وبهذا الفتح دانت للإسلام جموع العرب، ودخلوا في دين الله أفواجاً. غير أن قبيلتي هوازن وثقيف أخذتهم العزة والأنفة وتجمعوا لحرب المسلمين في مكة، فلما سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج لهم في اثني عشر ألف مقاتل (وهو أكثر جنده - عليه الصلاة والسلام -)، فلما وصل جيش المسلمين إلى وادي حنين كان العدو كامناً في شعابه، فقاموا على المسلمين قومة رجل واحد قبل أن يتمكن المسلمون من تهيئة صفوفهم، فانهزمت مقدمة جيش المسلمين، وكاد جيش المسلمين يتفرق مع كثرة عدده، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس أن ينادي في جيش المسلمين بالثبات، فاجتمعوا واقتتل الفريقان، ولم تمض ساعات حتى انهزم الأعداء هزيمة شديدة، وقد قتل من ثقيف وهوازن نحو سبعين، وغنم المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح وإبل.
ثم توجه رسول الله - صلى عليه وسلم - إلى ثقيف بالطائف فحاصرها مدة ولم يفتحها، وبعد رجوعه منها أتاه وهو بالجعرانة وفود من هوازن يلتمسون منه رد نسائهم وأبنائهم الذين سباهم المسلمون، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ما كان لي ولبني عبد المطلب فقد رددته إليكم. فقال المهاجرون والأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فرُدَّت إلى هوازن نساؤهم وأبناؤهم.
ثم قام - عليه الصلاة والسلام - من الجعرانة إلى مكة معتمراً، فأدى العمرة وعاد بعد ذلك إلى المدينة، فوصلها لست بقين من ذى القعدة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد