رجال دين أبنوا عبد العزيز الهدة والجهراء احتضنت جثمانه وفاته مصاب جلل..وحياته مثال في خدمة المسلمين
فقدت الكويت داعية من دعاتها المعروفين الذين بذلوا علمهم ووقتهم ومالهم في سبيل الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إثر سكتة قلبية دهمته.
واحتضنت مقبرة الجهراء جثمان الفقيد الشيخ عبد العزيز الهدة، الذي كان يرأس فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في محافظة الجهراء، ولجنة الدعوة والإرشاد في الفرع نفسه، وهو عضو في لجنة الإفتاء في جمعية إحياء التراث الإسلامي، وخطيب جامع مبارك العيار في منطقة الجهراء، ومدير لإحدى المدارس الثانوية في الجهراء، كذلك له العديد من المؤلفات، أغلبها تحت الطبع، مثلما له عدد من الدروس العلمية الدائمة في محافظة الجهراء، مثل شرح الروضة الندية، وتيسير السلام، وكتاب التوحيد وغيرها، وشارك بفاعلية كبيرة في مواقع الإنترنت ومنتدياتها، حتى استقر به المقام إلى الإشراف العام على موقع -منتدى الفتاوى الشرعية-.
وكان الشيخ الهدة تخرج في كلية الحديث والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة العام 1984م واشتغل بالعلم والدعوة إلى الله والعمل الخيري التطوعي منذ ذلك الوقت إلى أن وافاه الأجل.
عدد من المشايخ والعلماء أبوا إلا أن يدلوا بكلمات يرثون فيها الفقيد، إلا أن الكلمات لم تسعفهم إلا بقليل منها لشدة حزنهم وتأثرهم بوفاة الشيخ - رحمه الله - رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته:
- وقال الأمين العام للتجمع الإسلامي السلفي الشيخ خالد بن سلطان العيسى: قدر الله وما شاء فعل، بفقد الشيخ الداعية أخينا عبد العزيز الهده كان فقدا لأحد أعمدة الدعوة السلفية في الكويت وشيوخها، مشيراً إلى أن الشيخ الهدة كان - رحمه الله - قائماً بأمور هذه الدعوة وفي أشد الظروف أثناء الاحتلال العراقي وما قبله وما بعده.
- وأضاف أن الشيخ الهدة كان يقيم دروساً علمية وفي عمل دؤوب على رأس فرع جمعية إحياء التراث في الجهراء، يسعى لسد حاجة المسكين والفقير ويعمل من أجل المشروعات التي خدمت المسلمين في أنحاء العالم قائماً بأمور الدعوة والخطابة والإمامة والتدريس.. نسأل الله أن يجعل ذلك كله في ميزانه ويرفع درجته وأن ييسر للدعوة من يحمل المسيرة.. فنسأله الله له المغفرة والرحمة ولذويه الصبر والأجر.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ طارق بن سامي العيسى أن الشيخ عبد العزيز الهدة رمز من رموز الدعوة السلفية في الكويت وفقده خسارة عظيمة كبيرة ومصاب جلل أن نفقد هذا الرجل الذي له عطاء عظيم وكان ذا همة عالية، مشيراً إلى أن الهدة ضرب مثالاً يحتذى به بالعطاء والبذل من وقته وعلمه وماله.
وقال العيسى: إن الشيخ الهدة كان رئيساً لفرع الجمعية في محافظة الجهراء ما جعل هذا الفرع من أنشط الفروع التي كان لها دور كبير في إقامة الندوات والدورات العلمية والمحاضرات، لافتاً إلى أن الهدة كان شيخاً ومعلماً ومربياً، وأضاف أسس هذا الرجل دعوة الجاليات، ونشط في نشر الدعوة بين صفوفهم ثم طور العمل إلى أن أنشأ موقعاً على الإنترنت بلغ عدد زواره الملايين، مشيراً إلى أن الشيخ كان يتلقى الأسئلة والاستفتاءات بنفسه ويرد عليها.
- وأوضح أن الهدة كان حبيباً وسمحاً وغيوراً على الإسلام وكان مجاهداً في سبيل الله بالكلمة الطيبة.. فنسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يأجرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيراً منه.
- خطيب وإمام مسجد البسام في الجهراء الشيخ بدر الحجرف، أكد من جانبه على أن الشيخ الهدة منذ عرفته من السبعينات وهو رجل مجاهد يتميز في قول كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، لافتاً إلى أن الهدة منذ عرفته وهو في مجال الدعوة لم يتوان أو يتقاعس أو يتكاسل عن السير في مجال الدعوة ولم يصبه ما أصاب بعض الدعاة.
وأضاف.. كان الهدة ذا بسمة عريضة وصدر واسع، وكان ملجأ لكثير من إخوانه عندما تضيق بهم السبل وكان خطيباً بارعاً يقصده الناس من كل مكان، لافتاً إلى أن الشيخ عبد العزيز كان على درجة كبيرة من العلم، وكان موجهاً مخلصاً صادقاً.
- بدوره أبن رئيس الهيئة الإدارية لفرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في محافظة الأحمدي الشيخ يوسف حجي الحجي الشيخ عبد العزيز الهدة، الذي يعد أحد أعمدة الدعوة السلفية في محافظة الجهراء، مشيراً إلى أن الهدة كان غيوراً على دينه حريصاً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشتى الوسائل.
وأضاف.. لم يكتف الشيخ الهدة بالدعوة الفردية والخطابة والإمامة وتوعية الناس والتدريس والنظارة، وإنما اقتحم الشبكة العنكبوتية، وأضاف إلى سجله الدعوي الدعوة عن طريق الإنترنت والإجابة عن الاستفسارات التي تأتيه يومياً من شتى بقاع الأرض، ولم يكن يألو جهداً في إفادة إنسان، لافتاً إلى أن محافظة الجهراء تعرف جهود الشيخ الهدة في الدعوة والإرشاد والتعريف بالإسلام، بل الكويت كلها تعرف جهود الشيخ - رحمه الله - رحمة واسعة - وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان.
إحياء التراث نعت الشيخ الهده
- العيسى: كان رمزاً للوسطية والاعتدال
اشتهر الشيخ - رحمه الله - بدروسه في جميع مناطق الكويت وعمله الدؤوب في المجال الخيري، ويتسم - رحمه الله - باتباع المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومحاربته للبدع والخرافات والشرك بالله.
لقد احتشدت جموع المشيعين في مقبرة الجهراء حتى سدت الطرق المؤدية إلى المقبرة التي امتلأت بالمشيعين، وصلى الناس على الجنازة أكثر من مرة، حيث حالت الزحمة وكثرة السيارات دون وصولهم في الوقت المناسب، ولم يسع مكان الصلاة المخصص لجموع المصلين، فخرجوا إلى الساحة الكبيرة في المقبرة وصلوا عليه، وقد انتظر المشيعون طويلاً عند قبر الشيخ وهم يدعون له ويسألون الله له التثبيت، وقد غالب الكثير دموعهم وحشرجة صدورهم من البكاء.
والشيخ الهده نائب رئيس فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في الجهراء، ورئيس لجنة الدعوة والإرشاد، ومؤسس لجنة توعية الجاليات في الجهراء، وصاحب موقع -الجهراء نت- الذي زاره أكثر من مليوني شخص، حيث اشتهر الموقع بالردود العلمية على فتاوى الناس واستفساراتهم، وأيضاً كاتب مقال في جريدة الأنباء الكويتية.
وقال الشيخ طارق العيسى رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي: لقد كان الشيخ عبدالعزيز الهده - رحمه الله - شيخاً ومعلماً ومربياً، ما رأيت في الساحة الدعوية مثل نشاطه وعطائه ومثابرته، وكان - رحمه الله - لا يخشى في الله لومة لائم، كان صداحا بالحق في اعتدال وحكمة.
وأضاف بالقول: فقدت الجمعية برحيله علماً من أعلامها ونجماً من نجومها الذين سطعوا في سماء العلم والدعوة والعمل الخيري.
وقد ضرب بجهاده وعمله وبذله مثلاً يحتذى، حيث بذل وقته وماله لله، ولا نبالغ إذا قلنا إنه بذل كل وقته للدعوة والعمل الإسلامي، وهو بذلك يكون قدوة صالحة للشباب ونبراساً للعطاء والبذل.
- وأشار العيسى بالقول: كان الشيخ - رحمه الله - رمزاً للوسطية والاعتدال، ومواقفه لم تكن لتخالف في يوم من الأيام مواقف العلماء الكبار، وقد اكتسب ثقة أهل الخير من المحسنين، كما اكتسب ثقة طلاب العلم.
- وقال العيسى: إن الشيخ - رحمه الله - سيف على أهل البدع والشرك والخرافات، وكان يحذر منهم ويرد على شبههم، وانتهج بذلك مسلك مشايخ الدعوة السلفية، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
ولعل من أسباب قبوله عند الناس ما كان يبين من ضلال أهل الهوى والرد على شبهاتهم.
وفي آخر شهرين من حياته اعتكف الشيخ لجمع كل آثاره العلمية والشرعية ووضعها على قرص ممغنط.
ودعا الشيخ طارق العيسى إلى إطلاق اسم الشيخ عبد العزيز الهده على أحد طرق الكويت أو مدارسها أو مساجدها.
مرضه ووفاته:
وكان الشيخ الهده قد أغمي عليه قبل عشرة أيام في مقر فرع الجمعية في الجهراء، ولما كانت ليلة وفاته وبعد صلاة العشاء، شعر بألم في رجله، وهو في مقر الجمعية، وقال لأحد إخوانه: -ادعُ لي-.
وفي الثالثة قبل الفجر شعر بألم في قلبه فأيقظ أهله وأبناءه، وأوصاهم ثم كتب وصية وتلفظ بالشهادتين ونام على شقه الأيمن وأسلم الروح إلى الله.
رحم الله الفقيد الغالي وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يخلف لنا في الدعوة من أمثاله، ليكملوا مسيرة عمله، والعلماء لهم فضل عظيم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد