تاريخ الإسلام في السويد


  

بسم الله الرحمن الرحيم

لا بد أنكم كلكم سمعتم بالسويد، لكن هل سمعتم عن الإسلام فيها، كيف دخل، ومن أدخله؟ وإلى أين وصل فيه الإسلام... بلد علماني يحوي مسلمون، إذن لا بد أن نعرف جميعا تاريخ الجالية الإسلامية، فهيا بنا إذن:

هاجرت أول جالية من أصول إسلامية إلى السويد بعد الحرب العالمية الثانية من فلندا، وكانت من أصول تتارية وأسسوا أول جمعية ثقافية في استكهولم، وفي الستينات هاجرت أعداد كبيرة من الأيادي العاملة من تركيا ويوغسلافيا وشمال إفريقيا وفلسطين، وشكلوا جميعا الأقلية المسلمة في السويد، حيث أقاموا الأندية الوطنية والجمعيات الدينية وبلغ عددهم في نهاية الستينات خمسة عشر ألفاً، أغلبهم من اليوغسلاف والأتراك. وفي السبعينيات تحولت الهجرة من هجرة الأيدي العاملة إلى الهجرة السياسية والإنسانية بسبب الحروب الأهلية والكوارث الطبيعية، وقدمت موجات جديدة من أوغندا وفلسطين ولبنان وسوريا وكردستان وبنغلاديش وطلبت اللجوء والإقامة واستقرت هذه المجموعات في المدن الكبرى وخاصة في العاصمة استكهولم ويتبوري ومالموا وأبسالا. ونشطت حركة إنشاء الجمعيات الثقافية والوطنية في هذه المرحلة. وتمّ تأسيس أول إتحاد إسلامي في السويد ومقره مدينة مالموا الواقعة جنوبا. واكتسب الإتحاد اعتراف الحكومة السويدية عام 1975م، وأطلق على الإتحاد اسم: (رابطة الجمعيات الإسلامية في السويد)، وما زال الإتحاد قائماً إلى اليوم.

 

وفي نهاية السبعينيات بلغ عدد المسلمين خمسين ألفاً تجمعوا في تسع جمعيات دينية في المدن الرئيسية تشكَّل منه الإتحاد المذكور وبعض الجمعيات الوطنية المستقلة. وفي الثمانينيات استمرت موجات الهجرة إلى السويد ولكن هذه المرة من مناطق أخرى مثل إيران والعراق ولبنان وإرتريا وبلغاريا ومن أكراد العراق وتركيا وباكستان ووصل عدد المسلمين في نهاية الثمانينيات إلى أكثر من مائة وخمسين ألفا، وشكلوا جمعيات جديدة، ونتيجة لهذه التطورات ولتعدد الاتجاهات الفكرية والإثنية والمذهبية توزعت الجمعيات في إتحادات ثلاثة معترف بها من الحكومة السويدية وهي: (رابطة الجمعيات الإسلامية في السويد، إتحاد مسلمي السويد، وإتحاد المراكز الثقافية الإسلامية). وقد شكّلت فيما بينها مجلساً تعاونياً لتنظيم المساعدات المالية التي تقدمها الدولة للجمعيات الإسلامية.

 

وفي التسعينيات استمرت الهجرات الجماعية إلى السويد واحتلت الجاليات البوسنية والصومالية والعراقية المراتب الأولى من حيث عدد المهاجرين شكلوا جمعيات وطنية ودينية، وظهرت اتحادات إسلامية جديدة منها: إتحاد الشباب المسلم في السويد الذي نال اعترافاً رسميا من الدولة، وفي المقابل رفضت الحكومة الاعتراف بإتحادات عديدة تشكلت حينها كإتحاد مسلمي البوسنة والهرسك، والإتحاد الإسلامي في السويد الذي أسسته جمعيات صومالية، وإتحاد طائفة الشيعة الذي أسسه مسلموا العراق وإيران ولبنان يدينون بمدهب الجعفرية الإثني عشرية الشيعي. وأبقت الاعتراف محصورًا على الإتحادان الإسلامية الثلاثة التي تمثل بمجموعها جميع المذاهب والأفكار الإسلامية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply