السعادة والنجاة في الصلة بالله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخطبة الأولى:

أما بعد أيها الأخوة المؤمنون:

السعادة والنجاة في الصلة بالله، حقيقة لا بد من اليقين بها، و لا مخرج إلا بامتثالها وتطبيقها، كم في الصدور من ضيق ومن حرج.. كم في القلوب من هموم وغموم.. كم في الحياة من مشكلات ومعضلات..كم في العلاقات من سوء وانقطاع.. كم في الأبناء من عقوق وتمرد.. كم في الحياة من صور مختلفة من الابتلاءات.. يفضي المرء بها إلى شقاء عظيم، وإلى بلاء كبير وتلك في أصل خلقتها سنة الله - جل وعلا - في الحياة.. { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا }، إنها حياة ابتلاء من لم يكن له بالله صلة صار له ابتلاء وشقاء.

 

وإن المرء ليتأمل فيجد في حياة الناس في الجملة أسبابا كثيرة من أسباب النكد والهم والغم، فذاك حزين كاسف البال º لأنه لم يجد ما يريد وما يطمع فيه من المال.. وذاك حزين متألم لما وجد من خصومة زوجته وعقوق أبنائه.. وهذا متذمر من سوء جيرانه وأذاهم.. والأخير متألم مكوي بنار في قلبه من ظلم الطغاة والجبابرة وقهرهم له وأخذهم لحقه، فأي شيء يسرّي عن تلك النفوس وما فيها من الأحزان والآلام، وأي شيء يسكب في تلك القلوب الحزينة الكسيفة الطمأنينة والسكينة، وكيف تخلص السعادة واللذة إلى النفوس والأرواح رغم كل هذه البلايا والرزايا.. إن الدنيا كلها وما فيها من متع وشهوات لا يمكن أن تحل هذه المشكلات، ولا أن تزيل تلك الهموم، وإن أسباب القوة المادية من جاه وسلطان لا يمكن كذلك أن يكون لها أدنى أثر ولا أقل فائدة، إنه لا بد لنا أن نعرف أصل خلقتنا، قبضة طين ونفخة روح: { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين }.

 

إنها الأرواح أثر من نفخة روح الله - عز وجل - إنها القلوب والنفوس لا يطعمها ولا يغذيها ولا يشبعها ولا يرويها غذاء وشراب وطعام من أثر هذه الحياة الدنيا، وإنما غذائها روحي وإنما ريها رباني وإن تطلعها لما في الملأ الأعلى، لا بد أن ندرك هذه الحقيقة وإن لم يكن الأمر كذلك º فإنه الشقاء المحتوم، والبلاء الدائم، والهمٌّ العظيم، والغمٌّ المتوالي.. ذلك ما نشكو منه.. ذلك مانحس به º لأن القلوب لم يخلص إليها روح من الله - عز وجل - من أثر التعلق به وحسن الصلة به، وذلك مادلّت عليه الآيات، وما استنبطه العلماء، وما بينته وقائع سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فلنقف هذه الوقفات التي نحن في أمسّ الحاجة إليها مع صعوبة وشدة وشقاء عناء هذه الحياة، قال ابن القيم - رحمه الله - في إطلالة قرآنية، واستنباطات روحانية، ودلالات علمية، تكشف حقيقة الحياة البشرية، وتدل على سبل النجاة الحقيقية، قال - رحمه الله تعالى -: \" قوله - جل وعلا -: { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه } متضمن لكنز من الكنوز وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه ومفاتيح تلك الخزائن بيده، وأن طلبه من غيره ممن ليس عنده ولا يقدر عليه، أمر غير محمود ولا معقول، وقوله - جل وعلا -: { وأن إلى ربك المنتهى } متضمن لكنز عظيم، وهو أن كل مراد لم يرد لأجله، ويتصل به فهو مضمحل منقطع º فإنه ليس إليه المنتهى، ليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت له الأمور كلها، فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه فهو غاية كل مطلوب وكل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعذاب، وكل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع وباطل، وكل قلب لا يصل إليه فهو شقي محجوب عن سعادته وفلاحه، فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه }، واجتمع كل ما يراد له في قوله: { وأن إلى ربك المنتهى }، فليس ورائه سبحانه غاية تطلب.. وليس دونه غاية إليها المنتهى، وتحت هذا سر عظيم من أسرار التوحيد وهو أن القلب لا يستقر ولا يطمئن ولا يسكن إلا بالوصول إليه \"، إنها حقائق القرآن.. إنها الوقائع الحقيقية في حياة البشرية، أفلا ترون غير المسلمين عموما والمسلمين الشاردين عن طاعة الله خصوصا.. كيف تأثرت لهم أسباب الدنيا، وكيف كسروا حواجز الحرام، فهربوا من شهواتها وملذاتها، وكيف تيسرت لهم كثير من الأسباب التي يتمناها غيرهم من الناس، فهل خلصت السعادة إلى نفوسهم؟ وهل سكنت الطمأنينة قلوبهم؟ كلا! والله إنك لترى الشقاء مرسوماً على جباههم، وبادياً في وجوههم، وظاهراً في حزنهم، ومتجلياً في كسف بالهم.. إنك تراهم وقد ملكوا الدنيا وأسبابها وهم ما يزالون في نكد وبلاء وضيق º لأن شقاء الدنيا كله قد جمعته وأوجزته حقيقة ربانية في شطر آية قرآنية: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }.

ضنك في كل شيء.. ضنك في أسباب الحياة المادية والمعنوية.. ضنك في أسباب الحياة الفردية والجماعية.. ضنك في أسباب الحياة الداخلية والظاهرية.. ضنك لا يكاد ينفك عنه أحد إلا إذا أقبل على الله وعلّق قلبه بالله، وأفضى بعوالج ولواعج قلبه ونفسه إلى خالقه ومولاه، لا يمكن أن يتخلص من همه وغمه إلا بتلك المناجاة و التضرع إلى الله، والإقبال على الله º فإنه لا يسد فاقة القلب ولا يلمّ شعثه إلا الإقبال على الله، ولا يمكن لأحد أن يطلب تلك السعادة والراحة إلا من هذا الطريق، و إلا فإنه محجوب مردود على عقبه، غير بالغ مقصده ولا نائل أربه، وتلك الحقيقة تنطق بها الآيات وتشهد بها الوقائع في حياة الناس، وهذه كلمات أخرى تدل على ذلك وتؤكده في كل صور الحياة النفسية والقلبية التي يحتاجها كل إنسان على سبيل العموم.. وكل مؤمن مسلم على سبيل الخصوص.

 

إن في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع إليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوب، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً.

 

وها نحن - أيها الأخوة الأحبة - نوضح هذه الحقيقة فهل إلى مراجعةٍ, من سبيل؟ وهل إلى مصارحة من طريق تجعلنا ندخل السرور إلى نفوسنا ونذهب الهم والحزن عن قلوبنا ونشيع اللذة والحبور والسرور في أرواحنا؟ استمعوا إلى النداء القرآني العجيب: {ففروا إلى الله}

وكل شيء خفته فررت منه.. وكل شيء يمكن أن يكون سبباً ولو بتقدير في شيء من ضر لا يتصور أن يكون علاجه وبرؤه منه.. لكنها الحقيقة الربانية {ففروا إلى الله}.

 

كلما أظلمت الدنيا في وجوهكم فروا إلى الله.. كلما تعاظمت المشكلات والصعوبات فروا إلى الله..كلما ضاقت الصدور وقست القلوب فروا إلى الله.. كلما جمدت الأعين وقحطت الدموع فروا إلى الله.. كلما لذت الألسن وأكثرت من الباطل فروا إلى الله.. تجدوا عنده كل ما يملأ قلوبكم ونفوسكم أنسا وسعادة وسروراً، وذلك أمره بين وقد فقهه أسلافنا وعلمائنا وأئمتنا وهو أمر لا يحتاج إلى ذلك كله، فهو أمر يفقهه ويعرفه - بل - يذوقه ويستشعره كل مؤمن يقبل على الله ويقف بين يديه ويتوسل إليه ويتضرع إليه وذلك مما تشهد به وقائع أحوالنا عندما تتغير أحوالنا في بعض الأوقات عند الملمات أو في المناسبات والطاعات نشعر بأثر ذلك، ونشعر بلذة في لحظات نقيسها ونزنها بسنوات وسنواتº لأنه ليس هناك أثقل ولا أجمل ولا أفضل من تلك السعادة النفسية الروحية التي فيها هدوء البال، وسكينة النفس، وطمأنينة القلب، ورشد العقل، وسكينة تفيض على الإنسان كل هذه المعاني القيمة الحسنة.

 

قال إبراهيم ابن شيبان: \" من أراد أن يكون معدوداً في الأحرار مذكوراً في الأبرار فليخلص عبادة ربه \"

إنه بدون ذلك التعلق تبقى عبدا مأسورا لحاجتك ذليلا لمن تمد إليه يدك غير الله مقهورا لكل من تخافه غي الله سبحانه وتعالى، أما إذا علقت القلب به وأخلصت النية له ووجهت القصد والوقت والجهد في طاعته ومرضاته فأنت حر الأحرار.. وأنت بر الأبرار.. وأنت الناجي من عذاب النار بإذنه سبحانه وتعالى، وكذلك نجد هذا في ما كان يقوله أسلافنا.. سئل ذو النون رحمه الله فيما يجد العبد الخلاص وكلنا نسأل هذا السؤال كلنا نريد الخلاص كلنا يريد النجاة، كلنا يريد السعادة فقال - رحمه الله -: \" الخلاص في الإخلاص، فإذا أخلص تخلص \".

تخلّص من كل هم دنياه، تخلص من كل تسلط أعدائه، تخلص من كل حاجات نفسه الدنية الدنيوية º ليبقى سامياً عالياً مرتقياً على الدنيا وما فيها، وعلى أهل الدنيا جميعاً º فإن قوّته وصلته بالله تعطيه من الغنى والاستغناء مالا يكون، أهل الأرض كلهم يوازون عنده جناح بعوضة كما قال سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم -: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة مؤمن).

 

ونحن لنا مطامع إذا علقناها بالله وجدنا الخير والسعادة والحرية، وإذا علقناها بأسباب الحياة لم نجد ما يشبع النهمة ويروي الظمأ ثم كنا أسرى ضعفاء لا نستطيع أن نحقق مرادنا في دنيانا، وربما نخشى أن لا نحقق نجاتنا في أخرانا، قال ابن تيمية - رحمه الله -: \" كلما طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته، ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته عما سواه فكما أن طمعه في المخلوق يهذّب عبوديته له فإنه يكون فيأسره عما يوجب غنى قلبه عنه \"

كما قيل: استغن عمن شئت تكن نضيره وأفضل على من شئت تكن أميره واحتج إلى من شئت تكن أسيره فان احتجت إلى غير الله فأنت أسيره.

 

وتأمل - أخي المؤمن - ماذا تريد من الدنيا وماذا تريد في الآخرة؟ اسأل نفسك وتلمس الإجابة º فإنك تجدها كلها متعلقة بأمر الله وطاعته وتعليق القلب به وربط الحبال بما عنده سبحانه وتعالى، ألست تريد تكثير الحسنات وتكفير السيئات؟! استمع لقوله تعالى: { ومن يتقي السيئات يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً }.

ألست تريد العلم والفقه والفهم؟ استمع لقول الله تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم الله }.

ألست تريد الفرج والرزق ورغد العيش؟ استمع لقول الله تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب }.

ألست تريد الفرح والسرور والسعادة؟ استمع لقول الله: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }.

المعين عذب متدفق، فأين الواردون الشاربون؟ والطريق واضح مستقيم، فأين السالكون المشمرون؟

 

تأملوا لنجد أن شقاءنا مغروس في نفوسنا بما أعرضت عن ذكر الله وبما فرطت من التعلق بالله - سبحانه وتعالى - لنجد أن كل ما نحتاج إليه كما أسلفنا القول في بدء حديثنا مبدئه ومنتهاه.. أوله وآخره.. سرائه وضرائه.. دنياه وأخراه مرتبط بحقيقة التعلق بالله.. ألستم تعرفون أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؟ ألسنا نحفظ قوله: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)؟

ألسنا نعرف فقه الابتلاء الذي يزيل الهمّ والغمّ وينفس الكرب في حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا تعب ولا هم ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، ألسنا نعرف وصيته العظيمة قالها لغلام في مقتبل عمره: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف)

أين نحن من هذا؟ نسأل الله - عز وجل - أن يردنا إلى كتابه وإلى هدي رسوله، وأن يروي ظمأ قلوبنا، وأن يطهّر كَدَرَ نفوسنا بالإقبال عليه والتعلق به والإنابة إليه والخوف منه والرجاء فيه.

 

الخطبة الثانية

أما بعد أيها الأخوة المؤمنون:

نموذج نتلمس فيه كل ما قلناه من تلك المعاني، نموذج في فريضة الصلاة التي افترضها الله - عز وجل - علينا في كل يوم خمس مرات º لنرى كيف يمكن أن تكون هذه الصلاة هي سعادة دنيانا، ونجاة أخرانا وراحة نفوسنا، وطمأنينة قلوبنا، وانشراح صدورنا، وهدوء بالنا، ولذة حياتنا، وسعادة أفراحنا { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين }.

كلما ادلهمت الخطوب وعظمت الرزايا فلنفعل ما كان يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ألق فيها همك.. واطرح فيها بين يدي ربك شكواك.. وارفع إليه مناجاتك.. وتضرع إليه فإن ذلك يحقق لك كل طمأنينة وسكينة، وتأملوا حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو يوجز الدنيا ومتعها ويجعل الكفة الراجحة في سعادة القلب والنفس في هذه الصلاة: ( حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ).

تلك من متع الدنيا لكن قرة العين، وهي منتهى السعادة، وغاية اللذة وقمة السرور وأقصى ما يجد الإنسان فيه راحته وسعادته، في الصلاة تلقي همك وتبث شكواك إلى ربك ومولاك، فأي شيء من هم يبقى بعد ذلك؟

وكان - عليه الصلاة والسلام - ينادي بلالاً فيقول: (أرحنا بها يا بلال).

راحةٌ من كل تعب.. وهدوء من كل صخب.. وسعادة من كل شقاء.. نجدها في تعليق القلوب إلى الله في تعليق القلوب بالله وصدود الجباه لعظمته - سبحانه وتعالى - وتسبيح الألسنة له وذكرها له - سبحانه وتعالى - ونرى ذلك واضحاً فيما بينته سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف نزيل الكدر والهم والغم؟ كيف نطهر الأبدان والأرواح؟

( أرأيتم لو أن نهرا غمرا يجري بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ).

ويمحو كذلك - سبحانه وتعالى -كدر النفوس، وهمّ القلوب، وضيق الصدور بإذنه جل وعلا، وكذلك نجد ذلك في السير وفي الأحاديث والنصوص، وحسبنا في ذلك أن نذكر الحديث العظيم الذي أخبر فيه نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن رب العزة والجلال أنه قال: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصف لي ونصف لعبدي، فإذا قال: { العبد الحمد لله رب العالمين}، قال الله جل وعلا: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم }، قال: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله جل وعلا: مجدني عبدي، وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: وذلك بيني وبينه وإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم * ولا الضالين }، قال: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل \".

 

تأمل أنت العبد الفقير الحقير إذا وقفت بين يدي الله كل كلمة تتلوها من آياته يرد بها عليك، إذا وقفت بين يدي الله في مقام الصلاة والمناجاة º فإنك ببصر الله وإنك بسمع الله وإن الله يرى مقامك ويسمع مناجاتك ويرد على تلاوة آياتك فأي شيء أعظم من ذلك؟! وأي مقام أرفع من هذا؟! تأمل هذا وأعلم أن هذا نموذج فحسب و إلا ففي الذكر فسحة واسعة وفي الدعاء لذة غامرة وفي الإحسان إلى الخلق سرور عظيم وفي كل طاعة من طاعات الله - عز وجل - ما تسكن به النفوس وتسعد، نسأل الله - عز وجل - أن يردنا إليه ردا جميلا وأن يبصرنا بعيوب أنفسنا.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply