حملة رسالة الإسلام الأولون وما كانوا عليه من المحبة والتعاون على الحق والخير وكيف شَوَّه المغرضون جمال سيرتهم


  

بسم الله الرحمن الرحيم

روى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم\"، (قال عمران بن حصين: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً) \"ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن\".

وروى البخاري مثله بعده عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وحديث ابن مسعود هذا عند الإمام أحمد أيضاً في مسنده، وفي صحيح مسلم، وفي سنن الترمذي. وروى مسلم مثله في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -.

فالهدى كل الهدى، مما لم تر الإنسانية مثله - قبله ولا بعده- هو الذي تلقاه الصحابة عن معلِّم الناس الخير. وكان الصحابة به خيَر أمةِ محمد - صلى الله عليه وسلم - بشهادته هُوَ لَهمº وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما الذين يدَّعون خلاف ذلك فهم الكاذبون.

إن الخير كل الخير فيما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن الدين كل الدين ما اتبعهم عليه صالحو التابعين، ثم نشأ على آثارهم التابعون لهم بإحسان.

ومن أحطِّ أكاذيب التاريخ زَعمُ الزاعمين أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يضمر العداوة بعضهم لبعض، بل هم كما قال الله - سبحانه - عنهم في سورة الفتح: (أِشِدَّاءُ على الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم) وكما خاطبهم رَبٌّنا في سورة الحديد: (وَلِلَّهِ مِيراثُ السماواتِ والأرضِ لا يَستَوي مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَقاتَلَ أُولَئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذينَ أنفَقُوا مِن بَعدُ وقاتَلوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الحُسنى) ولا يخلف الله وعده. وهل بعد قول الله - عز وجل - في سورة آل عمران: (كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ, أُخرِجَت لِلنَّاسِ) يبقى مسلماً من يكذِّب ربَّه في هذا، ثم يكذِّب رسولَه في قوله: “خَيرُ أمَّتي قرني، ثم الذين يلونهم..”؟!

 

في صدر هذه الأمة حفظ الله كتابه بحفظته أميناً على أمين، حتى أدوا أمانة ربهم بعناية لم يسبق لها نظير في أمة من الأمم، فلم يفرطوا في شيء من ألفاظ الكتاب على اختلاف الألسنة العربية في تلاوتها ونبرات حروفها، وتنوّع مدودها وإمالاتها، إلى أدق ما يمكن أن يتصوره المتصور، فتم بذلك وعدُ الله - عز وجل - في سورة الحجر: (إنَّا نحنُ نزَّلنا الذِّكر وإنَّا له لحافِظون).

 

ومن صدر هذه الأمة تفرّغ فريق من الصحابة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply