تعظيم حق الله تعالى ودينه ورسوله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ينبغي لقادة الدعوة أن يربوا أتباعهم على تعظيم الله - تعالى - وتقديره حق قدره والإكثار من ذكره مع استحضار عظمته ورقابته - جل وعلا -، وأن تكون طاعته مقدمة على طاعة أي مخلوق.

كما ينبغي لهم أن يرسخوا في قلوب أتباعهم محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقديره وإجلاله وطاعته، وتَذَكٌّر إمامته العظمى لجميع المسلمين، وأنه قدوتهم في كل شؤون حياتهم، وأن يربوهم على تعظيم الإسلام وجعله قضيتهم الكبرى في هذه الحياة، وأن يرسخوا في اعتقادهم أنه النظام الوحيد الذي يحكم حياتهم وأن عليهم أن يرجعوا لهديه في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتهم، ولا يكفي في ذلك الوعظ البسيط المتقطع، بل لا بد من تكرار هذه المعالم بمختلف الأساليب والمناسبات حتى ترسخ في نفوسهم وتصبح مبدأ ثابتاً لهم في الحياة.

أما قادة الدعوة فإنه ينبغي أن يأخذوا حجمهم المناسب في القدوة والمحبة والاهتمام وأن لا يطغى حقهم على حق الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

إن الداعية المؤثر حينما يهدي الله - تعالى - على يديه من يشاء من الحيارى والتائهين فإنهم يشعرون على الفور بأن يداً حانية حازمة امتدت إليهم فأنقذتهـم من الهلاك.

إن الحائر التائه يشبه الذي أشفى على الغرق، فإذا بيد منقذة قد امتدت إليه وانتشلته من لجة الماء، فماذا يكون شكره لمنقذه؟.

ألا وإن الذي ينقذ الحيارى والتائهين من الهلاك الذي أشفوا عليه أعظم معروفاً وأحق بالشكر من منقذ الغرقى، ولذلك فإن من الطبيعي أن يتجه هذا المهتدي على الفور إلى تعظيم منقذه وهاديه، وأن يكون أطوع له من بنانه، فليتَّق الله هؤلاء الهداة، وليوجهوا المهتدين على أيديهم إلى تعظيم الله - تعالى - وتقديره حق قدره والاستسلام له في كل الأمور وأن يجعلوا قدوتهم الأولى والعظمى هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يبينوا لأتباعهم أن دور القادة الهداة هو دور من اكتشف طريق السعادة فدل الناس عليه، فله حقه المناسب من الاحترام والطاعة، ثم هو بدوره وبمقتضى ما يرشده إليه إيمانه يربِّي أتباعه على شكر المنعم - جل وعلا - على هذه الهداية وعلى سائر النعم، وشكر من جرى على يديه تبليغ هذه الهداية لهذه الأمة كافة - صلى الله عليه وسلم -.

وإننا حينما نتذكر سيرة رسول لله - صلى الله عليه وسلم - نجد أنه -وهو رسول الله الذي له من الحق ما ليس لأي داعية - قد ربَّى صحابته على أبلغ ما يمكن تصوره من تعظيم الله وشكره، ولذلك استقام أمرهم بعده، ورجعوا بعد هول الصدمة بتلقِّي نبأ وفاته على أعلى مستوى من القوة والسداد والحزم، وواجهوا أعظم هول مرَّ على الأمة حين ارتدت أو تمردت معظم قبائل العرب على دولة الإسلام، إلى جانب ما كان ينتظرهم من تربص دولة الروم بهم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply