محاذير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل أن نجيب على السؤال \'هل أبناؤنا في أزمة حقيقية أم عابرة؟

على الآباء والأمهات أن ينتبهوا إلى المحاذير الآتية:

[1] \'ابني لا يمكن أن يفعل هذا\':

هذه العبارة هل هي حصيلة عناية تربوية مخلصة صادقة مستمرة لسنوات طويلة قبل هذه الأزمة، وسهر الليالي وانشغال للفكر. أم هي ناشئة من العبارة نفسها من أن ابني أنا لا يفعل هذا؟ فهو ابني. وعندما نبحث عن مستند للعبارة السابقة لا نجد إلا العبارة نفسها تسند نفسها ويا له من سند واهٍ, يسقط عند أول دليل دامغ أو شبهة قوية.

 

[2] \'لقد ربينا أبناءنا جيدًا، نحن واثقون تمامًا أنهم سيحسنون التصرف\'.

إن الثقة المطلقة لا تصح إلا في التعامل مع رب العالمين - تبارك وتعالى - أما في التعامل بين البشر فقد اصطلح على تسمية من يفعل ذلك بأنه يثق بالآخر \'ثقة عمياء\' وهذا الوصف كاف لبيان حقيقتها. نحن نحذرك كذلك من أن تتحول إلى موسوس لكن أيها الأباء والأمهات \'التوازن التوازن\' هو معيار الحياة التي خلقها رب العالمين - تبارك وتعالى - وضمن لمن راعى سنة التوازن في حياته النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة. ـ إذن فالمطلوب في هذه المرحلة لمن أحسنوا حقيقة تربية أبنائهم أن يثقوا بحسن التربية لكنهم لا يغفلون عينًا بصيرة حريصة غير متربصة، وقلب داعٍ, بالهداية والثبات والحفظ، وتعامل سريع مع المواقف المختلفة بهدوء أو غضب محسوب، ومرونة حسب ما يقتضيه الموقف وتواجد مستمر للتوجيه والإشارة.

 

[3] \'أبناؤنا لا يعانون من أزمة الآن\':

هل استعددتم للمنحنيات والمنعطفات الخطرة في حياة أبنائنا وبناتنا الآتية؟ أم أننا نتعامل بمنطق اللحظة الراهنة وبعد وقوع الأزمة أو الموقف الذي نحار في التصرف فيه؟ هل راعيت أيها الأب أن ابنك على وشك الدخول في سن البلوغ فتنبهت لمعالم المرحلة واستعددت بالإجابة على الأسئلة والتدخل لشرح التغيرات المتعلقة بجسده ونفسيته، وأعنته عليها؟ هل انتبهت أيتها الأم أن ابنتك على أبواب التعرض لأول حيض لها فشرحت لها أنه سيحدث، حتى لا تصدم، وإذا حدث كيف تتعامل معه؟ ثم قبل ذلك وبعده كيف تنظر لنفسها عند حدوث هذا الحدث الهام في حياتها؟

 

[4] احذر ثورة البركان:

دعنا أيها الأب أيتها الأم لا ننتظر البركان حتى يثور، فالبركان لا يثور فجأة ولكن يكون على علامات سابقة، ولكن هل من متابع؟ فلا تخبرني أن ابنك أو ابنتك ليسا في أزمة وأنت بعيد عنهما لا تراهما إلا في اليوم مرة عند نومهم؟ أو ربما تمر الأيام والليالي لا تراهم إلا في المناسبات.

 

ليس اليتيم من انتهى أبواه *** هم الحياة وخلفاه ذليلاً

إن اليتيم الذي تلقى له *** أمًا تخلت أو أبًا مشغولاً

ونحن هنا بحاجة للتحديد الدقيق من أين تنشأ المشكلة؟ حتى يمكن حلها بسهولة ووضوح بإذن الله - تعالى -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply