حدث في مثل هذا الشهر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

فرض صيام رمضان سنة 2 هـ

وفي شعبان منها، فرض صوم رمضان.

خروجه - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر الأخيرة سنة 4 هـ

تسمى غزوة بدر الصغرى، وبدر الموعد للمواعدة عليها مع أبي سفيان يوم أحد، وتسمى بدر الثالثة، وتسمى أيضا غزوة السويق.

خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر ومعه ألف وخمسمائة من أصحابه وعشرة أفراس، وذلك في شهر شعبان لميعاد أبي سفيان، واستعمل على المدينة عبد الله بن رواحة الخزرجي - رضي الله عنه -، وحمل اللواء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وخرج أبو سفيان في قريش وهم ألفان ومعهم خمسون فرسا حتى نزل موضعا فريبا من مر الظهران ثم بدا له الرجوع فقال: يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإني راجع فارجعوا، فرجع ورجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق. يقولون إنما خرجتم تشربون السويق. هذه حيلة دبرها أبو سفيان لأنه لم يكن يريد حربا بل خرج لئلا يقال أخلف وعده ولم يخرج، على أنه لم يعارضه أحد من قريش في الرجوع، فكان الجيش كذلك لا يريد الحرب، وكان أبو سفيان قد بعث إلى المدينة شخصا اسمه نعيم ليرجف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكثرة العدو ليحملهم على عدم الخروج، وذلك ليكون له عذر في الرجوع إلى مكة، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبال بما سمع من كثرة عدد الجيش وتثبيط همة الناس، فقال: والذي نفسي بيده لو لم يخرج معي أحد لخرجت وحدي.

وأقام - صلى الله عليه وسلم - ببدر ثمانية أيام ينتظر أبا سفيان وفي هذه المدة باع المسلمون ما معهم من التجارة فربحوا كثيرًا.

غزوة بني المصطلق سنة 6 هـ

قال ابن إسحاق: في حديث بني المصطلق، قالوا: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن بني المصطلق يجمعون له، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث، زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له المريسيع، من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا، فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم عليه.

ثلاث سرايا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شعبان سنة 7هـ

بعد عودة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر قضى بقية الخريف والشتاء في المدينة وفي هذه الأثناء بعث خمس سرايا منها ثلاث في شهر شعبان.

أولا: سرية عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومعه ثلاثون رجلا إلى قبيلة هوازن بجهة تربة دار بقرب مكة. فلما علموا بمجيئه هربوا فانصرف راجعا إلى المدينة.

ثانيًا: سرية أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - إلى بني كلاب قبيلة بنجد فسبى منهم جماعة وقتل آخرين.

ثالثًا: سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة بفدك ومعه ثلاثون رجلا. فلما وصلوا إلى محل القوم لقوا رعاء الشاء فاستاق بشير النعم والشاء وانحدر إلى المدينة ثم أدركه العدد الكثير من بني مرة عند الليل فباتوا يرمونه بالنبل حتى نيل أصحابه فأصيبوا وولى منهم من ولى وجرح بشير وعاد إلى المدينة بصعوبة.

إرسال الرسول - صلى الله عليه وسلم - أبا قتادة إلى غطفان سنة 8هـ

أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا قتادة - رضي الله عنه - إلى نجد ومعه خمسة عشر رجلا وأمره أن يشن الغارة على غطفان بأرض محارب فقاتلهم وسبى سبيًا كثيرا واستاق النَّعَم.

وفاة أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة 9هـ

في شعبان منها أي من هذه السنة توفيت أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب وقيل غسلها نسوة من الأنصار فيهم أم عطية.

قلت وهذا ثابت في الصحيحين وثبت في الحديث أيضا أنه - عليه السلام - لما صلى عليها وأراد دفنها قال: «لا يدخلها أحد قارف الليلة أهله» فامتنع زوجها عثمان لذلك ودفنها أبو طلحة الأنصاري - رضي الله عنه - (ويحتمل أنه أراد بهذا الكلام من كان يتولى ذلك ممن يتبرع بالحفر والدفن من الصحابة كأبي عبيدة وأبي طلحة ومن شابههم فقال لا يدخل قبرها إلا من لم يقارف أهله من هؤلاء إذ يبعد أن عثمان كان عنده غير أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا بعيد والله أعلم).

ثورة الخوارج على علي بن أبي طالب سنة 83هـ

في شعبان ثارت الخوارج وخرجوا على علي وأنكروا عليه كونه حكم الحكمين وقالوا: حكمت في دين الله الرجال والله يقول: إن الحكم إلا لله فناظرهم ثم أرسل إليهم عبد الله بن عباس فبين لهم فساد شبهتهم وفسر لهم واحتج بقوله - تعالى -: {يحكم به ذوا عدل منكم} وبقوله: {فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها} فرجع إلى الصواب منهم خلق وسار الآخرون فلقوا عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه امرأته فقالوا: من أنت فانتسب لهم فسألوه عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فأثنى عليهم كلهم فذبحوه وقتلوا امرأته وكانت حبلى فبقروا بطنها وكان من سادات أبناء الصحابة. انتهى.

وهكذا يفعل غلاة الفرق المنحرفة هذه الأفعال الشنيعة مع أهل السنة في زمننا الحاضر، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وفاة سفيان الثوري - رحمه الله - سنة 161هـ

وفي شعبان توفي الإمام العالم أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الكوفي الفقيه سيد أهل زمانه علما وعملا وله ست وستون سنة. روى عن عمرو بن مرة وسماك بن حرب وخلق كثير.

قال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومئة ما فيهم أفضل من سفيان الثوري.

وقال شعبة ويحيى بن معين وغيرهما: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.

وقال أحمد بن حنبل: لا يتقدم سفيان في قلبي أحد.

وباء الجراد سنة 864هـ

قال ابن الجوزي جاء جراد في شعبان بعدد الرمل والحصا فأكل الغلات وآذى الناس وجاعوا فطحن الخروب بدقيق الدخن فأكلوه ووقع الوباء ثم منع الله الجراد من الفساد وكان يمر ولا يضر فرخصت الأسعار.

وفاة الإمام السخاوي - رحمه الله - سنة 209هـ

في يوم الأحد. وقت العصر الثامن والعشرين من شهر شعبان، توفي الشيخ العلامة الرحَّالة الحافظ أبو عبد الله السخاوي الأصل. القاهري. الشافعي بالمدينة الشريفة حال مجاورته الأخيرة بها وعمره إحدى وسبعون سنة، وصُلى عليه بعد صلاة الصبح يوم الاثنين ثاني تاريخه بالروضة الشريفة ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام مالك وكان جنازته حافلة ولم يخلفه بعده مثله في مجموع فنونه، حفظ القرآن العظيم وهو صغير وجوَّده ثم حفظ المنهاج وألفية ابن مالك والنخبة وألفية العراقي وشرح النخبة وغالب الشاطبية ومقدمة الشاوي في العروض وكلما انتهى حفظه لكتاب عرضه على شيوخ عصره. وبرع في الفقه والعربية والقراءة وغيرها وشارك في الفرائض والحساب والميقات وأصول الفقه والتفسير وغيرها، وأما مقروآته ومسموعاته فكثيرة جدًا لا تكاد تنحصر وأخذ عن جماعة لا يحصون حتى بلغت عدة من أخذ عنهم زيادة على أربعمائة نفس. وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس والإملاء وسمع الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب بن حجر وأقبل عليه بكليته إقبالا يزيد على الوصف حتى حمل عنه علما جما. ا. هـ

ومع كل هذه العلوم والفنون والمحفوظات والمتون، والمقروء والمسموع والشيوخ والتلاميذ، تجد أغيلمة في العصور المتأخرة يصادرون علمهم وفقههم بحجة أننا بشر مثلهم، نفهم كما فهموا ونقول كما قالوا! في الوقت الذي لم يحفظ أحدهم كتاب الله ولم يفسره، ولم يحفظ متنًا من أحاديث رسول الله، ولا شيوخ له ولا تلاميذ إلا أمثاله، وإلى الله المشتكى.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply