توفي الشيخ الفاضل العالم عيسى بلقاسم الفاخري في ثاني رمضان المبارك 1420 هـ ودفن بمدينة أجدابيا شرق ليبيا وذلك بعد عمر مبارك بلغ خمسة وتسعين عاماً.
يعد الشيخ عيسى - رحمه الله - من علماء الفقه المالكي والعربية والقراءات والتاريخ والأنساب ويعتبر مرجعاً موثقاً في تاريخ الجهاد ضد الإيطاليين وتاريخ ليبيا المعاصر.
ولد الشيخ - رحمه الله - في قرية الأبيار قرب مدينة بنغازي في سنة 1904، وكف بصره صغيراً، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن على يد مشايخ بلده في أجدابيا.
وفي أثناء الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911 تعرض للأذى والاضطهاد حيث نُفي والده وفقد إخوته، ثم اضطر للهجرة إلى مصر سنة 1918 حيث أكمل حفظ القرآن وطلب العلم بالمعهد الأزهري في الإسكندرية ثم بجامعة الأزهر التي تخرج منها بتقدير عال سنة 1941 م، وعاد في نفس السنة إلى ليبيا مدرساً للعلوم الشرعية قائماً بالفتوى والدعوة والإصلاح بين الناس، ونبز آنذاك بالشيخ الوهابي لمخالفته للبدع والأباطيل الرائجة.
وعاش الشيخ - رحمه الله - بعيداً عن المناصب الحكومية زاهداً كريماً مقبلاً على التعليم والدعوة ذا يد كريمة ولسان طيب في حل المشاكل والنـزاعات بين القبائل وحباه الله بالقبول والاحترام بين الناس وقد ناله شيء من أذى الأشرار ولكن الله صرف كيدهم عنه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله الرحمة والمغفرة للشيخ عيسى وأن يقيض للبلاد من يسد النقص وينشر العلوم الشرعية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد