* قيل لصاحب إسماعيل بن عباد: أنت رجل معتزلي وابن المقرئ محدث، وأنت تحبه! قال: لأنه كان صديق والدي، وقد قيل: مودة الآباء قرابة الأبناء، ولأني كنت نائماً فرأيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - في النوم يقول لي: أنت نائم، وولي من أولياء الله على بابك؟! فانتبهت ودعوت وقلت: مَن بالباب؟ فقال: أبو بكر بن المقرئ.
* عن ابن خفيف يقول: نُهبتُ في البادية، وجعت حتى سقطت لي ثمانية أسنان، وانتثر شعري، ثم وقعت إلى فَيد، وأقمت بها حتى تماثلت، وحججت ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشام، فنمت إلى جانب دكان صباغ، وبات معي في المسجد رجل به قيام، فكان يخرج ويدخل، فلما أصبحنا صاح الناس، وقالوا: نقب دكان الصباغ وسرقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المبطون: لا أدري غير أن هذا كان طول الليل يدخل ويخرج، وما خرجت إلا مرة تطهرت، فجروني وضربوني، وقالوا: تكلم، فاعتقدت التسليم، فاغتاظوا من سكوتي، فحملوني إلى دكان الصباغ، وكان أثر رجل اللص في الرمال، فقالوا: ضع رجلك فيه فكان قدر رجلي، فزادهم غيظاً، وجاء الأمير، ونصبت القدر، وفيها الزيت يغلي، وأحضرت السكين ومَن يقطع، فرجعت إلى نفسي فإذا هي ساكنة، فقلت: إن أرادوا قطع يدي سألتهم أن يعفوا عن يمين لأكتب بها، وبقي الأمير يهددني ويصول، فنظرت إليه فعرفته، كان مملوكاً لأبي، فكلمني بالعربية وكلمته بالفارسية، فنظر إلي وقال: أبو الحسن - وبها كنت أكنى في صباي - فضحكت، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل الناس به فإذا بضجة، وأن اللصوص قد أخذوا، فذهب الناس ورائي وأنا ملطخ بالدماء، جائعٌ لي أيام لم آكل، فرأتني عجوز فقيرة، فقالت: ادخل، فدخلت ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويدي، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني، فدخل ومعه جماعة. وجر من منطقته سكيناً، وحلف بالله إن أمسكني أحد لأقتلن نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائه صفعة حتى منعته أنا، ثم اعتذر وجَهَد بي أن أقبل شيئاً فأبيت وهربت ليومي، فحدثت بعض المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك.فما دخلت بلداً فيها فقراء إلا قصدتهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد