ماذا بعد الكلام ...؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما إن نفتح جهاز التلفزيون حتى يطل علينا شباب وشابات شبه عرايا يتمايلون رقصا على أنغام أغنيات تجسدت فيها كل معاني الخلاعة وقلة الحياء سواء في كلامها الفاضح أو في طريقة تصويرها وفي كل يوم تظهر لنا قناة جديدة مختصة في تقديم أغاني ما يعرف بـ \" الفيديو كليب \" ولم يكتف تجار الرذيلة بتخريب الذائقة الفنية للمشاهدين بل استوردوا لنا برامج غربية وغريبة عن مجتمعنا المسلم المحافظ وهي ما تسمى ببرامج تلفزيون الواقع ولم يسلم المشاهد العربي صغيرا كان أو كبير من الانجذاب إلى تلك البرامج إلا من رحم الله وفي ظل هذه الأخطار والسموم التي تبثها القنوات الفضائية انبرى الغيورون على الدين من علماء وكتاب وتربويون يوضحون للناس أخطار هذه القنوات ويبصرونهم بما ستخلفه من عواقب وخيمة تضر بشباب الأمة وجيلها القادم.

حتى صرنا لا نكاد نقرأ صحيفة أو نستمع إلى خطاب ديني إلا ونجد تلك التحذيرات من الانزلاق في مستنقع القنوات الفضائية.

 

كثر الكلام وأصبح الجميع بما فيهم المتابع لتلك القنوات على بصيرة تامة بأخطارها الدينية والأخلاقية والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا بعد الكلام... ؟!

أما آن الأوان لنفعل شيء يوقف هذا الهدر للدين والأخلاق.. ؟!

وإلى متى سنظل أمة لا تملك غير الكلام.. ؟!

عرفنا أن هذه القنوات مضرة وأيقنا مدى خطورتها وأدركنا أننا أمة مستهدفة وأن هناك مؤامرة تحاك بليل ضد أبناء الإسلام!!

عرفنا كل هذا ولكن ما ذا فعلنا بعد أن عرفنا.. ؟

وما دمنا قد وضعنا أيدينا على موطن الداء فلماذا لا نبحث عن الدواء.. ؟ !

عدونا يحاربنا بكل أنواع الأسلحة فلماذا لا نعد له ما نستطيع من قوة لندافع بها عن أنفسنا وعن ديننا وأخلاقنا ومستقبل أمتنا ونتصدى بها لهذا الإعصار الذي سيأتي على البقية الباقية لنا من دين وأخلاق وتربية؟

إلى متى ونحن نقف مسلوبي الإرادة نندب حظنا ونتباكى على ماضينا التليد.. ؟

 

إن المهمة المنوطة الآن بعلماء الدين وكتاب الأمة ومثقفيها ورجال الأعمال و المربين والمفكرين أكبر من مجرد الاستنكار والتنديد والتحذير مطلوب منهم اليوم وبإلحاح شديد أن يقدموا حلولا مقترحة وبدائل تحل محل هذا الزحف الهمجي القادم بقوة.

ولابد أن تكون هناك قنوات فضائية تقدم لشبابنا برامج بديلة لا تقل قوة وإبهار وجذب عن تلك البرامج الهابطة التي تقدمها الفضائيات.

 

وقد يقول قائل أن هناك قنوات جيدة تقدم برامج هادفة ومفيدة وهذا صحيح لكن هذه القنوات رغم شكرنا وتقديرنا لجهود القائمين عليها تفتقر إلى عنصر هام جدا وهو عنصر الجذب والتشويق والإثارة وهذا ما اعتمدت عليه القنوات الهابطة في برامجها الهدامة لهذا لا تجد هذه القنوات إقبالا كبيرا من المشاهد ولو أجرينا إحصائية لعدد مشاهدي تلك القنوات وقارناها بعدد مشاهدي الفضائيات الأخرى لوجدنا الفرق كبير جدا لصالح القنوات الهابطة ومن هنا يصير لزاما علينا أن نستعين بأهل الخبرة لتحسين ما تقدمه القنوات الجيدة مع الابتعاد قدر الامكان عن التوجيه والنصح المباشر.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply