المصاب الجلل (وفاة النبي صلى الله عليه وسلم )


  

بسم الله الرحمن الرحيم

أهمية الحدث

- يجتمع في شهر ربيع الأول أحداث ثلاثة، وهي مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهجرته إلى المدينة، ووفاته - صلى الله عليه وسلم -. ولا ريب أن كلاً منها كان حدثاً مباركاً في حياة المسلمين.

 

- ويوافق بعض المسلمين النصارى وغيرهم من الوثنيين، فيجعلون حدث المولد أهم الأحداث الثلاثة، بل ويعتبره بعضهم أهم أحداث السيرة النبوية قاطبة.

 

- والحق أن ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - حدث مبارك، حيث أشرق النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأرض بطلعته - صلى الله عليه وسلم -، لكن هذا الحدث ليس له تميز عن سائر ولادات الناس لو لم يبعث ويرسل - عليه الصلاة والسلام -.

 

- والحدث الأهم من ولادته هو هجرته - صلى الله عليه وسلم - التي أوجدت لنا المجتمع المسلم والدولة المسلمة التي استمرت قروناً طويلة، وقدمت للإنسانية حضارة فريدة على مرّ الزمن، ولأهمية هذا الحدث أرخ به عمر بن الخطاب والمسلمون بعده التاريخ الإسلامي. وقد روى ابن أبي شيبة عن الشّعبيّ \" أنّ أبا موسى كتب إلى عمر: إنّه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر النّاس، فقال بعضهم: أرّخ بالمبعث، وبعضهم أرّخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرّقت بين الحقّ والباطل فأرّخوا بها. [المصنف 7/26]

 

- والحدث الأهم في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي وفاته - عليه الصلاة والسلام -، لأن وفاته - صلى الله عليه وسلم - ليست كوفاة سائر الناس، ولا كسائر الأنبياء، إذ بموته - صلى الله عليه وسلم - انقطعت النبوات، وانقطع خبر السماء ووحي الله عن الأرض.

 

- وقد نبه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عظم هذه المصيبة التي حلت بالمسلمين فقال ((يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي))[ابن ماجه ح1599] قال السندي (فليتعزّ) ويخفّف على نفسه مؤنة تلك المصيبة بتذكّر هذه المصيبة العظيمة، إذ الصّغيرة تضمحلّ في جنب الكبيرة فحيث صبر على الكبيرة لا ينبغي أن يبالي بالصّغيرة. [حاشية السندي على ابن ماجه ح1599]

 

- وهاهي أم أيمن - رضي الله عنه - بكت حين مات النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل لها تبكين فقالت: (إني والله قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيموت ولكن إنما أبكي على الوحي الذي انقطع عنا من السماء) [أحمد ح12179]

 

- عن أبي بردة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) [مسلم ح2531] قال النووي ((وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون)) أي من الفتن والحروب، وارتداد من ارتدّ من الأعراب، واختلاف القلوب، ونحو ذلك ممّا أنذر به صريحًا، وقد وقع كلّ ذلك. [شرح النووي 8/316]

 

قال أبو العتاهية:

اصـبر لكل مصيبـة وتجلـد *** واعلم بأن المـرء غير مخلـد

واصبر كما صبر الكـرام فإنها  *** نوب تنوب اليوم تكشف في غد

أو ما ترى أن المصائب جمـة  *** وترى المنية للعبـاد بمرصـد

فإذا أتتك مصيبـة تشجى بهـا  *** فاذكـر مصابك بالنبي محمـد

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply