بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الأول (الفتاة الداعية)
إن وظيفة كل مسلم ومسلمة في هذه الحياة الدنيا أن يكون صالحاً مصلحا، وهادياً مهدياً، حاملاً لأعباء دينه، مفادياً له بماله ونفسه، وما قدر عليه حسب استطاعته، فهذا حال سلف الأمة، من الرجال والنسوة، ومن أولئك أم الحسن - رضي الله عنها - كانت من الحاملات لهم هذا الدين، ومن الباذلات كل ما في إمكانها من أجل النصرة والتمكين، ولا غرابة في ذلك وقد حوصرت مع عشيرتها في الشعب وعمرها لم يتجاوز العشر فمنذ ذلك الحين وحرقة الدفاع عن دينها وأبيها تعيش بين جنبيها، ولفاطمة الزهراء مواقف في الدفاع عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما يحكيه أهل السير في ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: بينما النبي –صلى الله عليه وسلم - ساجد يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض، أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم (عقبة بن أبي معيط) فجاء به فانتظر حتى إذا سجد النبي- صلى الله عليه وسلم - وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغني شيئاً لو كانت لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض ورسول الله ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة فطرحته عن ظهره فرفع رأسه فدعا عليهم، وفي رواية فأقبلت عليهم فاطمة تسبهم.
وهكذا حفظ لها التاريخ مشاركتها في غزوة أحد وأدت دورها الموافق لفطرتها، حيث كانت تداوي الجرحى، وتعين المرضى، أخرج الطبراني عن أبي حازم قال: لما كان يوم أحد وانصرف المشركون خرج النساء إلى الصحابة يعينونهم فكانت فاطمة فيمن خرج فلما رأت النبي- صلى الله عليه وسلم - اعتنقته وجعلت تغسل جراحاته بالماء فيزداد الدم فلما رأت ذلك أخذت شيئاً من حصير فأحرقته بالنار وكمدته حتى لصق بالجراح واستمسك الدم [1].
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد