حماية الفضيلة والوقاية من الرذيلة


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينهُ ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله، وحدهُ لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله.

 

أخوة الإسلام:

الأخلاقُ والقيمُ قوة للأمم، وصونٌ للأفرادِ وحمايةٌ للمجتمعات، وإذا كان الضعفُ الاقتصادي والسياسي مؤثراً في ميزانِ القوى، فالضعفُ الاجتماعي والتهتك القيمي، والسقوطُ الأخلاقي أعظمُ تأثيراً وأشدٌّ بلاءً، إنَّ المعركةَ متعددةُ الجبهات، وإذا هُزمنا أمامَ عدونا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فهل نُهزم أخلاقياً؟! لتكون مكملةً الهزائم؟ إنَّ الفسادَ الخُلقي ينخرُ في بيئةِ أعداءَنا كما ينخرُ السوسُ، وهو مؤذنٌ بهزيمتهم ونهايتهم، لكن هل بتنا نُشاركهم في بعضِ هزائمهم؟ افترى الفاحشة عياناً في مجتمعِ المسلمين، بل ويروجُ لها في الصورةِ والصوت؟ والعِفّة شرفٌ، والحياءُ من الإيمان، والعفافُ طهرٌ، والفجورُ مأثمٌ ومنقص، والزنا واللواط خارماتٍ, للمروءةِ والشرف، مضعفاتٍ, للدين، واهنات للأخلاق.

 

أيٌّها المسلمون:

 وحديثي إليكم اليومَ عن حمايةِ الفضيلة، وطرقِ الوقايةِ من الرذيلة، لاسيما وقد بدأت تطلُ علينا مظاهرَ غربية، وسلوكياتٍ, مُشينة، وإذا كان الناسُ مسلمهم وكافرُهم يتفاوتون في تقديرِ الفضيلةِ وحمايتها، والتهاونِ في الرذيلةِ وممارستها، فما يزالُ الناسُ يفتخرون بالعفةِ قديماً وحديثاً كما يقول ابن القيم - رحمه الله - (روضة المحبين/349): جاءت شرائعُ السماءِ لتؤكدَ قيمةَ الأخلاق، وتصونَ الأعراض، وتنهى عن الفواحشِ، وجاءَ الإسلامُ متمماً لمكارمِ الأخلاق، داعياً لكلِّ فضيلة، محذراً وناهياً عن كلِّ رذيلة، وامتلأ كتابُ الله بالآياتِ والسِّور، والنماذجُ والأمثالُ التي تُرسي الفضيلةَ وتُعظِّم شأنها، وتنهى عن الفاحشةِ، وتذمُ أصحابها، وجاءت السُنة النبويةُ كذلك بجمعٍ, من النصوص، وسيلٍ, من القصصِ والأمثال التي يُعلمُ بها نبيٌّ الأمةِ كيف تبني الفضائل، ويسارَ في ركب القيم، ويحذِّرُ الناسَ من الفاحشة، وتُرسم لهم سُبل الخلاصِ منها، ولا غرابةَ في هذا، فالإسلامُ دينُ الفطرةِ والقرآن، هدىً ونور، ومحمد- صلى الله عليه وسلم - بُعث ليُتمم مكارم الأخلاق.

 

وما كانت القيمُ غائبةً عن أصحابِ الفطرِ السليمة وإن لم يكونوا مسلمين، وعند عربِ الجاهلية الخبرَ اليقين، وما توقفت الغيرةُ والدفاعُ عن الأعراضِ على الآدميين بل شملت غيرهم من الحيوانات ومما لا يعقلون أجل لقد قالت المرأة، وهي حديثةُ عهدٍ, بجاهليةٍ, وشرك: ((أتزن الحرة يا رسول الله؟)).

 

وقالت الأخرى: \"وهي تكره على الطواف بالبيت عارية.

اليوم يبدو كلٌّه أو بعضه *** وما بدا منهُ فلا أحلَّه

 

وإذا تهاون بعض المسلمين بالفضيلة، أو خرقوا سياج الرذيلة، فذاك انتكاسٌ في الفطرة، نسألُ اللهَ السلامة، من إغواء الشيطان نعوذ بالله من شرّه وكيده وفي عالم الحيوان عبرة، وفي غيرته موعظةً لأولي الألباب، أخرج البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون قال: ((رَأَيتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ قِردَةً اجتَمَعَ عَلَيهَا قِرَدَةٌ قَد زَنَت فَرَجَمُوهَا فَرَجَمتُهَا مَعَهُم)) (خ 3849، الفتح 7/156).

 

وفي روايةٍ, أطولُ من هذه يقولُ عمرو: ((كُنت فِي اليَمَن فِي غَنَم لِأَهلِي وَأَنَا عَلَى شَرَف، فَجَاءَ قِرد مِن قِردَة فَتَوَسَّدَ يَدهَا، فَجَاءَ قِرد أَصغَر مِنهُ فَغَمَزَهَا، فَسَلَّت يَدهَا مِن تَحت رَأس القِرد الأَوَّل سَلّاً رَفِيقاً وَتَبِعَتهُ، فَوَقَعَ عَلَيهَا وَأَنَا أَنظُر، ثُمَّ رَجَعَت فَجَعَلَت تُدخِل يَدهَا تَحت خَدّ الأَوَّل بِرِفقٍ,، فَاستَيقَظَ فَزِعاً، فَشَمَّهَا فَصَاحَ، فَاجتَمَعَت القُرُود، فَجَعَلَ يَصِيح وَيُومِئ إِلَيهَا بِيَدِهِ، فَذَهَبَ القُرُود يَمنَة وَيَسرَة، فَجَاءُوا بِذَلِكَ القِرد أَعرِفهُ، فَحَفَرُوا لَهُمَا حُفرَة فَرَجَمُوهُمَا، فَلَقَد رَأَيت الرَّجم فِي غَير بَنِي آدَم)) (الفتح7/160).

قال ابن حجر وفي القصةِ من شدةِ الغيرةِ ما يوازي الآدمي ولا يتعدى أحدهم إلى غير زوجته، (الفتح 7/160).

 

أيَّها المسلمون:

 أتوجدُ هذه الغيرة عند الحيوانِ وتغيبُ عند بعض بني الإنسان، فنسمعُ بين الفينةِ والأخرى عن ممارساتٍ, شاذة، تتفطر لها الأكباد، ويتألمُ لها أهلُ الأيمان، عباد الله، إنَّ هتكَ الأعراضِ مُخِلٌ ببناءِ الأُسر، وإنَّ الخيانةَ الخُلقية هادمةٌ للبيوت، منكسةٌ للرؤوسِ، تضعُ الشرفاء، وتخدشُ كرامة النُبلاء، إنَّها تاريخٌ يُلاحقُ وفضيحة، ووصمةُ عارٍ, خليقٌ بأهلِ الإسلام وأصحابِ المروءةِ والشهامةِ أن يترفعوا عنها.

 

جاء في وصيةِ دريد بن الصمَّة! إيَّاكم وفضيحة النساء، فإنَّها عقوبةُ غدٍ,، وعارُ الأبد، يكادُ صاحبها يُعاقبُ في حرمةِ بمثلها، ولا يزالُ عارُها لازماً له ما عاش.

 

وقال ابن الجوزي: ولم تزل أشرافُ العربِ في الجاهليةِ والإسلامِ يجتنبون الزنا ويذمونه، وينهون عنه. (عندما ينتصرُ العفاف/ خالد أبو صالح/38).

 

عبادَ الله عِفو تعفٌّ نساءَكم، ومن هتكَ عرضَ غيرهِ أوشكَ أن يُهتكَ عرضه، ولذا قال الشاعر:

عفوا تعفٌّ نساؤكم في المحرم ***وتجنبوا ما لا يليقُ بمسلم

يا هاتكاً سُبلَ الرجالِ وقاطعاً ***سُبلَ المودة عشتَ غيرَ مُكرِّمِ

لو كنت حُراً من سلالةِ ماجدٍ, *** ما كنت هتَّاكاً لحرمةِ مسلمِ

مَن يَزن يُـزنَ به ولو بجدارهِ ***إن كنت يا هذا لبيبـاً فافهم

من يزنِ في بيتٍ, بألفي درهم*** في بيتهِ يُزنى بغير الدرهم      (السابق/55).

 

إخوة الإسلام:

وأعظمُ من هذا أن يُشهر المنكرُ، وأن تُعلق الفاحشة، وإن تُصبح الصورةُ المنكرة على مرأى ومسمعِ الناس بأطيافهم المختلفة نسألُ اللهَ العفو والسلامةَ لنا ولإخواننا المسلمين.

 

وهنا لابُدَّ من وقفةٍ, وتذكيرٍ, ببعض الأسباب المؤديةِ إلى ظهور الفواحشِ ومنكرات الأخلاق، لاسيما الصلات غير المشروعةِ بين الرجلِ والمرأة، أو بين الرجلِ والرجل، وما نتجَ عن ذلك من زنا أو لواط أو مقدماتها.

 

ولعل من أبرز هذه الأسباب:

1- غيابُ الرقيب، وتسامُح بعض الأسر إلى درجةٍ, لا يدري الوليُ أين يذهب أولادهُ وبناته، ومع من يختلطون، إنَّها فوضى وليست ثقة.

وغفلةٌ وليست تزكية، وتفريطٌ لا ينتبهُ الولي والأسرة إلا إذا وقعت الواقعة.

وصُدموا على هولِ الفضيحة؟.

 

2- انتشارُ وسائل الاتصال في البيوت مع الرجلِ والمرأة، ولئن كان للهاتف آثارهُ في ربطِ العلاقات، فقد عاد الهاتفُ الجوال أشد وأنكى وأكثر تأثيراً، لاسيما وقد استخدمت أجهزةً تحمل الكاميرا وتصور فورياً، وتجمع الصورة مع الصوت، بل وتُنقل الصور من جهازٍ, لآخر بشكلٍ, فوري، إنَّها مأساةٌ حين تنتشرُ هذه الأجهزةِ مع السفهاء، ومع الفتيان والفتيات، والمراهقين والمراهقات، ونسألُ عن معرفةِ الأسرةِ بهذا، فتصدم أن كانوا عالمين وراضين، أو كانوا غائبين وجاهلين بما في أيدي أبنائهم وبناتهم.

إنَّ الأمرَ خطيرٌ جدٌّ خطير، وإذا انتقلت هذه الأجهزةُ إلى صالاتِ الأفراح، ومواقع الاجتماعات النسويةِ العامة، فالأمرُ أخطر، فتنبهوا وتأملوا.

 

3- الاستخدامُ السيئ للإنترنت، لاسيما مواقعٌ من السوءِ بمكان، وهي متخصصةً بتعميمِ الصورة السيئةِ في عدد من المواقع، كما أنِّ بعضَ حاملي الجوالات متخصصون في إرسال الصوتيات، أو الصور والأرقام الجوالات، فهل ندركُ ما يُشاهدُ أولادنا وبناتنا، وهل تعلمُ شيئاً عن الرسائلِ الواردةِ إليهم عبرَ الجوال، أو البريد الإلكتروني، إنَّها مجالاتٌ للغزو والفساد، كما هي مجالاتٌ للدعوة والإصلاح.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبٌّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لَا تَعلَمُونَ)) (سورة النور/19).

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، محمد بن عبد الله وآله وصحبهِ أجمعين، أما بعد...

 

عبادَ الله: ومن أسبابِ انتشارِ الفاحشة:

4- تأخيرُ زواجِ الفتياتِ لسببٍ, أو لآخر غيرَ مقبول، كطمعٍ, مادي، وعنادٍ, أُسري، أو تعنتٍ, في الشروط، وتكون الفتاةُ هي الضحية، وقد يكونُ هذا مدخلاً لتلاعبِ شياطين الإنسِ بها، وكم جنت العنوسةِ على الفتاةِ والمجتمعِ من ويلات، فاتقوا الله يا معاشرَ الأولياءِ في بناتكم، وإذا جاءَكم من ترضون دينهُ وخلقهُ فزوجوه، إلاَّ تفعلون تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض.

 

5- وفي مُقابلِ هذا السبب سببٌ آخر، يَكمنُ في غلاءِ المهور، مما يُسببُ عزوفَ الشبانِ عن الزواج، لعدمِ القدرةِ على التكاليفِ التي يفرضها أهلُ الزوجة، وتُفرضها أعرافُ المجتمع، ورُبما ضعفَ الشابُ أو سوّلَ له رفقاءَ السوءِ أن يقضي وطرهُ بالحرام، فزاد قلقهُ وفقره، وكان سبباً لإفسادِ غيره.

 

6- ومن أسبابِ انتشارِ الفاحشةِ كثرةُ السائقين وانتشار الخدم، مع إعطاءِ الثقةِ بهم إلى حدِّ معرفةِ خواصِ أهلِ البيت، والذهابُ بالنساءِ حيث شئنَّ واختلاطُ الخادمات بالأبناءِ البالغين، مما يُنتجُ عنهُ مخاطرُ وبلايا لا يعلمها إلاَّ الله، فمن بُلي بشيءٍ, من ذلك فا ليحتط وليُحاذر، وليكن فطناً لبيباً.

 

7- ومن الأسبابِ كثرةِ ارتياد النساءِ للأسواقِ أو الحدائق، وتركهنَّ في السوقِ أو في الحديقةِ دُون محرم، ورُبما جاءَ إليهنَّ الولي في ساعةٍ, متأخرةٍ, من ليلٍ, أو نهار، وهو لا يدري ما حالُ المرأةِ ولا من يتصلُ بهذه الفتاةِ في حالٍ, يتفردُ بها الذئاب، وتتناوشها السهام، فهل رخصت عليكم نساؤُكم وبناتكم إلى هذا الحد، وإذا كانت الثقةُ هي الأصلُ في المرأةِ فاعقل واتَّكل، واحزم ولا تُفرط، وما بين الثقةِ والاهتمام من تعارض، فهل نتَّعظُ بغيرنا؟

 

8- للعبرةِ أسوقُ هذا النموذجُ في الغيرةِ في الحيوانِ لا في الإنسان، فقد ساقَ الحافظُ ابن حجر في الفتحِ روايةً عن أبي عبيدةَ معمر بن المثنى في كتابه (الخيل) من طريقِ الأوزاعي: أنَّ (فهَراً) أنزوى على أمهِ فامتنع، فأدخلت في بيتٍ, وجُللت بكساء، وأنزوى عليها فنزى، فلمَّا شمَّ ريح أمِّه عمد إلى ذكرهِ فقطعهُ بأسنانه من أصله. (الفتح 7/161).

 

عبادَ الله: والأسبابُ كثيرةٌ ولكنها تكادُ تنحصرُ في الإهمالِ والتفريط، وضعف التربيةِ وغياب القوامة، وعدمِ تقديرِ العواقب، وقلةِ الوعي، وعدمِ الاستفادةِ من الأحداثِ الواقعة، والمبالغةِ في الترفِ، وضعفِ الوازعِ الديني.

 

أيَّها المسلمون: ومن طُرق العلاجِ تقويةُ الوازع الديني، وتذكيرُ المجتمعِ الصغيرِ والكبيرِ بآثارِ الزنا واللواط في الدنيا والآخرة.

والعنايةِ بالتربية عموماً والتركيز على قيمةِ الأخلاقِ وصونِ الأعراضِ خصوصاً، فهي الشرفُ والكرم، والمجدُ والسؤدد، وما سواها مأثمٌ ومغرم، وعيبٌ ومنقصة، لابدَّ أن تسمعَ المرأةُ أن عرضها شرفها، وعفافها جمالها، وأنَّ الذئابَ إذا افترستها تركت بصماتِ العارِ عليها وعلى أسرتها، وبقيت فضيحةُ الدهر تلُوكها الألسن؟ ولابُدَّ أن يقالَ للرجلِ الهاتكِ للأعراضِ الآخرين، أترضى الفضيحةَ لأمِك وأختك وابنتك، إن كنتَ لا ترضاها لنفسك فكذلك الناس.

 

يا قيَّم البيت أنت أمينٌ ومؤتمن، وراعٍ, ومسترعى، فهل حفظت الأمانة؟ ووعيت المسؤولية؟ ما هي برامجكَ لأسرتك في سبيلِ البناءِ على كريمِ الأخلاقِ والخوفِ من الله؟ وما هي أساليبكَ في الوقايةِ والتوعية؟ هل جلستَ مع أسرتكَ مُنبهاً ومحذراً وواعظاً ومربياً، لاسيما في زمنٍ, بات غيرُكَ يُربي ويوجِّه في عالمٍ, أصبحَ كالقريةِ الواحدة، يُبصر مَن في أقصى المشرقِ ما يحدثُ في أقصى المغرب، فأين موقعكَ في التوجيهِ والرعاية، وابدأ بنفسكَ فانهها عن غيها، وصلاحك ووعيك -إن شاء الله- مؤشرٌ لصلاحِ من تعول، وتذكر ((وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)) (سورة الكهف/82)، ((فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤمِنَينِ)) (سورة الكهف/80).

 

* ولابُدَّ في سبيلِ الوقاية من تركيزِ قيمةِ الأخلاقِ في المناهجِ الدراسيةِ والبرامجِ الدعوية، لا يكفي أن نتلاومَ، ولا أن نُكثرَ الشماتةَ، ونسهمُ من حيثُ نشعرُ أو لا نشعرُ بنشرِ السلوكيات الشاذة.

 

* ولابُدَّ أن تسهمَ وسائلُ الإعلام بفاعليةٍ, في التحذيرِ من التهتكِ الأخلاقي، وأن تبرزَ آثار الجريمة، وأن تُعقد الندواتِ والمحاضراتِ التربويةِ والطبيةِ والاجتماعية، للحمايةِ من مخاطرِ الفاحشة.

 

* وإذا كان وازعُ القرآن مهماً فلابُدَّ من وازعِ السلطان، ووضعِ العقوباتِ الرادعة لمن يحاولونَ التعدي على سياجِ الفضيلةِ ليكونوا عبرةً لغيرهم: ((وَلَكُم فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ)) (سورة البقرة/179).

 

* ولابدَّ أن يتضافرَ المجتمعُ كلهُ، بمؤسساتهِ الرسميةِ والمدنية، على محاصرةِ

الرذيلةِ وفضحِ أوكارِ المفسدين، لابُدَّ من تقويةِ شعيرةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر، ودعمِ رجالِ الأمنِ والمحتسبين.

 

* ولابدَّ أن ندركَ أنَّ الأمةَ تحاربُ من عدةِ جبهاتٍ, من الخارج، وإصلاحِ الجبهةِ

الداخليةِ وبناءِ الأخلاقِ مطلبٌ أساسي في هذا المعترك العنيف، إنَّ غيابَ القيمِ وتفككَ الأسرةِ في العالم الغربي أو الشرقي الكافر، يُشكلُ نقطةَ ضعفٍ, في جبهتهم، وهم يشعرون بتميزِ المسلمين عنهم في هذا الجانب، فهل نتيحُ الفرصةَ لهم لنقل أمراضهم إلينا؟ وهل نسمحُ باختراقِ حصوننا؟ إننا وإيَّاهم في منظومةِ الأخلاقِ والقيمِ في تحدٍ, هل تكونُ أو لا تكون؟.

 

إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت ***فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

فهل نكونُ على مستوى إسلامنا في متانةِ الخلق، وحراسةِ الفضيلةِ ومحاربةِ الرذيلة، ذلك ذكرى للذاكرين، اللهمَّ احفظنا من كلِّ سوءٍ, ومكروه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply