كلٌّه مما ينهى عنه الإسلامُ ويذمٌّ المجتمعاتِ طُرّا أن تقعَ في هُوَّتِه.
إنَّ الغضاضةَ التي كرِه الإسلامُ تغلغُلَها في جوفِ بني آدَم والانتقامَ الذي يجاذِب قلبَه بين حدَثٍ, وآخر إنما هو فيما كانَ مُتولِّدًا بسبَبِ الدّنيا أهوائها والطّمَع وحظوظِ النفس ولذائِذ الرياسةِ والاستئثارِ بالعاجل على الآجل، أمّا إذا كان السّبَب غضبًا وبُغضًا لله وفي الله وإظهارًا للحق وغيرةً على محارِم الله هَيعَةً للشّرَف والدِّين والعقلِ فهذا شأنٌ آخر له في النّدب والتحضِيضِ في الشريعةِ الإسلامية ما له، غيرَ مقطوعِ الصِّلة بالتذكير والتّأكيد على حُسنِ التفريق بين النصيحةِ والتّعيير وبين التصحِيحِ والتّشهير، والتحذير منَ الدَّعوةِ إلى الائتلاف بأبواقِ الفُرقة والتماسِ الأمنِ من خِلال تنفيرِ الصَّيدِ، والمسلمُ النّصوح ليس عليه جُناح إذا باشر قلبَه حبٌّ النصحِ والتوجيه والإشفاق على أمّتِه ومجتَمَعه متجرِّدًا من أيِّ خطّ مشبوه أو لَوثة ممجوجَة، ولقد كان لنا في رسول الله أُسوَة حسنةٌ إذ تصِفه عائشة - رضي الله عنها - في مثلِ ذلك فتقول: ما انتقَمَ رسول الله لنفسِه إلا أن تُنتَهَك حُرمة الله، فينتَقِم لله بها. رواه البخاري ومسلم[6].
والحاصِل ـ عباد الله ـ أنَّ سلامةَ الصدر وسَعتَه في التعامُل مع الآخرين هو المِقبَض المفقود في أفئِدَة كثيرٍ, من المجتمعات في هذا الزّمن إلا من رحِم الله وقليلاً ما هم، فكم نحن بحاجةٍ, إلى ذلكم في ردمِ هوّةِ التجافي والشّحناء، وكم نحنُ في حاجةٍ, إليه في تعامُلنا مع نوايَا الآخرين وكوامِنِهم، وفي تعامُلنا مع اجتهاداتِنا المطعَّمَة بالإخلاصِ ومحاوَراتنا الناشِدةِ للحقّ، وكم تحتاجُ المجتمعاتُ المسلمة إلى ذلكم في تحديدِ معاييرِ التعامُل الآنيِّ واليوميّ، بين الفردِ والأسرة والأسرةِ والمجتمع والناصِحِ والمنصوح، وكم نحن بحاجةٍ, ماسّة إلى سلامةِ الصّدر وسَعته في نظرةِ المرؤوس إلى رئيسِه والمحكوم إلى حاكِمِه والعكس بالعكس، مع مراعاةِ هيبةِ هذا الجانبِ وخطورتِه وعنايةِ الإسلام بهº لِمَا في مراعاتِه من تحقيقٍ, للمصالح ودرءٍ, للمفاسد. ويدلٌّ لذلكم ما رواه الشيخان في قصّةِ أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - حينما طلَبوا منه أن يكلِّم عثمانَ بنَ عفّان - رضي الله عنه - علانيّةً فقال لهم: والله، لقد كلّمتُه فيما بيني وبينَه دونَ أن أفتحَ بابًا أكون أوّلَ من يفتحُه، ولا أقولُ لأميرٍ, إن كان أميرًا عليَّ أو على غيرِي: إنّه خير الناس[7]. وقد بيَّن القاضي عِياض والحافظُ ابن حجر أنَّ قصدَ أسامة - رضي الله تعالى عنه - أنّه كلّمَه سِرًّا دون أن يفتحَ بابَ الإنكار على الأئمّة علانيةً خشيةَ أن تفترِقَ الكلمة، لأنّه قال له في الروايةِ الأخرى: إنكم لتَرونَ ـ أي: تظنون ـ أنّي لا أكلِّمُه إلاّ أسمعتُكم؟! ثمّ عرّفهم أنه لا يُداهِن أحدًا ولو كان أميرًا، بل ينصَح له في السّرِّ جهده، فذلك أجدرُ بالقبول. انتهى كلامهما - رحمهما الله -[8].
إنّه بمثل هذا التوازُن الذي يمليه على المرء سلامةُ صدره تجاهَ الآخرين ليبرِز الأفضليّةَ التي ذكرَها النبي بقوله حينما سئل: أيّ الناس أفضل؟ قال: ((كلٌّ مخمومِ القلب صدوقِ اللسان))، قيل: صدوق اللسان نعرفه، فما مخمومُ القلب؟ قال: ((هو التقيّ النّقِيّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسد)) رواه ابن ماجه[9].
كما لا ينبغي أن لا يغيبَ عنا أنّ هذا التوازنَ أيضًا كفيلٌ لبروز الخيريّة التي أشار إليها النبيّ بقوله: ((خِيارُ أئمّتِكم الذين تحبّونهم ويحبّونكم، وتُصلّون عليهم ويصلون عليكم ـ أي: تدعون لهم ويدعون لكم ـ، وشِرار أئمّتكم الذين تبغِضونهم ويبغِضونكم، وتلعَنونهم ويلعنونكم)) رواه مسلم[10].
ألا فاتّقوا الله أيها المسلمون، وأنيبوا إلى ربكم، وأقيموا الصّلاةَ واتّقوه، وَلا تَكُونُوا مِن المُشرِكِينَ مِن الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلٌّ حِزبٍ, بِمَا لَدَيهِم فَرِحُونَ [الروم: 31، 32].
بارَك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله إنّه كان غفّارًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.
وبعد: فيا أيّها الناس، إنّ من سلِم قلبُه واتَّسع صدرُه للنّاس ونصَح لهم وأشفقَ عليهم وكان مظهَره سببًا إلى مخبَره فإنّه سيُلقَى له القبولُ عند النّاس، عدوٌّهم قبلَ صديقهمº لأنه لا يعرِف لحظّ النفس سبيلاً، ولا للانتِقام وحبِّ الانتصار دليلاً، ثم إنَّ للقلبِ السّليم مذاقًا وحلاوةً لا يعرِفها إلا من طعِمها، وشتّان ـ أيها المسلمون ـ بين قلبٍ, سليم وبين قلب مليءٍ, بالغلِّ والوساوِس وإعمالِ الفِكر في إدراك الانتصار للذّات.
ولقد ضَرَب لنا الرعيلُ الأوّل أروعَ الأمثِلة في ذلك، فهَذا الفاروقُ - رضي الله عنه - يتحدَّث بعباراتٍ, أبدى من خِلالها الإنصافَ من نفسه، فقال: (اعلَموا أنَّ تلكَ القسوةَ قد أُضعِفت، ولكنها إنما تكونُ على أهلِ الظّلم والتعدّي على المسلمين، فأما أهلُ السلامة والدِّين والقصدِ فأنا أليَنُ لهم من بعضِهم البعض، ولستُ أدعُ أحدًا يظلِم أحدًا أو يعتدِي عليه حتى أضعَ خدَّه وأضَع قدَمي على الخدِّ الآخر حتى يذعِنَ للحقّ، وإني بعدَ قَسوتي تلك أضَع خدِّي على الأرض لأهلِ العَفافِ وأهل الكفاف)[11].
وقد جاء في مسند أحمد من حديث أنس في قصّةِ الرجل الذي قال عنه النبيّ في مجلِسه: ((يطلع عليكم رجلٌ من أهلِ الجنة))، فطلع هذا الرجلُ وهو من الأنصار، وتكرّر قولُ النبيّ عن هذا الرجل ثلاثَ مرات في ثلاثة أيّام، فبات عبد الله بن عمرو بن العاصِ عند ذلك الرجلِ ليرى ما يفعَل من الطاعة، فلم يَر كبيرَ عمَلٍ, فسأله: ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله؟ فقال الرجل: ما هو إلاّ ما رأيتَ، فقال عبد الله: فلمّا ولّيتُ دعاني فقال: ما هو إلاّ ما رأيتَ، غيرَ أني لا أجِد في نفسي لأحدٍ, منَ المسلمين عِشًّا ولا أحسدُ أحدًا على خيرٍ, أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلَغَت بك[12].
ويسطِّر لنا شيخُ الإسلام ابن تيميةَ - رحمه الله - كلماتٍ, ينبغي أن تدوِّي في قلبِ كلِّ مؤمن ناصح، إذ يتحدَّث لأصحابهِ عن خصومه وقد لاقى منهم ما لاقاه من الأذى والحسَد والمنازعة، فيقول: \"تعلَمون ـ رضيَ الله عنكم جميعًا ـ أني لا أحِبّ أن يؤذَى أحدٌ من عمومِ المسلمين، فضلاً عن أصحابِنَا بشيءٍ, أصلاً، لا باطِنًا ولا ظاهرًا، ولا أحِبّ أن يُنتصَر من أحدٍ, بسببِ كذبِه عليَّ أو ظلمِه وعدوانه، فإني قد أحلَلتُ كلَّ مسلم، وأنا أحبّ الخيرَ لكلِّ المسلمين، وأريد لكلِّ مؤمنٍ, منَ الخير ما أحِبّه لنفسي، والذين كذَبوا وظلَموا منهم في حِلٍّ, من جهتي\" انتهى كلامه - رحمه الله -[13].
فالله أكبر ما أعظمَ تلكُم القلوبَ، واللهُ أكبر ما أعظمَ تلك الأجساد التي تحمِلها، أَلا إِنَّ أَولِيَاءَ اللَّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُم البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس: 62-64].
ألا فاتقوا الله معاشِر المسلمين، وصلّوا وسلِّموا على خير البرية وأزكى البشريّة محمّد بن عبد الله صاحبِ الحوضِ والشّفاعة، فقد أمركم الله بأمرٍ, بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكتِه المسبّحة بقدسه، وأيّه بكم أيها المؤمنون، فقال - جل وعلا -: يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلٌّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيمًا [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...
----------------------------------------
[1] سنن أبي داود: كتاب الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح (5073) عن عبد الله بن غنام البياضي - رضي الله عنه -، وأخرجه أيضا وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2163)، والنسائي في الكبرى: كتاب عمل اليوم والليلة، باب: ثواب من قال حين يصبح وحين يمسي...(9835)، وابن قانع في معجم الصحابة (499)، والطبراني في الدعاء (307)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (41)، والبيهقي في الشعب (4/89)، وجاء عند بعضهم عن ابن عباس قال أبو نعيم في معرفة الصحابة: \"هو تصحيف من بعض الرواة\"، وصححه ابن حبان في كتاب الرقائق، باب: الأذكار (861)، وحسنه النووي في رياض الصالحين (110)، وابن القيم في الزاد (2/339)، وابن حجر في نتائج الأفكار (2/380)، وفي إسناده: عبد الله بن عنبسة لم يوثقه غير ابن حبان (الثقات 5/53)، وقال الذهبي في الميزان (2/469): \"لا يكاد يُعرف\"، ولذا أورده الألباني في ضعيف الترغيب (385).
[2] سنن الترمذي: كتاب الدعوات (3432) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وأخرجه أيضا ابن أبي الدنيا في الشكر، والطبراني في الدعاء (779، 780، 781)، وابن عدي في الكامل (4/143)، والبيهقي في الشعب (4/107، 5/507)، وقال الترمذي: \"هذا حديث غريب من هذا الوجه\"، وحسنه المنذري في الترغيب (4/139)، وصححه ابن القيم في الزاد (2/418)، والألباني في السلسلة الصحيحة (602). وفي الباب عن عمر أو ابنه عبد الله - رضي الله عنهما -.
[3] انظر: تفسير القرطبي (13/114)، وتفسير ابن كثير (3/340).
[4] انظر: تفسير القرطبي (15/91).
[5] صحيح مسلم: كتاب البر (2565) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
[6] صحيح البخاري: كتاب الحدود (6404، 6461)، صحيح مسلم: كتاب الفضائل (2327، 2328).
[7] صحيح البخاري: كتاب الفتن (6685)، صحيح مسلم: كتاب الزهد (2989).
[8] انظر: فتح الباري (13/51).
[9] سنن ابن ماجه: كتاب الزهد (4216) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، وأخرجه أيضا الطبراني في مسند الشاميين (1218)، وأبو نعيم في الحلية (1/183)، قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (2/127): \"هذا حديث صحيح حسن\"، وصحح سنده المنذري في الترغيب (3/349)، والبوصيري في مصباح الزجاجة، وهو في صحيح الترغيب (2889).
[10] صحيح مسلم: كتاب الإمارة (1855) عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه -.
[11] أخرجه البيهقي في الاعتقاد (ص360-361) من طريق سعيد بن المسيب عن عمر بنحوه.
[12] أخرجه أحمد (3/166)، والبيهقي في الشعب (6605)، وابن عبد البر في التمهيد (6/121-122) من طريق عبد الرزاق، وابن المبارك في الزهد (694)، ومن طريقه النسائي في اليوم والليلة (863) كلاهما عن معمر عن الزهري عن أنس - رضي الله عنه -، هكذا رواية ابن المبارك، ورواية عبد الرزاق: \"أخبرني أنس\"، وقد أُعل هذا الطريق، قال حمزة الكناني كما في النكت الظراف (1/394 تحفة الأشراف): \"لم يسمعه الزهري عن أنس\"، وقال البيهقي: \"هكذا قال عبد الرزاق: عن معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس، ورواه ابن المبارك عن معمر فقال: عن الزهري عن أنس، ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني من لا أتهم عن أنس... وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري\"، ومشى المنذري في الترغيب (3/348) على ظاهر الإسناد فصححه على شرط الشيخين، وقال ابن كثير في تفسيره (4/339) بعدما ساق طريق أحمد: \"ورواه النسائي في اليوم والليلة عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن معمر به، وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين، لكن رواه عقيل وغيره عن الزهري عن رجل عن أنس، والله أعلم\"، فأشار إلى العلة المذكورة، وأعله أيضا ابن حجر في النكت الظراف (1/394-395)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1728، 1729).
[13] انظر: مجموع الفتاوى (28/55).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد