السؤال
هناك الكثير من وسائل الإعلام التي تحتوي على صور لنساء أو بنات صغيرات نصف عاريات يلبسن المايوهات أو ملابس السباحة التي تكشف أكثرية أجزاء الجسم، فهل النظر إلى هذه الصور سواءً بالصُدفة أو طريقة شبه مقصودة (للتأكد من حشمة مجلة معينة مثلاً) يُعتبر من زنا العيون؟ أم أنها فقط تعتبر من اللمم أو صغائر الذنوبº نظراً لكونها أقل إحراجاً من العُري أو الخلاعة؟ مع العلم أن الكثير من الناس يحلون أو يبيحون المايوهات كملابس داخلية أو تسلية للمرأة وزوجها، حيث إنها ليست ممنوعة من السوق كما هو حال حجاب الموضة، وهل يعتبر من ينظر إلى المايوهات آثماً؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يجب على الرجل أن يغض بصره عن النظر إلى المرأة التي لا تحل له، قال الله - تعالى -: \"قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضٌّوا مِن أَبصَارِهِم\" [النور: 30].
ويغض عند النظرة الأولى لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة\" رواه أبو داود (2149)، والترمذي (2777) وحسنه الألباني.
فإذا كان نظرك قد وقع للوهلة الأولى بدون قصد فليس عليك شيء، ويجب أن تصرف بصرك. وإذا تعمد الإنسان النظر فإن هذا يدخل في زنا النظر الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة. فزنا العين النظر\" متفق عليه. صحيح البخاري (6243)، وصحيح مسلم (2657).
ويجب تجنب النظر إلى صور النساء السافرات اللواتي يكشفن عن مفاتنهن في وسائل الإعلام. ولا يجوز تصوير البنات الصغيرات على الكيفية التي ذكرها السائل، ونشر صورهن للناسº لأن هذا فيه تعويد لهن على السفور والتبرج، وكان الواجب بدل هذا أن تعوَّد الصغيرة على لبس الحجاب والحشمة والستر، وأما لبس المرأة لهذه الألبسة في بيتها وأمام زوجها فقط فلا بأس به..
وعلى المرء أن يحذر من إطلاق نظره للصور المحرمة التي انتشرت في هذا الزمنº لأن هذا يهيج الغرائز، ويمرض القلب، ويقود إلى الفساد، فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ومن غض بصره أورث الله - تعالى -في قلبه نوراً، ورزقه انشراحاً، وزاده إيماناً.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد