بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون إننا لم نخلق عبثا و لن نترك هملا و لا سدى بل خلقنا لأمر عظيم وهدينا لأمر جسيم خلقنا الله لعبادته وامرنا بتوحيده و بطاعته ونهانا أن نشرك به شيئا ووعد من فعل ذلك جنات النعيم ومن خالف ذلك فمتوعد بنار الجحيم. ولقد كانت الغاية من خلق الأنس والجن عبادة الله وتوحيده و جعل لهم الخيار وهداهم السبيل ليكون المرء خصيم نفسه إما شاكرا وإما كفورا. وحديثنا اليوم عن الجنة دار المتقين وجزاء المحسنين وميراث الصالحين و مأوى أفئدة المؤمنين حفت بالمكاره ورفعت فلا تنال إلا ببذل الغالي و النفيس ومن اختصهم الله ومن عليهم بفضله و بكرامته جعلني الله وإياكم منهم.
ولما خلق الله - تعالى - الجنة جرت أنهارها وطابت ثمارها وتجملت حسانها فلما اشتاقت لسكانها قال الله لها انك الجنة رحمتي ارحم بك من أشاء
عباد الله: إن المؤمن العاقل الذي بذل جهده في مرضاة ربه واتقاه لا يحول بينه و بين الجنة الا الموت فأول منازل الجنة أن تحضره المنية على التوحيد والإسلام فيقال له (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) وهذا هو حال المؤمنين الذين استقاموا على طاعة مولاهم حتى جاءهم الأجل وهم مسلمون فتقول لهم الملائكة (لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون – نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم) (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)
بعد غربة المرء في دنياه ومهده يعود إلى دار الكرامة والحبور دار نعيمها لا ينفد ولا يبيد ولا فيها تنغيص و لا تنكيد دار الرضا والسعادة, دار الرضوان والزيادة نعتها مولاهم لهم في كتابه و سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فتاقت لها نفوسهم و عملت لها جوارحهم فتجافت جنوبهم عن المضاجع واستغفروا بالأسحار وصبروا في السراء والضراء يكتمون الغيظ ويعفون عن الناس يرجون تجارة لن تبور و ينشدون الفسحة في القبور والأمن يوم النشور والفوز بالأنهار و بالقصور والنظر إلى وجه العزيز الغفور.
أيها المشمرون: أخرج مسلم في صحيحه عن المغيرة بن شعبه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن موسى - عليه السلام - سأل ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة فقال رجل يجيء بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول ربي كيف و قد نزل الناس منازلهم واخذوا أخذاتهم
فيقال له أترضى أن يكون لك مثل مٌلك ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت ربي فيقول له لك ذلك ومثله و مثله ومثله فقال في الخامسة رضيت ربي فيقول له هذا لك و عشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت ربي. قال فاعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي و ختمت عليها فلم ترى عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر و في الحديث الطويل عند البخاري - رحمه الله - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيعرفونهم بآثار السجود وحرم الله أن تأكل آثار السجود فيخرجون من النار و قد امتحشوا ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد وشفني ريحها و احرقني ذكاها فيقول هل عسيت إن افعل أن تسأل غير ذلك فيقول لا و عزتك فيعطي الله ما شاء من عهد و ميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا اقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله ألست قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت أن أعطيت ذلك أن تسأل غيره فيقول لا و عزتك لا اسأل غيره فيعطي الله ما شاء من عهد و ميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها رأى زهرتها و ما فيها من النضرة والسرور فسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يا ابن آدم ما أغدرك ألست قد أعطيتني العهود أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تمن من كذا و كذا يذكره ربه حتى إذا انتهت به ألاماني قال الله له لك ذلك و مثله معه) وفي الحديث أيضا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة من يقول له تمن فيتمنى و يتمنى فيقول له هل تمنيت فيقول نعم فيقول له إن لك ما تمنيت و مثله معه)
عباد الله هذه ألاماني العظام و خمسين مرة مثل مٌلك ملك من ملوك الأرض بأدنى أهل الجنة منزلة فما ظنكم بأعلاها..... الا يكون العجب من أناس اعرضوا عنها وباعوها بثمن بخس دراهم معدودة أو سعادة محدودة أو لذة منكودة أو قل ما شئت من لذات الدنيا و نعيمها فوالله لا يساوي جناح بعوضة في الجنة (لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب) (لو أن ما يطيق ظفر مما في الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السماوات والأرض ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم) رواه ابن حبان
ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا و مثلها معها) والنصيف هو الخمار
فهلموا عباد الله إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين - دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب لعالمين - فهم في الغرفات آمنون و فيما اشتهت أنفسهم خالدون - على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب و ما هم منها بمخرجين- متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها و ذللت قطوفها تذليلا - يدخلونها جردا مردا مكحلين بني ثلاث و ثلاثين لا يبلى شبابهم و لا تبلى ثيابهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها و لا يمتخطون و لا يتغوطون آنيتهم الذهب و أمشاطهم من الذهب والفضة ورشحهم المسك لكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من مراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة و عشيا (ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق و نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)
عباد الله في الجنة مائة درجة ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومنها تتفجر انهار الجنة الأربعة و من فوقه العرش فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس قال - صلى الله عليه وسلم - (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله و صدقوا المرسلين)
أخوة الدين والعقيدة روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف متماسكون آخذ بعضهم ببعض لا يدخل أولهم حتى يدخل أخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر) جعلني الله وإياكم ووالدينا منهم - فهذه رحمة الله الواسعة تفتح الأبواب لمن يريد\" لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد\" فهم \" في ظلال و عيون و فواكه مما يتخيرون و لحم طير مما يشتهون\"\" في عيشة راضية في جنة عالية\" و عينها \" جارية وقطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية \"\" لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب \" \" في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون\" \"يدعون فيها بفاكهة كثيرة و شراب و عندهم قاصرات الطرف أتراب \" \" لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم \" \" لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة و عشيا \" \" يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا \" \"بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول و لا هم عنها ينزفون \" \"و يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا \" \"يلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق و جنى الجنتين دان \" \"أزواجهم قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان كأنهن الياقوت والمرجان \" \" خيرات حسان \" \"حور مقصورات في الخيام \" يتنعمون \" في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب و فاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة \" \" أكلها دائم وظلها \" \" تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم \" \"فأنهار من ماء غير أسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه و انهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى \" تجري الأنهار فيها بلا سواق ولا سدود يصرفونها كيف شاءوا \" ولهم فيها من كل الثمرات و مغفرة من ربهم يعطى الواحد من أهل الجنة قوة مائة رجل في الأكل والشراب والجماع – \" و يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا \" فيهما عينان تجريان و عينان نضاختان و من كل فاكهة زوجان و نخيل و رمان - تفيض من وجههم نظرة النعيم و هم مكرمون يٌخدمون لا يكلفون شيئا - يخدمهم الولدان المخلدون \" إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا \" فهم في نعيم والى نعيم ومن أعظم نعيمهم أنهم آمنون فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون –\" لا يبغون عنها حولا \" و لا يخافون فواتا \" هذا ما توعدون ليوم الحساب إن هذا لرزقنا ماله من نفاد\".
وقتهم سكون وهدوء - مغمور بالسلام والاطمئنان - ود ورضا و سمر بين الأحبة \" لا تسمع فيها لاغية \" بل هم على السرر المرفوعة والنمارق المصفوفة والزرابي المبثوثة \" لا يسمعون فيها لغوا و لا كذابا جزاء من ربهم عطاء حسابا \" قد ألهموا التسبيح - لكل واحد منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة يرفل معها في جنة بناءها لبنة من ذهب ولبنة من فضة بلاطها المسك وحصباءها اللؤلؤ والياقوت للمؤمن فيها خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا - لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملئت ما بينهما ريحا وما في الجنة أعزب يعطى المؤمن قوة كذا وكذا في الجماع
و من فضل الله - تعالى - يجتمع الأحبة فيها بآبائهم وأزواجهم وذرياتهم فيجمع الله شتاتهم ويلتقون بأحبابهم من صلح منهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قال - عليه الصلاة والسلام - (إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وان كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم و ما ألتناهم من عملهم من شيء) قال ما نقصنا الآباء مما أعطينا البنين)
صدق الله - تعالى - إذ نعتها بدار السلام فهي سلام من كل عيب- سلام كن كل نقص من كل حزن أو خوف - سلام من الموت - سلام من المرض والنصب والله يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
تسارع بالإجابة أولي الألباب وسعى إليها كل من أدرك أن الدنيا في الآخرة أضغاث أحلام او سراب فأوفوا بعهد الله ولم ينقضوا الميثاق ووصلوا ما أمر الله به أن يوصل و خشوا ربهم وخافوا سوء الحساب وصبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقهم الله سرا و علانية واتبعوا السيئة الحسنة ففازوا بعقبى الدار و قالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين - فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون - فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان - تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام
واعلموا أن من أعظم النعيم في جنات النعيم أن ترى محمدا صلى الله عليه وسلم وإخوانه من النبيين فهذا إبراهيم و أولئك اسحق و يعقوب و نوح وداوود وسليمان وأيوب و يوسف وموسى وهارون زكريا و يحي و عيسى والياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وهود وصالح و شعيب وإدريس و ذو الكفل و البقية من الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين ومن تبعهم من الصديقين كابي بكر و عمر وعثمان وعلي و طلحة والستة الباقون من العشرة المبشرين وبقية الصحب الكرام - رضي الله عنهم - أجمعين والشهداء والصالحون و حسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله و كفى بالله عليما
ألا وان أعظم ما ينعم الله به على أهل تلك الدار وهو الذي يسعى إليه العباد الأبرار والصالحون الأخيار أن يكونوا من أهل حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عند البخاري و مسلم قال قال رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله - تبارك وتعالى - يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم فيقولون و ما لنا لا نرضى و قد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده أبدا قال الله - تعالى -: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة) وقال - عليه الصلاة والسلام -: (إنكم سترون ربكم - عز وجل - كما ترون هذا القمر لا تمارون في رؤيته) وقال الله - تعالى -: (للذين أحسنوا الحسنى و زيادة) فسر جماعة من الصحابة الكرام و التابعين لهم بإحسان هذه الزيادة بالنظر إلى وجه الله - تعالى - وروى الإمام احمد من حديث صهيب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجز كموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا و يبيض وجوهنا و يدخلنا الجنة و يزحزحنا عن النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه
أيها المسلمون أبشروا لقد ثبت في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - انه قال من توضئ فأحسن الوضوء ثم رفع نظره إلى السماء فقال (اشهد أن لا اله إلا الله لا شريك له و اشهد إن محمد عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) ألا وان أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - شطر أهل الجنة بل ثلثا أهل الجنة و ليدخلن الجنة سبعون الفا من أمته بلا حساب و لا عذاب و ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء وان ما بين مصراعين من مصا ريع الجنة لكما بين مكة وهجر و ذكر أن ما بينهما مسيرة أربعين يوما و ليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.
ألا وان مفتاح الجنة شهادة أن لا اله إلا الله واخرج الإمام احمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (إن من آمن بالله و برسوله و أقام الصلاة وصام رمضان فان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في الأرض التي ولد فيها) وهكذا رواه البخاري
فاتقوا الله عباد الله وأملوا و ابشروا و أحسنوا الظن بالله فان الله - تعالى - عند ظن عبده به و أن من حسن الظن أن يعمل المسلم الصالحات و يجتنب المحرمات راجيا مغفرة ذنوبه و ستر عيوبه و اعلموا انه لن يدخل الجنة احد بعمل و لكن برحمة الله و فضله و كرمه و ما العمل إلا سبب تجتلب به رحمة الرحمن الرحيم - عاملني الله وإياكم بعفوه و جعلني و إياكم ذلك العبد الذي يدنو منه حتى يضع كنفه عليه فيقول أعملت كذا و كذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا و أنا اغفرها لك اليوم
اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب الا أنت فاغفر لنا وارحمنا انك أنت الغفور الرحيم - اللهم إنا أمنا بك وبرسولك وأقمنا الصلاة وصمنا رمضان فاكتب لنا الدرجات العلا من الجنان ونجنا برحمتك من النيران واغفر لي ولولدينا وللمسلمين واجعلنا ممن ينادى في الدار الآخرة: ادخلوها بسلام آمنين
ألا وصلوا على البشير النذير والسراج المنير \"إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما \"
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد