روى جبير بن مطعم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إني أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يُمحى به الكفر وأنا الحاشر الذي أحشر الناس وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي] صحيح مُتّفق عليه.
وروى أبو موسى عبد الله بن قيس قال: \" سمى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه أسماءً منها ما حفظنا فقال: أنا محمد وأنا أحمد والمقفى ونبي التوبة ونبـــــــــــــــي الرحمة \". وفي رواية \" ونبي الملحمة \" وهي المقتلة \" صحيح رواه مسلم. وروى جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أنا أحمد وأنا محمد وأنا الحاشر وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر فإذا كان يوم القيامة كان لواء الحمد معي وكنت أمام المرسلين وصاحب شفاعتهم]. وسماه الله في كتابه العزيز: بشيراً ونذيراً، ورؤوفاً رحيماً ورحمة للعالمين.
ونشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتيماً يكفله جدّه عبد المطلب، وبعده عمّه أبو طالب بن عبد المطلب، وطهره الله - عز وجل - من دَنَس الجاهلية ومِن كُل عيب، ومنحه كل خُلُقٍ, جميل حتى لم يكن يُعرف بين قومه إلا بالأمين لِمَا شاهدوا من أمانته وصدق حديثه وطهارته.
فلمّا بلغ اثنتي عشرة سنة خرج مع عمّه أبي طالب إلى الشام حتى بلغ بُصرى فرآه بحيرا الراهب فعرّفه بصفته فجاء وأخذ بيده وقال: هذا سيِّد العالَمِين هذا رسول الله هذا رسول ربّ العالمين هذا يبعثه رحمة للعالمين
فقِيل له: وما عِلمك بذلك؟
قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبقَ شجرة ولا حجرٌ إلاّ خرَّ ساجداً ولا يسجدون إلا لنبيّ. وإنا نجـــــــده في كتبنا، وسأل أبا طالب فردّه خوفاً عليه من اليهود، ثم خرج ثانياً إلى الشام مع ميسرة - غلام خديجة - رضي الله عنها - في تجارة لها قبل أن يتزوّجها، حتى بلغ إلى سوق بصرى فباع تجارته، فلما بلغ خمساً وعشرين سنة تزوّج خديجة - عليها السلام -، فلما بلغ أربعين سنة اختصّه الله بكرامته، وابتعثه برسالته أتاه جبريل وهو بِغَار حراء - جبل بمكّة - فأقام بمكة ثلاث عشر سنة، وقيل خمس عشرة سنة، وقيل عشراً والصحيح الأوّل وكان يصلِّي إلى بيت المقدس مدّة إقامته بمكّة ولا يستدبر الكعبة يجعلها بين يديه، وصلى إلى بيت المقدس أيضاً بعد قدومه المدينة ومعه أبوبكر الصدِّيق، وولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي وهو كافر ولم يعرف له إسلام فأقام بالمدينة عشر سنين وتوفي وهو ابن ثلاث وستين، وقيل خمس وستين، وقيل ستين والأوّل أصحّ، وتوفي يوم الأثنين حين اشتد الضُحى لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل، وقيل لليلتين خلتا منه، وقيل لإستهلال شهر ربيع الأول، ودُفن ليلة الأربعاء، وقيل ليلة الثلاثاء، وكانت مدة عِلَّتِهِ اثني عشر يوماً، وقيل أربعة عشر يوماً، وغسَّلَهُ علي بن أبي طالب، وعمّه العبّاس، والفضل بن العبّاس، وقُثم بن العباس، وأسامة بن زيد، وشقران مولاه، وحضرهم أوس بن دؤلي الأنصاري وكفّن في ثلاثة أثواب بيض سحولية من ثياب سحول بلدة باليمن ليس فيه قميص ولا عمامة، وصلّى عليه المسلمون أفذاذاً لم يؤمّهم عليه أحد وفرش تحته قطيفة حمراء كان متغطاها، ودخل قبره العباس وعلي والفضل وقثم وشقران وأطبق عليه تسع لبنات ودُفِن في الموضع الذي توفّاه الله فيه حول فراشه وحضر له ولحّد في بيته الذي كان بيت عائشة ثم دُفِن معه أبوبكر وعمر - رضي الله عنهما -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد