هل سيكون الأطفال نجوم المستقبل ؟


 بسم الله الرحمن الرحيم 

كان النجوم في السابق هم كبار السن، وأصبحنا اليوم نرى التركيز على نجوم الغناء في سن المراهقة من خلال برامج إعلامية من دون التركيز على نجوم من جوانب أخرى يبدع فيها الشاب وإني أتساءل..هل سيأتي علينا زمان يتم التركيز فيه على نجوم الغناء لسن أقل من عشر  سنوات؟ وهل سيركز الإعلام في المستقبل على النجوم من الأطفال، فيتحول هم الطفل الصغير  من التعليم إلى الترفيه والغناء حتى يكون مشهوراً في العالم!

ونبدأ نسمع عن المغني الطفل، والذي عمره سبع سنوات مثلا، ونشاهد صوره في الصفحات الأولى من الجرائد، وإذا سافر للمشاركة في حفلة يستقبل من قبل رجال الدولة في المطار، ثم  يتجمع حوله الصحافيون، وتنشر أقواله في الوسائل الإعلامية، ويحرص الكبار والمراهقون على أخذ توقيعه.

هل سنشاهد هذا المنظر في المستقبل؟!

 

هذا ما أفكر فيه، وأتخيله، فهل يشاركني القارئ هذا الخيال؟

لقد اهتم علماؤنا بالأطفال النجباء، وكتبوا عن حياتهم وسيرهم من منطلق الاستفادة التربوية، وقد ذكروا قصصاً كثيرة، ويمكن للقارئ أن يراجع كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف)، وكذلك كتاب (نجباء الأبناء) ففيهما حكايات كثيرة لأطفال متميزين علمياً وفقهياً وقيادياً، ولكن لم يمر علي كتاب (وهو وسيلة النشر الإعلامية سابقا) ذكر أطفالا نجوما في الغناء.

وإني لأتمنى أن تركز وسائل الإعلام في زماننا هذا على أطفال نجباء في المجال العلمي والقيادي ليكونوا قدوة للأطفال وليستفيد الوالدان من الأساليب التربوية التي خرجت لنا مثل هؤلاء الأطفال.

ولهذا يستطيع الوالدان أن يكتشفا همة ابنهما من حديثه إذا كان هو من الصنف القائد أو التابع،

فالطفل القائد يقول لأصحابه أثناء اللعب: من يكون معي؟ والتابع يقول: مع من أكون؟ وهناك فرق بين العبارتين، كما أن هناك فرقاً بين النفسيتين، وهذا دليل على أن هناك فرقاً بين التربيتين.

 

ومن القصص المذكورة في نجابة الأطفال أن غلاما لقي الشاعر المعروف أبا العلاء المعري،

فقال له: أنت القائل:

وإني كنت الأخير زمانه لآت  *** بمالم تستطعه الأوائل

قال أبو العلاء: نعم! فقال الطفل: إن الأوائل وضعوا ثمانية وعشرين حرفاً للهجاء، فهل لك أن تزيد عليها؟ فدهش أبو العلاء..

وأمثال هذا الطفل في زماننا كثيرون، فلو ركزنا على هذا الجانب ولفتنا نظر الوالدين إليه لأصبح عندنا جيل من الأطفال متميز قيادياً وعلمياً.

ومن لطائف هذا الجانب أنه كان في الدولة العثمانية وقف للأطفال الأذكياء ليساهم في تخريج أطفال يكونون قادة متميزين في المستقبل.

وفي نهاية هذا المقال نردد السؤال نفسه: هل سيكون الأطفال نجوم المستقبل؟

الجواب:نعم، ولكن مانتمناه أن يكونوا نجوم بناء وعمار وإضافة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply