رأيت أن الهمة العالية ترفع مقام صاحبها، وتورثه النجاح ولا أدل على ذلك من أهل السير العطرة..خذ على سبيل المثال لا على سبيل الإجمال هذه الفوائد من سيرة الشيخ / حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله -..
أولها:
بناء الذات، وهذا من لوازم النجاح..
إذ أن الشيخ رحمة الله كان شديد الحرص على الطلب، علي حفظ كتاب الله، وكان دافعه ذاتياً..
فإن كانت لك عزيمة ذاتية صادقة في تغيير واقعك نجحت، وغيرت للأحسن...، وهذه من ميز المبرزين اللامعين في هذه الدينا..
ثانيها:
إذا توافرت الهمة، فإن النجاح حليف لصاحبها..، ولو قل المال، وضعفت راحلة الدينا..
ثالثها:
أن الذكاء والنبوغ ليس حكرا على طائفة عرقية، ولا علي بلد، أو مصر من الأمصار..
بل هو اصطفاء وانتقاء من الله جل ذكره، لكنه يحافظ عليه بأمور فيها البعد عن المعاصي والذنوب، ومنها البعد عن المشغلات من أمور هذه الدنيا، ومنها طلب الكفاية فقط في المعيشة، ومنها ترتيب الوقت، وصرف الجهد في المهم و الأهم، و هكذا...
رابعها:
الإفادة مما هو في مستطاع الإنسان، فان استغلال الموارد في الحياة مهم، فكيف به، وهو في حياة العلم والعلماء..، فضبط ما هو في اليد من المتون، وحفظ النصوص، وتعلمها وفهمها أمر هام غاية الأهمية للنجاح واللموع في هذه الحياة.
خامسها:
أن التواضع سبيل لزيادة العلم، وأن ازدياد العلم سبيل لإرغام العدى.. قال ابن الوردي:
في ازدياد العلم إرغام العدى *** وصلاح العلم إصلاح العمل
ومن تواضع فتح لنفسه مجالات لأخذ العلم عمن عاصروه بكل تواضع وسكينه، وهذا ما حصل لشيخنا حين أخذ علمه عن القرعاوي وغيره بل ومن أقرانه.
فالعلم حرب للفتي المتعالي *** كالسيل حرب للمكان العالي
هذا وهو مالقي الشيخ القرعاوى إلا وهو قد ختم القران، وجود الكتابة، وحفظ بعض المتون.. وتعلمها مع أخيه محمد رحم الله الجميع...
سادسها:
الجلد على الطلب والصبر في ذلك، وفي تعليم الناس، وفي نشر العلم، وهكذا من توفيق الله جل وعز.. فمن إحترقت بداياته أشرقت نهاياته..، وحقق مطالبه وغاياته..
سابعها:
أن الفقر مادة الكفاح، والكفاح أصل أصيل في الإبداع والتميز...، وهو أعني الفقر. يجمع قلب الإنسان، ولا يكون مشغولا بهذه الدنيا إذ أنه قد عزف عما في أيدي الناس
ثامنها:
الإلقاء ، والثبات ، لا ينفع إلا لمن وفقه الله، وكان من أهل الرسوخ في العلم الشرعي..
وقد ينتفع أجيال كثيرة بعلمه، لما رزقه الله من العلم والإخلاص، والقبول..
تاسعها:
التسهيل منهج، والتيسير على المسلمين هو سبيل أهل العلم الراسخين، وهذا من باب الرفق بأهل الإيمان، سواء في طريقة التعليم، أو التأليف، أو العبارة أو الإشارة، وهذا هو الذي يزرع حب الشريعة في قلوب العباد..، ويخلد العلم النافع.
عاشرها:
شغل الفراغ، وإشغال الزمان بما يفيد الإنسان في الدارين فان عقلاء بين ادم يمقتون الرجل الذي ليس في شغل من أشغال الدينا والآخرة...
واغتنام الدقيقة يخرج علماء ناصحين لامتهم، أصحاب همة متوافرة على البذل والعطاء لهذه الأمة..
هذه عشرة كاملة أفدتها من سيرة الشيخ حافظ رحمة الله رحمة واسعة..
فهلا نهلنا من هذه الموارد العذبة وهلا أفدنا من تجاربهم الحياتية..
لنسير على خطاهم، ونقتفي أثرهم فلا حاضر لمن لا ماضي له، والجمع بين الأصالة، والمعاصرة، هو سبيل أهل الذكاء، ولذكاء..
ليقدموا الحلول الصحيحة للأمة الإسلامية..
بأصالة في المنهج والدليل، وبروح العصر وعلومه والته..
والحقيقة:
أنى ممن أعجب بشخصيه هذا الرجل حتى رأيتنى في كل درس ومحفل أعرج على شيء من خصاله الحميدة، وأنثر شيئا من درره المجيدة...
ولقد داومت قراءة مصنفاته فرأيت جهبذاً تحريراًَ - رحمه الله - وبكل صدق وإنصاف لم يعطى قدره في هذا الزمن، ولا أدري هل الحسد هو السبب، أم ضعف الطلاب في خدمة شيخهم...، والمهم هو علاقتي مع هذا الجبل العظيم...
فتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد