الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لاشك أن أحداث التاريخ الإسلامي كثيرة ومشوقة في نفس الوقت، وأكاد أجزم بأن الكثير من المسلمين اليوم يجهلون تلك الأحداث ناهيك عن وقتها أو زمانها.. والعمل الذي طلبت القيام به أخي عمل جيد ومفيد وذلك لربط الجيل المسلم بالأحداث الإسلامية طوال العام بدلاً من ربطه بتفاهات لا تفيده بل قد تضره..
و قبل أن أبدأ الموضوع أود أن أذكر نبذة مختصرة عن: بدأ التدوين والتأريخ للأحداث بالسنة الهجرية..
كان العمل بالتأريخ الهجري في السنة السادسة عشر وقيل السابعة عشر من خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
أخرج البخاري عن سهل بن سعد قال: ما عدوا من مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة. [انظر الفتح (7/314)].
و أفاد السهيلي في الروض الأنف (4/255) أن الصحابة أخذوا التأريخ بالهجرة من قوله- تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم} لأنه من المعلوم أنه ليس أول الأيام مطلقاً، فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر وهو أول الزمن الذي عز فيه الإسلام، وعبد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه آمناً، وابتداء المسجد، فوافق رأي الصحابة ابتداء التاريخ من ذلك اليوم.
و قد أبدى بعضهم للبدء بالتأريخ بالهجرة مناسبة فقال: كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها أربعة: مولده ومبعثه وهجرته ووفاته، فرجح عندهم جعلها من الهجرة لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه، فانحصر في الهجرة، وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة، فكان أول هلالاً استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم.
و ذكروا في سبب عمل عمر - رضي الله عنه - التاريخ أشياء، ذكرها ابن حجر - رحمه الله - في الفتح (7 / 315)، منها: -
ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه ومن طريق الحاكم من طريق الشعبي (أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرخ بالمبعث، وبعضهم أرخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان، فقال عمر: بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم، فاتفقوا عليه).
وروى أحمد وأبو عروبة في الأوائل والبخاري في الأدب والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال: رفع لعمر صك محله شعبان، فقال: أي شعبان، الماضي أو الذي نحن فيه، أو الآتي؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم، فيقال إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده، فكرهوا ذلك، ومنهم من قال: أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر، فكرهوا ذلك، وقال قائلون: أرخوا من مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال آخرون من مبعثه - عليه السلام -، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث. فاستحسن ذلك عمر والصحابة، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق ابن سيرين قال: قدم رجل من اليمن فقال: رأيت باليمن شيئاً يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا، فقال عمر: هذا حسن فأرخوا، فلما أجمع على ذلك قال قوم: أرخوا للمولد، وقال قائل: للمبعث، وقال قائل: من حين خرج مهاجراً، وقال قائل من حين توفي، فقال عمر: أرخوا من خروجه من مكة إلى المدينة، ثم قال: بأي شهر نبدأ؟ فقال قوم: من رجب، وقال قائل: من رمضان، فقال عثمان: أرخوا من المحرم فإنه شهر حرام وهو أول السنة ومنصرف الناس من الحج، قال وكان ذلك سنة سبع عشرة وقيل سنة ست عشرة في ربيع الأول.
وروى الحاكم في المستدرك (3/14) عن سعيد بن المسيب قال: جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ، فقال علي: من يوم هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وترك أرض الشرك، ففعله عمر.
فاستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم -، وأن علي - رضي الله عنهم - أشار بالتأريخ من الهجرة.
وحول وضع التاريخ الهجري راجع تاريخ الطبري (4/38) والبداية والنهاية (3/206) والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي (ص 78) وللإمام السيوطي - رحمه الله - رسالة بعنوان: الشماريخ في علم التاريخ.
أحداث السنة الأولى للهجرة:
بداية أود أن أنبه على شيء مهم وهو: أنني سأذكر بعض الأحداث التي حدثت في أوائل السنة الرابعة عشر من البعثة، وبالأخص شهر المحرم وشهر صفر، لأنهما يدخلان ضمن السنة الأولى للهجرة إذا أخذنا بظاهر الأمر إذ أنه كما سبق أن ذكرت في الحلقة التمهيدية أن الصحابة أرخوا من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، لكنهم أخروا ذلك إلى المحرم لكونه أول السنة ومنصرف الناس من الحج، وبذلك يدخل شهر المحرم وصفر ضمن السنة الأولى..
لذا سأذكر الأحداث مشيراً إلى ما يعرف منها باليوم والشهر والسنة قدر المستطاع.. ثم يقوم من أراد طباعته والاستفادة منه بأن ينقله إلى صفحة الورد وهناك يمكنه أن ينشئ جدولاً بكل سهولة، ويدخل البيانات فيه حسبما يريد.. وإذا ما أراد أن يحدث أولاده أو أصدقاءه عن هذه الأحداث فإنه يستطيع بعدها أن يفصل فيها ويتوسع حسبما يريد لأنه قد علم أن الحدث الفلاني وقع في تلك السنة وفي ذلك الشهر وهكذا.. والبيانات التي سيدخلها في الجدول هي: (اليوم / الشهر / السنة / الحدث / ملاحظات).
ففي خانة (اليوم والشهر والسنة والحدث)، يكتب ما سأذكره من تواريخ وأحداث، أما في خانة (الملاحظات) فإنه يذكر أي ملاحظة يريد أن يكتبها، كخلاف في تاريخ حدث معين أو مولد أو وفاة شخص ما مثلاً حتى يكون على بينة، وهكذا..
و لنبدأ بالأحداث التي جرت في السنة الأولى للهجرة.. بدأً بشهر الله المحرم..
لا تذكر لنا كتب التاريخ والسير أي خبر بالتحديد وقع في هذا الشهر، ولكن من خلال الأحداث التي سنذكرها نستطيع أن نستنتج أن أغلب الأحداث التي وقعت في هذا الشهر هي هجرة المؤمنين من مكة إلى المدينة سراً فراراً بدينهم.
أما الأحداث التي وقعت في شهر صفر وبالتحديد في يوم الخميس السادس والعشرين من هذا الشهر سنة أربع عشرة من المبعث، أي بعد شهرين ونصف تقريباً من بيعة العقبة الثانية، وذلك أن بيعة العقبة الثانية الكبرى كانت في ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة، عقد زعماء قريش اجتماعاً خطيراً في دار الندوة ليتشاوروا في أنجح الوسائل للتخلص من الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وفي نفس الشهر والأقرب أنه في نفس اليوم أذن للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إلى يثرب..
أما الأحداث التي وقعت في شهر ربيع الأول فهي وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة أربع عشرة من المبعث وهي السنة الأولى من الهجرة، إلى يثرب ونزوله في قباء في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم لمدة أربع عشرة ليلة، فيها أسس مسجد قباء.
وفي يوم الجمعة السادس والعشرون من نفس الشهر دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة بعد أن صلى الجمعة في بني سالم بن عوف.
أما بخصوص الشهور التي تلت شهر ربيع الأول وهي ربيع الثاني وجمادى الأول وجمادى الثاني رجب، فإن أغلب أهل السير لا يذكرون أحداثاً معينة وقعت خلالها، لكن نستطيع أن نخمن أن بعض الأحداث التي سبقت المؤاخاة وبناء المسجد قد وقعت في تلك الشهور وهي: نزول النبي- صلى الله عليه وسلم- في دار أبي أيوب الأنصاري ومرض بعض الصحابة مثل أبي بكر وبلال- رضي الله عنهما-، والتجهز لبناء المسجد النبوي الشريف، وإسلام عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -.
أما الأحداث التي وقعت في شهر شعبان، فإن الروايات التاريخية لا تختلف في أن المؤاخاة وقعت في السنة الأولى للهجرة، لكنها تختلف إن كان ذلك بعد بناء المسجد في المدينة أو خلاله بنائه، ويحدد ابن عبد البر التاريخ بأنه بعد الهجرة بخمسة أشهر، أي أنه في شهر شعبان، وهناك روايات تذكر أن المؤاخاة كانت في المسجد، وهذا يفيد أن المؤاخاة وقعت بعد بناء المسجد أو أثناء بنائه، وقد استغرق بناء المسجد اثني عشر يوماً، كما وأن الأذان شرع في هذا الشهر أيضاً. أما بخصوص صحيفة الموادعة مع اليهود، فإن كتب السير تذكر أنها كتبت قبل غزوة بدر وقبل إرسال السرايا الأولى، ومن المعلوم أن سرية حمزة كانت في رمضان (سنة 1 هـ) أي قبل غزوة بدر بسنة وأيام، فإن هذا يؤكد أن كتابة هذه الوثيقة على أقرب تقدير أنها في شهر شعبان أيضاً من السنة الأولى للهجرة.
أما الأحداث التي وقعت في شهر رمضان من هذه السنة، فأولى هذا الأحداث هو إرسال سرية حمزة بن عبد المطلب وهي سرية سيف البحر.
وعن الأحداث التي وقعت في شهر شوال، فهي مولد عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه -، ووفاة كلثوم بن الهدم الذي نزل عنده النبي - صلى الله عليه وسلم - في قباء، ومات أيضاً في هذا الشهر أسعد بن زرارة.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر ذي القعدة وذي الحجة، لذا نتوقف نحن إلى هنا، والله أعلم والحمد لله رب العالمين..
أحداث السنة الثانية:
لا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر محرم..
أما الأحداث التي وقعت في شهر صفر فهي أولى غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي غزوة الأبواء (ودّان). وفيه أيضاً كانت سرية عبيدة بن الحارث إلى رابغ. وفيه تزوج علي - رضي الله عنه - بفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
و في شهر ربيع الأول وقعت غزوة بُواط من ناحية رضوى. وأيضاً وقعت في هذا الشهر غزوة سفوان (بدر الأولى بدر الصغرى).
وفي شهر جمادى الأولى ولد النعمان بن بشير الأنصاري - رضي الله عنه - وهو أول مولود من الأنصار.
أما الأحداث التي وقعت في شهر جمادى الآخرة فهي غزوة العشيرة.
و في آخر شهر رجب وقعت سرية نخلة بقيادة عبد الله بن جحش.
وفي النصف من شهر شعبان من هذه السنة حولت القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، بعد أن صلى النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً.
و في هذه السنة أيضاً فرض الصيام لكنهم اختلفوا في الشهر التي فرض فيه، قيل أنه فرض في نفس الشهر الذي حولت فيه القبلة أي أنه في شهر شعبان.
و في شهر رمضان وبالتحديد في يوم (17) كانت غزوة بدر الكبرى. واستشهد فيها: عمير بن أبي وقاص وعبيد بن الحارث بن عبد المطلب وعاقل بن أبي البكير، ومِهجَع بن صالح مولى عمر، وهو أول قتيل بين الصفين يوم بدر، وصفوان بن بيضاء، وسعد بن خيثمة، ومبشر بن عبد المنذر وحارثة بن سراقة وعوذ ومعوذ أبنا عفراء وعمير بن الحمام ورافع بن المعلى ويزيد بن الحارث بن فُسحم، فهؤلاء الذين استشهدوا في هذا الغزوة فرحمة الله عليهم. وفيها ماتت رقية بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- زوج عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
و في نفس الشهر وبالتحديد في يوم (25) وبالتحديد بعد عودته من بدر مباشرة، كانت سرية قتل عصماء بنت مروان التي كانت ممن يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعيب الإسلام وتحرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالت في ذلك شعراً.
و في شهر شوال من نفس السنة كانت غزوة بني سليم بالكُدر. وفي نفس الشهر كانت سرية سالم بن عمير لقتل أبي عَفَك. وفي يوم السبت للنصف من شوال من نفس السنة كانت غزوة بين قينقاع، وفي هذا الشهر حدثت مؤامرة لاغتيال الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قبل عمير بن وهب وصفوان بن أمية.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت بالتحديد في شهر ذي القعدة..
أما عن الأحداث التي وقعت في شهر ذي الحجة فهي غزوة السَّوِيق وبالتحديد في يوم (5) من هذا الشهر. وفي نفس الشهر توفي عثمان بن مظعون، وهو الذي رد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- التبتل وشهد بدراً مع الرسول صلى الله علية وسلم. وتذكر كتب السير أيضاً أن علياً -رضي الله عنه- قد بنى بفاطمة في هذا الشهر، وقد تقدم أن علياً تزوج بفاطمة، في صفر من هذه السنة، وهذا يخالف ما تقدم إلا إذا حملنا التزويج على العقد والبنا على الدخول.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً أخرى وقعت في هذا الشهر.. وإلى هنا نأتي إلى نهاية أحداث هذه السنة..
أحداث السنة الثالثة:
في منتصف المحرم كانت غزوة قَرقَرة الكَدَر مع بين سُليم وغطفان وبعض القبائل الأخرى.
ولا تذكر لنا كتب السير أي أحداث جرت في شهر صفر.
أما عن الأحداث في شهر ربيع الأول فهي خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- لغزوة ذي أَمَر وكان ذلك لثنتي عشرة ليلة مضت من هذا الشهر.
وفي نفس الشهر تزوج عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بأم كلثوم بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
و في نفس الشهر كان قتل كعب الأشراف بعد أن أهدر الرسول -صلى الله عليه وسلم- دمه حينما أخذ يقرض الشعر متشبباً بنساء المسلمين، وكان ذلك لأربع عشرة ليلة مضت من هذا الشهر.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر ربيع الثاني..
أم أحداث شهر جمادى الأولى فهي غزوة بُحَران أو الفُرُوع من بُحران.
وفي شهر جمادى الآخرة كانت سرية القَرَدَة. وفيها دخلت أم كلثوم بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- على عثمان بعد أن تزوجها في شهر ربيع الأول.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر رجب وشعبان.
وفي شهر رمضان وبالتحديد ليلة النصف منه ولدت فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنها الحسن -رضي الله عنهما-.
أما في شهر شوال وعلى أقرب تقدير في يوم السبت للنصف من شوال كانت غزوة أحد. وفيها استشهد كل من: حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان ومصعب بن الزبير، وفيها أيضاً قتل اليمان أبو حذيفة -رضي الله عنهما-، قتله المسلمون وهم لا يعرفونه، واستشهد فيها أيضاً سعد بن الربيع وعبد الله بن عمرو بن الجموح وعمرو بن الجموح وحنظلة بن أبي عامر وعمرو بن معاذ ومالك بن سنان وهو والد الصحابي أبو سعيد الخدري وأنس بن النضر..
وفي نفس الشهر لست عشرة ليلة مضت منه كانت غزوة حمراء الأَسَد.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في بقية الشهور.. ونتوقف نحن بدورنا..
أحداث السنة الرابعة:
فمن الأحداث التي وقعت في شهر محرم وبالتحديد في هلال المحرم، سرية أبي سلمة، وكانت بسبب تجرؤ بعض الأعراب القاطنون حول المدينة بمهاجمة المدينة لما سمعوا بما أصاب المسلمين في أحد.
وفي نفس الشهر وبالتحديد في الخامس من المحرم، كانت سرية عبد الله بن أُنيس، لقتل خالد بن سفيان بن نُبيح الهذلي بنخلة أو بعُرنة من عرفات، وذلك لأن خالداً كان يجمع الناس ليغزو بهم المدينة.
وفي شهر صفر كانت سرية الرجيع.. وفيها استشهد كل من: مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخالد بن أبي البكير.
في الشهر ذاته كانت سرية بئر معونة.. استشهد فيها سبعين من خيار الصحابة -رضي الله عنهم- عرفوا بالقراء.. كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل وينفقون ثمن حطبهم على أهل الصفة.. منهم: المنذر بن عمرو الأنصاري، والحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، والحكم بن كيسان.
وفيها أسر خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة -رضي الله عنهما-، أسرهما المشركون يوم الرجيع وباعوهما على أهل مكة وقتلوهما صبراً سنة خمس، وسيأتي.
وفي شهر ربيع الأول، كانت غزوة بني النضير.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر ربيع الثاني..
وشهر جمادى الأولى مات عبد الله بن عثمان بن عفان وهو يومئذ ابن ست سنين، وهو ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقية.
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر جمادى الآخرة ورجب..
أما عن الأحداث التي وقعت في شهر شعبان فهي غزوة بدر الموعد.. وفيها أيضاً ولد الحسين بن علي -رضي الله عنهما-..
ملحوظة: هناك خلاف حول تحديد تاريخ معين لغزوة ذات الرقاع، لكن الراجح والله أعلم أنها قبل غزوة الخندق وبعد غزوة بني النضير..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد