العقيدة الحمد لله، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة وبعد:
أيها القارئ الكريم:
تطاول الأقزام على سادتهم وسبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و جحدوا ما أرسله الله به من الهدى ودين الحق وهم يعلمون انه رسول الله، وأن ما جاء به الحق. بل ويعلمون أن الرسول - صلى اله عليه وسلم- مرسل إليهم فهو ليس رسولا للعرب فقط وإنما هو رسول الله للناس جميعا.
روى البيهقي بسنده عن المغيرة بن شعبة قال: إن أول يوم عرفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي جهل: (يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله). فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك. فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبل علي فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء. إن بني قصي قالوا: فينا الحجابة. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا السقاية. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا الندوة. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا اللواء. فقلنا: نعم. ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي والله لا أفعل. وهذا القول منه - لعنه الله - كما قال - تعالى -مخبرا عنه وعن أضرابه: (وَإِذَا رَأَوكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً. إِن كَادَ لَيُضِلٌّنَا عَن آلِهَتِنَا لَولا أَن صَبَرنَا عَلَيهَا وَسَوفَ يَعلَمُونَ حِينَ يَرَونَ العَذَابَ مَن أَضَلٌّ سَبِيلاً) (الفرقان: 41: 42)(1)
تأمل أخي القارئ...منعه حسده وكبره من الإيمان بالنبي - عليه الصلاة والسلام - والإقرار بنبوته كما قال - سبحانه -: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلماً وَعُلُوّاً فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفسِدِينَ) (النمل: 14) ومما يدل على ذلك مارواه ابن إسحاق عن سلمة بن سلامة بن وقش - وكان من أهل بدر - قال: كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل قال: فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على بني عبد الأشهل - قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا علي فروة لي مضطجع فيها بفناء أهلي - فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار.قال: فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت. فقالوا له: ويحك يا فلان أو ترى هذا كائنا أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم والذي يحلف به ويود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه وأن ينجو من تلك النار غدا. قالوا له: ويحك يا فلان فما آية ذلك؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده إلى نحو (مكة) واليمن. قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنا فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله [محمدا] رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو حي بين أظهرنا فآمنا به وكفر به بغيا وحسدا. قال: فقلنا له: ويحك يا فلان ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟ (2)
بل سبوا الذي خلقهم من عدم وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف... نسبوا له - سبحانه - الولد قال - تعالى -: (وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَولُهُم بِأَفوَاهِهِم يُضَاهِئُونَ قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤفَكُونَ) (التوبة: 30) وقالوا: (يَدُ اللَّهِ مَغلُولَةٌ المائدة: من الآية64)، وقالوا:(إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحنُ أَغنِيَاءُ)(آل عمران: من الآية181) وشتموه أشد الشتم قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: قال الله - تعالى -: شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني أما شتمه إياي فقوله إن لي ولدا وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله ليس يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته. (3)
جحدوه وعرفه الكون كله!!
سبحان الله عرفته الحجارة والجبال والأشجار والدواب وجحده كثير من الثقلين كما قال - سبحانه -: (أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرضِ وَالشَّمسُ وَالقَمَرُ وَالنٌّجُومُ وَالجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابٌّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيهِ العَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُكرِمٍ, إِنَّ اللَّهَ يَفعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج: 18) فهذا الكون كله يؤمن بالله ويعرف رسوله - صلى الله عليهم وسلم-
الحجارة تعرفه وتطيعه وتميز المؤمن من الكافر!!
وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن(4). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود(5).
بل وتطيعه الأشجار فعن يعلى بن مرة عن أبيه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأراد أن يقضي حاجته فقال لي: ائت تلك الأشاءتين- قال وكيع: يعني النخل الصغار فقل - لهما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركما أن تجتمعا فاجتمعتا فاستتر بهما فقضى حاجته, ثم قال لي: ائتهما فقل لهما لترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فقلت لهما فرجعتا(6)..
والجبال تعرفه!
وذلك لأن الله جبلها كما سبق على توحيده وإنكار الشرك حتى إنها لتكاد تنهدّ على الناس الذين يشركون به, قال تعالى- : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرنَ مِنهُ وَتَنشَقٌّ الأَرضُ وَتَخِرٌّ الجِبَالُ هَدّاً. أَن دَعَوا لِلرَّحمَنِ وَلَداً) (مريم: 90: 91) فسبحان الله ثم تأمل معي أيها القارئ الكريم هذا الحديث الذي رواه البيهقي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة فخرج في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال: السلام عليك يا رسول الله, وفي رواية: لقد رأيتني أدخل معه الوادي فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليكم يا رسول الله وأنا أسمعه. ومضى قريبا حديث مسلم: (إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن (7)
والدواب تعرفه!
حتى الدواب التي خلقها اله - تعالى - تعرف محمدا وتعرف أصحابه وتعرف النبيين وتميزهم عن غيرهم فرسالته رحمة للدواب, فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة(8).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك. قيل إن لنا في البهائم أجرا؟ قال في كل ذات كبد رطبة أجر(9).
عن شداد بن أوس قال: خصلتان سمعتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا, قال غير مسلم يقول فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته(10)
عن ابن عمر الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار, قال الله لا أنت أطعمتيها ولا سقيتيها حين حبستيها ولا أنت أرسلتيها فأكلت من خشاش الأرض(11).
ثم تأمل معي أخي الكريم كيف عرفته الدواب روى أحمد أيضا في حديث طويل عن يحيى بن مرة قال فيه وكنت معه يعني مع النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا ذات يوم إذ جاء جمل يخب حتى ضرب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال ويحك انظر لمن هذا الجمل إن له لشأنا, قال فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه, فقال ما شأن جملك هذا؟ فقال: وما شأنه؟ لا أدري والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه, قال فلا تفعل هبه لي أو بعنيه, قال بل هو لك يا رسول الله, قال فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به وإسناده جيد وفي رواية له نحوه إلا أنه قال فيه إنه قال لصاحب البعير ما لبعيرك يشكوك زعم أنك سنأته حتى كبر تريد أن تنحره قال صدقت والذي بعثك بالحق لا أفعل(12)
بل والأعجب أنها تتعرف على أصحابه وتميزهم فعن ابن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد. فقال يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد له بصبصة حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد(13).
كل الدواب كانت تطفئ النار عن إبراهيم.
اجتمعت الدواب من كل حدب وصوب تنفخ النار عن إبراهيم الخليل لما ألقي في النار إلا هذه الوزغة الخبيثة(البرص) كانت تنفخ النار على إبراهيم فأمر النبي بقتله، فعن سائبة مولاة الفاكة بن المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعا, فقالت يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا, قالت نقتل به هذه الأوزاغ, فإن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا أطفأت النار غير الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله.
(13)و روى مسلم وأبو داود عن عامر بن سعد عن أبيه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
والنمل وحيتان البحر تعرف الأنبياء و الذين يأمرون الناس بالقسط!
والله إنه لأمر عجب سبحان الله!!! النمل في جحورها والحيتان في البحر يعرفون الأنبياء والصالحين, وقد ورد ذلك في الكتاب والسنة قال - تعالى -: (حَتَّى إِذَا أَتَوا عَلَى وَادِ النَّملِ قَالَت نَملَةٌ يَا أَيٌّهَا النَّملُ ادخُلُوا مَسَاكِنَكُم لا يَحطِمَنَّكُم سُلَيمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُم لا يَشعُرُونَ) (النمل: 18) فقد نادت أخواتها وحذرت بني جنسها من قدوم جيش سليمان فقد عرفته وعرفت اسمه فسبحان الله!! وعن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان أحدهما عابد والآخر عالم, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم, ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها, وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير(15).
بل عظم الشاة بعد شيِِّه وطبخه يعرفه
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة وعن أبي سلمة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة وزاد: فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها, فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها وأكل القوم, فقال: ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة, فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري, فأرسل إلى اليهودية ما حملك على الذي صنعت؟ قالت إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت وإن كنت ملكا أرحت الناس منك, فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقتلت, ثم قال في وجعه الذي مات فيه: ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان قطعت أبهري(16)
اللهم أحينا على سنته وتوفنا على ملته.
تأمل كيف كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يتمسك بدين الله - تعالى - وبالحق الذي أرسله الله به رغم ما بذل صناديد الكفر من وقتهم ورغم المساومات رفض النبي - عليه الصلاة والسلام - حتى أن يلتقي معهم في منتصف الطريق بالتعبير العصري, لكنه ما زاده ذلك إلا تمسكا بالذي أرسله الله به, فلو أنهم وصلوا إلى الشمس فيشتعلوا منها شعلة أقرب إليهم من أن يترك محمد - صلى الله عليه وسلم - ما أرسله الله به.
جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا. فقال: يا عقيل انطلق فأتني بمحمد. فانطلقت فاستخرجته من كنس أو خنس- يقول: بيت صغير - فجاء به في الظهيرة في شدة الحر فلما أتاهم قال: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم. فحلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببصره إلى السماء فقال: (ترون هذه الشمس؟). قالوا: نعم. قال: (فما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم على أن تشتعلوا منها بشعلة). فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قط فارجعوا(17).
فالمهم أن يثبت المسلم في المحن والشدائد ولا يهتز أمام التهديدات والمساومات... نعم ربما يتأثر المؤمن بالبلاء لكن هذا البلاء يزيد من نقائه صلابته في الحق ويرفع منزلته, فعن ابن عمرو - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن مثل سبيكة الذهب إن نفخت عليها احمرت وإن وزنت لم تنقص. (18)
عندما يشتد الخطب ويعظم البلاء ابشر يا رسول الله فالدنيا كلها معك.
يقولون: الضربة التي لا تقتلني تقويني .... فلا يزيد البلاء المؤمن إلا صلابة وقوة وتمسكا بدينه وعقيدته مهما انتفش الكفر وصال وجال فإن العاقبة للمؤمنين, قال – تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَموَالَهُم لِيَصُدٌّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحشَرُونَ) (لأنفال: 36) وقال: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيُّ عَزِيزٌ)(المجادلة: 21) عن أنس قال: جاء جبريل - عليه السلام - ذات يوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس حزين قد خضب بالدماء قد ضربه بعض أهل مكة فقال: مالك؟ فقال: فعل بي هؤلاء وفعلوا قال: أتحب أن أريك آية؟ قال: نعم أرني فنظر إلى شجرة من وراء الوادي قال ادع تلك الشجرة فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه, قال: قل لها فلترجع, فقال لها فرجعت حتى عادت إلى مكانها, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(حسبي)(19)
فالرجل الكافر كان يلقى محمدا على حماره فينكره الرجل وحماره يعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا ينكره لأنه يؤمن بالله – تعالى- (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبعُ وَالأَرضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِن شَيءٍ, إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلَكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء: 44), فالدواب تعرف الغاية التي من أجلها خلقت،، وكثير من بني آدم لا يعرفون ذلك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه, فقالت إني لم أخلق لهذا إنما خلقت للحرث, فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلبه حتى استنقذها منه, فقال له الذئب: هنا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري, فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر(20)
أسأل الله العظيم أن يحيينا علي سنته وأن يتوفانا على ملته.
-------------------------------------------------------------
1- صحيح السيرة النبوية للألباني ص/162
2- صحيح السيرة/58
3- رواه أحمد والبخاري والنسائي) عن أبي هريرة. (صحيح) انظر حديث رقم: 4323 في صحيح الجامع
4- رواه مسلم
5- رواه مسلم
6- صحيح ابن ماجة1للألباني 1/122 حديث رقم 339
7- صحيح السيرة للألباني/ 95
8- رواه الطبراني في الضياء وغيره. قال الألباني (حسن) انظر حديث رقم: 6261 في صحيح الجامع.
9- متفق عليه
10- صحيح سنن أبى داود 2/100 حديث 2815
11- متفق عليه
12- صحيح الترغيب والترهيب ج/2)
13- صحيح الترغيب والترهيب، ومشكاة المصابيح 3/حديث 5949
14- صحيح سنن ابن ماجة 2/1079حديث 3231
15- رواه الترمذي والطبراني في الضياء (صحيح) انظر حديث رقم: 1838 في صحيح الجامع
وجامع الترمذي حديث/2685
16 قال الشيخ الألباني: صحيح سنن أبى داود حديث 4513
17- حسن السلسلة الصحيحة 1/194 حديث رقم 92 صحيح السيرة /144، وأما حديث يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته. فليس له إسناد ثابت وقد ورد في الضعيفة 913
18- رواه البيهقي وحسنه الألباني في صحيح الجامع /5846
19 - صحيح سنن ابن ماجة 2/1336حديث رقم4028
20 - متفق عليه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد