والذي نفسي بيده...لقد وقف شعري مما رأيت ... ألا يعد إرهابا ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمدُ للهِ وبعدُº

رأيتُ ملف فيديو الجوال والذي عُرض فيه مجموعةٌ من الشبابِ وهم يعاكسون شابتين بطريقةٍ, أقل ما يقالُ عنها: \" إرهابٌ أخلاقيُّ خطيرٌ \"، وهالني والذي نفسي بيده ما رأيت وقَفَّ شعرُ رأسي، وتمنيتُ لو أن الأرضَ انشقت وبلعتني ولم أرَ ذلك المنظر، وسألتُ نفسي: \" ألهذه الدرجة وصلت أخلاقُ شبابنا؟! \" وصدق رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: \" إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَّاسُ مِن كَلَامِ النٌّبُوَّةِ إِذَا لَم تَستَحيِ فَافعَل مَا شِئتَ \".

 

ولنا مع هذا الحدثِ الجللِ والانحرافِ الأخلاقي وقفاتٌ:

الوقفةُ الأولى: لا شك أنّ شباننا من الذكورِ والإناثِ يعيشون أزمةَ أخلاقٍ,، وهذا الفعلُ شاهدٌ قويُّ على ذلك، ولكن السؤال الذي يطرحُ نفسه: \" من وراء هذه الأزمةِ الأخلاقيةِ عند شبابنا؟ \".

للإجابة على السؤال نجد أن معاولَ الهدم لأخلاقِ الشبابِ كثيرةٌ تبدأ بالبيتِ وتمرُ بالمدرسةِ وتنتهي بالمجتمعِ، بيتٌ يعجُ بالمنكراتِ من أفلامٍ, ساقطةٍ,، وأغانٍ, ماجنةٍ,، ودعوةٍ, إلى الرذيلةٍ, وكل ذلك عن طريقِ القنواتِ الفضائيةِ التي تحاربُ اللهَ في السماءِ، وتنشرُ سمومها في البيوتِ، وتخرجُ جيلاً يعيشُ سُعاراً جنسياً لكثرةِ ما يراهُ من مناظرٍ, للنساءِ العاريات.

ثم يخرجُ الشبابُ إلى المدرسةِ ليزداد الاختلاطُ بقرناءِ السوءِ ممن يزينون الرذيلةَ، ويعينون على زيادة السعار الجنسي، وزاد الطينُ بِلةً أجهزةُ الجوالِ وما يُحمّلُ فيها من مقاطع فيديو أو صور يتبادلها الشبابُ فيما بينهم سواء كانوا ذكوراً أم أناثاً.

وأما المجتمع فزيارةٌ عابرةٌ للأسواقِ والمجمعاتِ التجاريةِ تظهر لك عن أزمةِ الأخلاقِ التي يعيشها الشبابُ والشاباتُ، وحدث ولا حرج عن تلك الأماكن وما يقعُ فيها من أمورٍ, يندى لها الجبينُ!

 

الوقفةُ الثانيةُ: إن المنظرَ الذي صور ونشر في الشبكةِ العنكبوتيةِ ليجعلنا كمجتمعٍ, عُرف بإسلامه وقيمهِ وأخلاقهِ وعاداته وتقاليده المستمدة من الكتابِ والسنةِ نقفُ ضد هذه الصورِ السيئةِ، وتجعلنا نبحثُ بشكلٍ, جادٍ, وسريعٍ, عن السببِ ثم نضعُ العلاجَ المناسب، ولن يكون هذا إلا بتكاتفِ الجميعِ من بيتٍ, ومدرسةٍ, ومؤسساتٍ, تربويةٍ, وهيئاتٍ, ذاتِ صلاحيةٍ, للحدِّ منها، والوقوفِ في طريقها.

 

الوقفةُ الثالثةُ: مثل هذا التصوير يجعلنا نقف مع دعاةِ إخراجِ المرأةِ من بيتها أو بالمعنى الحقيقي مع دعاةِ تحريرِ المرأةِ، ونقولُ لهم: \" هل ما زلتم بعد هذا المقطع مقتنعون بخروجِ المرأة للعملِ أو السياقةِ للسيارةِ وحضور المرأة إلى مدرجات سباق السيارات الذي سمعنا بها أخيراً؟! \".

هل يأمنُ الواحدُ منا على عرضهِ وشرفهِ لو خرجت أختي وأختك أو ابنتي وابنتك أو زوجتي وزوجتك لقضاءِ أغراضها من السوقِ أو المجمعِ التجاري؟!

لو فرضنا عرف أولياءُ أمور البنتين في مقطع الفيديو بهؤلاءِ الشبابِ فماذا ستكونُ العاقبةُ؟ ربما يقع سفك دماء وقتل لأن العرض والشرفَ عند المسلم الحق عزيزٌ وغالٍ,.

أجيبوا يا دعاةَ تحريرِ المرأةِ!

قد يحتجُ بعضُ دعاةِ تحريرِ المرأةِ بأن هذه حادثة عابرة لا يقاسُ عليها، فنقولُ: كم من الحوادثِ العابرةِ حصلت في المجتمع أقمتم الدنيا وأقعدتموها، ورفعتم عقيرتكم بها، وصُورت على أنها قضايا ينبغي أن يُحسم فيها الأمرُ، وصدق الله إذ يقولُ: \" وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقٌّ يَأتُوا إِلَيهِ مُذعِنِينَ \" [النور: 49].

إلى جانب أن هذا ما نالته كاميرا الجوال، وما لم تنله أدهى وأمر.

الوقفةُ الرابعةُ: لا شك أن الشابات يتحملن وزراً من السعارِ الأخلاقي عند الشبابِ، فالشابةُ التي تخرجُ بكاملِ زينتها من عباءةٍ, مطرزةٍ, ضيقةٍ, مخصرةٍ,، ومن رائحةِ عطرٍ, يفوحُ منها، وضحكةٍ, تصك الآذان، وصوتٍ, يفتنُ الشباب كلٌّ هذه من عواملِ الفتنةِ التي تجعل الشبابَ يعيثون فساداً في أعراضهن.

وقد كثرت وسائلُ الفسادِ والإفسادِ في هذه الأزمان المتأخرةِ عما كان في السابق، فالإنترنت والجوال وغرف المحادثة المصورة من التقنياتِ التي تطور الفسادُ بتطورها. نسألُ اللهَ أن يحفظ علينا أعراضنا.

 

الوقفةُ الخامسةُ: على ولاةِ الأمرِ أن يقفوا ضد هذه المظاهرِ الأخلاقيةِ الخطيرةِ التي تؤدي بالمجتمعِ إلى انحرافاتٍ, خطيرةٍ, لا يأمن المسلمُ معها على عرضهِ، وكما قال عثمان - رضي الله عنه -: \" إن الله ليزعُ بالسلطانِ ما لا يزعُ بالقرآن \"، فقوةُ السلطان في مقابلةِ هذا الانحرافِ الخطيرِ له دوره في الحدِّ منه، وبإقامةِ شرعِ الله فيهم سعادةٌ للمجتمع وأمانٌ له.

وعلى الدعاةِ من العلماءِ وطلابِ العلمِ التحذيرُ من الانحطاطِ الأخلاقي بسببِ البعدِ عن شرعِ اللهِ، والتحذير من سلوك طريقِ الشيطانِ الذي يزينُ للشبابِ من الذكور والإناثِ الأعمال السيئة والأخلاق المشينة، ولا بد للدعاةِ من استغلالِ وسائلِ التأثير على الناسِ كخطبِ الجمعةِ والدروسِ والمحاضراتِ للتذكيرِ بأخلاقِ الإسلامِ، وبأهميةِ التربيةِ الإسلاميةِ للشبابِ والشاباتِ، وإبعاد وسائلِ هدم الأخلاق ونشرِ الرذيلةِ من البيوتِ كالفضائياتِ وغيرها.

 

وختاماً

نسألُ اللهَ أن يحفظ علينا أخلاقنا، وأن يوفق شبابنا إلى أحسن الأخلاقِ، وأن يبعدهم عن أرذلها إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply