عالم فقدناه


  

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أعلم بمرض العلامة الشيخ عبد الرزاق العفيفي الذي أقعده عن العمل وألزمه بيته، وكنت أعلم أن عمر الشيخ كان يقارب التسعين، ولكن الاستماع إلى أخبار المرض وشدته غير الاستماع إلى خبر وفاة عالم علامة.

 

أحزنني نبأ وفاة شيخ العلماء، وأدركت أن الصفحة الأخيرة من سيرة بقية علماء السلف قد طويت، ويكاد العلماء وطلاب العلم لا يجدون شيخاً مثل العفيفي يلجأون إليه ليضع لهم الحلول الناجعة في كل مسألة عويصة شائكة... تذكرت ما رواه عطاء عن ابن عباس في تفسير قوله - تعالى -: ((أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها)). قال ابن عباس: يكون هذا بذهاب فقهائها وخير أهلها.

 

كما تذكرت قول الشاعر:

 

الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها    متى يمت عالم فيها يمت طرف

 

كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلّ بها   وإن أبى عاد في أكنافها التلف

 

كان الشيخ يبهر المستمعين بغزارة علمه، وعمق خبرته، وبعد نظرته، وحسن ربطه.. وكم تمنيت أن يكتب أو يملي مذكراته: عن برنامجه اليومي في طلب العلم الذي يختلف جملة وتفصيلاً عن برامج الجامعات والمعاهد الشرعية، وأن يكتب عن شيوخه، وتجاربه مع كبار علماء هذا العصر... ولكن الشيخ كان يرفض كتابة المذكرات، كما يرفض مجرد إجراء مقابلةº لأنه يكره الأضواء ويكره الحديث عن الذات. رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون...

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply