الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
إن الحياء علامة صادقة على خلق الإنسان وفطرته الزكية وعلى ضميره الحي.. الحياء يكشف لنا عن قيمة الإنسان ومقدار ما يحمله من آداب وأخلاق فاضلة ونقاء..
الحياء هو (كل خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق)
وهو ما كان وفق الشرع وفيه معنى الحشمة والاحتشام..
والحياء من أبرز الصفات التي تبعد المسلمة عن الرذائل وتحجزها عن الوقوع في قاع المعاصي والذنوب.. وهو من أقوى البواعث على الفضائل الكريمة..
وبفقد المسلمة لحيائها يعد دليل أيضاً لفقدها إيمانها.. لأن الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدها رفع الأخر هذا ما ذكره لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.. ونلاحظ أيضاً عند فقدها لهذا الخلق العظيم تتدرج دائماً سلوكياتها وأخلاقها من سيئ إلى أسوء وتهبط من رذيلة إلى أرذل.. ولا تزال في هذا الطريق حتى تصل إلى المنحدر فتقع في المحرمات دون أن تبالي وتتجرىء على المخالفات لا تخشى في سلوكها لومه لائم ولا تعد المنكر في نظرها منكراً (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
تأملي يا أخيه حال نسائنا إلا من رحم الله.. عندما فقدنا الحياء بكل معانية ونقاءه وصفائه ألم نفقد معه جمال المرأة المسلمة الحقيقي ألم نفقد أنوثتها ونعومتها ورقتها وعاطفتها الحية.. والله أصبحنا لا نرى إلا أشباه للنساء..
فقدت كل ألوان الحياء فطرة وشرعاً ونزعت الحياء من حياتها كلها.. يا ترى ماذا كانت النتيجة؟؟
سمحت بإظهار ما حرم الله - تعالى -فكشفت عن جسدها وخرجت لنا كاسية عارية متبرجة مترجلة.. والله إن حالنا اليوم مع العري والتعري لا يختلف عن الحال التي كانت عليها المرأة في الجاهلية في التهاون بالعري فكانت النساء تتعرى بعضهم أمام بعض بدون أي تردد وحياء..
فقدت حيائها فتجرأت على الخروج والخلوة المحرمة.. وتجرأت أن ترفع صوتها عند محادثة الرجال الأجانب في أروقة الأسواق والمحلات وعلى الهاتف.. فاختلطت النظرات والهمسات واللمسات والضحكات.. أصبحنا نرى الرجل هو الذي يتنحى ويفرش لها وسط الطريق عند مرورها وهي تخترقه بكل جرأة وفرعنة.. ضاع الحياء فلا نستنكر أفعال مشينة ترتكب منها..
ولم تكتفي المسكينة بحالها بل والله نشاهدها وهي تسقي فلذة كبدها من هذا الكأس.. لم تحاول أن تربي أبنتها على الحياء والتخلق بهذا الخلق العظيم بل نرها وقد تساهلت في لباس وحجاب وحشمة أبنتها.. لماذا؟؟ لأن فاقد الشيء لا يعطيه..
أين بناتنا من أم كلثوم بنت علي بن أي طالب - رضي الله عنه - ابنة الخمس سنوات عندما ذهبت في حاجة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان ثوبها يجر وراءها شبراً أو يزيد فأراد عمر أن يمازحها فرفع ثوبها حتى بدت قدماها. فقالت: (مه. أما إنك لو لم تكن أمير المؤمنين لضربت وجهك). لله درك يا أم كلثوم ورحمك الله رحمة واسعة.. يا ليتك تشاهدي ما حل ببنات المسلمين اليوم..
ولا أنسى كذلك أن أذكر عندما يضيع الحياء عند بداية الدقائق الأولى من تحليق الطائرة إلى ديار الغرب.. إلى تلك الديار التي دنس أهلها جمالها بسوء حالهم وقبح أفعالهم.. وتبرعوا بعرض مشاهد مشينة بالمجان في الشوارع.. نزعتي حياءك فنزعت معه حجابك وعفتك وطهرك.. بالله عليك أي نموذج وهدية قدمتيها يا بنت الإسلام لفتاة الغرب؟؟ الله المستعان
رحمك الله أيها الحياء رحلت ومت مع عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.. ورحمك الله أيها الحياء رحلت مع ابنتي الرجل الصالح (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء).. ورحمك الله أيها الحياء رحلت مع امرأة وقفت تسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ولد لها فقدته وهي منتقبه. فقال لها بعض أصحاب الرسول - عليه السلام - (جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة؟؟ فقالت: إن أرزأ في ابني خير من أن أرزأ في حيائي)
أخيه.. يا معشر النساء الحياء الحياء.. فهو بحقكن آكد.. وإذ نزع منكن فعلى الأخلاق والمجتمع السلام..
أخيه.. إن المرأة المصونة بالحياء كالجوهرة المكنونة في الوعاء.. فوالله لن تتزينين وتتجملين بزينة أفضل من الحياء..
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم..والحمد الله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد