قرار تأريخي حازم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

زحف المغول على العالم الإسلامي بأعداد كبيرة فدمروا بغداد، وقضوا على حضارتها الإسلامية بطريقة وحشية، وانساحوا في العالم الإسلامي يفتحون المدن، ويقتلون الأبرياء دون ذنب أو جريرة، فخافهم الناس وأخذوا يستسلمون أمامهم دون قتال، فاستغل المغول ضعف الروح المعنوية لدى الناس،وروجوا إشاعة مؤداها أن المغول شعب لا يهزم، وأرسلوا رسلهم إلى مصر يطلبون استسلامها وخضوعها لهم، وإلا الحرب والقتل والدمار.

 

تسلم \"قطز\" سلطان مصر إنذار المغول، وجمع الناس للمشورة واتخاذ موقف جماعي، فألقى فيهم كلمة ذكرهم فيها بالجهاد والواجبات الملقاة على عاتقهم نحو دينهم ووطنهم، وقال: \"يا أمراء المسلمين لكم زمان تأكلون أموال بيت المال وأنتم للغزو كارهون، وأنا متوجه فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين\".

 

خرج\"قطز\"ومعه مساعده\"الظاهر بيبرس\"وخرج معه الناس بروح معنوية عالية، ورغبة صادقة في الجهاد والاستشهاد، والتقوا مع جحافل المغول في معركة\"عين جالوت\"الخالدة، حيث سطر الجيش الإسلامي ملحمة تعد من أكبر ملاحم التاريخ، فقد تحقق فيها النصر لجند الإسلام، وهزم المغول هزيمة نكراء، بحيث تغير مجرى التاريخ في تلك الفترة، فلو تحقق النصر للمغول في تلك المعركة فلربما تأخرت الحضارة البشرية سنوات وسنوات طويلة لا يعلم مداها إلا الله - سبحانه وتعالى - وبعد أن تحقق النصر للمسلمين، ترجّل\"قطز\"عن فرسه ومرّغ وجهه من تراب المعركة، وقبّل أرضها، وصلى ركعتين في أرض الميدان شكرًا لله - تعالى - الذي أعانهم على هزيمة أعدائهم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply