بقيت كلها إلا كتفها:
هذه الجملة جزء من حديث روته السيدة عائشة - رضي الله عنها - أنهم ذبحوا شاة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [[ما بقي منها؟ فقالت: ما بقي منها إلا كتفها، فقال: بل بقيت كلها إلا كتفها...]][رواه الترمذي]
ومعنى هذا الحديث أن أجر التصدق بها بقي لهم في الآخرة إلا كتفها التي بقيت ولم يتصدقوا بها، وهذا الحديث العجيب يؤكد قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: [[ما نقصت صدقة من مال]] صحيح، و[[ما نقص مال عبد من صدقة]] صحيح الترغيب و الترهيب.
الزهرة المسلمة في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان تتصدق وتعلم فضل الصدقة والإنفاق، وأن الله يخلف على من يتصدق قال تعالى[وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه]] [سبأ: 39]
وقال - تعالى -: [[وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون]] [البقرة /272].
نصف التمر يفعل المعجزات:
تخيلي معي أن نصف تمرة يقي من النار... هذا لأنها أنفقت لوجه الله وابتغاء مثوبة الله، قال صلى عليه وسلم: [[اتقوا النار ولو بشق تمرة]] متفق عليه.
أضيفي إلى ذلك أن نصف التمرة أو التمرة هذه تكون مثل الجبل فى الآخرة كما جاء فى الصحيحين من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [[من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل]] متفق عليهº بعدل تمرة: أي بقيمتها.
انفقي ينفق عليك:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله - تعالى -: [[أنفق يا ابن آدم ينفق عليك]] متفق عليه.
وعنه - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [[ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً]] متفق عليه.
الزهرة المسلمة تتصدق فتطعم الطعام وتنفق لوجه الله وتعطي الفقراء وتتصدق بمالها وذهبها فى وجوه الخير المختلفة، انظري إلى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما سأله رجل أي الإسلام خير؟ قال: [[تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف]] متفق عليه.
واعلمي أن الله - تعالى -يبارك في الطعام المتصدق به كما قال - صلى الله عليه وسلم -: [[طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية]] صحيح.
وللصدقة فوا ئد:
الصدقة تزكي النفس وتطهرها من الشح والبخل، وهى من علامات شكر الله على نعمه وبالشكر تدوم النعم [[ولئن شكرتم لأزيدنكم]] وأيضاً يضاعف الله الأجر والثواب ويضاعف المال أيضاً، ومن العجائب أنها تشرح الصدر وتفرح النفس وتدفع البلايا والهموم والأسقام فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: [[داووا مرضاكم بالصدقة]]حديث حسن -صحيح الترغيب والترهيب-.
وهى أيضاً تزيل العداوة وتجلب المودة والرحمة بين المسلمين وتعين الفقراء والمحتاجين على مصالحهم الدنيوية، وهى طريقك إلى الجنة فقد قال - تعالى -: [[فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فإن الجنة هي المأوى]].
في ظلال \' المتصدقين والمتصدقات \':
يقول صاحب كتاب \'في ظلال القرآن\': [والتصدق هو دلالة التطهر من شح النفس، والشعور بمرحمة الناس، والتكافل في الجماعة المسلمة والوفاء بحق المال، وشكر المنعم على العطاء]
وفى تفسير بن كثير للآية الكريمة \'والمتصدقين والمتصدقات\' يقول: الصدقة هي الإحسان إلى الناس المحاويج الضعفاء الذين لا كسب لهم، وقد ثبت في الصحيحين [[سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكر منهم ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه]] متفق عليه، وفى الحديث الآخر: [[الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار]] صحيح.
أجود من الريح المرسلة:
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة فقد كان يكثر من الإحسان والصدقة فى رمضان وكان أجود من الريح المرسلة لأنه يعطي من طيب نفسه كل من يسأله سواء كان محتاجاً أو غنياً فعن جابر - رضي الله عنه - قال[ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً قط فقال لا]] متفق عليه. وكان - صلى الله عليه وسلم - يعطي عطاء من لا يخشى الفقر كما وصفه رجل لقومه وهو يدعوهم إلى الإسلام.
كان رسولنا في رمضان كما وصفة ابن عباس: [[كان - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريل فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة]] متفق عليه.
ما لنا أكثر أهل النار:
وتأملي عزيزتي القارئة في وصية رسول الله للنساء، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [[يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار]] قالت امرأة منهن: ما لنا أكثر أهل النار؟ قال: [[تكثرن اللعن، وتكفرن العشير]] رواه مسلم.
أمهاتنا والصدقة:
عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: [ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء].
وصور جودهما مختلفة أما عائشة فكانت تجمع الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمت، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئاً لغد، وكانت عائشة - رضي الله عنها - تعطر الدنانير قبل أن تتصدق بها لأنها فهمت أنها تقع فى يد الله قبل أن تقع فى يد الفقير].
وكانت زينب بنت جحش صناع اليد -أي تعمل بيدها-، وتتصدق به فى سبيل الله وكان يقال لها [[أم المساكين]]، وقالت فيها أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بعد موتها: [لقد ذهبت حميدة متعبدة ففزع اليتامى والأرامل].
فلو كان النساء كما ذكرنا *** لفضّلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال
تذكري أيتها الزهرة المسلمة أن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والصدقة والإطعام ومضاعفة الأجر والمثوبة، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وتذكري أن الصدقة تطفئ غضب الرب وتقيك من ميتة السوء [[صنائع المعروف تقي مصارع السوء]] صحيح.
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وإطعام الطعام والصدقة واجعلها خالصة لوجهك الكريم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد