الفساد الإعلامي في شهر رمضان


منذ أن يبزغ استهلال قرص شهر رمضان المستدير، لا تنفك كثير من وسائل الإعلام المرئيَّة والمسموعة والمقروءة، بتقديم رصيدها الإعلامي الذي جمعته خلال عام كامل منذ أن انصرم شهر رمضان السابق، وهكذا في كل الأعوام.

تلك حالة مشاهدة يغنينا عنها الرصد والتتبع والاستقراء للكم الإعلامي المعروض الهائل، والذي يلاحظه أدنى مشاهد للقنوات الفضائية، حيث يتناوب كثير من فناني وفنانات الإعلام على بثها وإطلاقها مع بدء شهر رمضان المبارك!

ولعلِّي أستعرض شيئاً من هذا القبيل لعرض شيء مما لدى الإعلام العربي الذي يعرض علانية في شهر رمضان المبارك مع بعض (قليلات الأدب والحياء) على فضائياتنا العربية:

ثمَّ سألتها المذيعة: أنت تزوجت 3 مرات رسمياً و4 عرفياً؟ فقالت: لا بل 4 رسمياً و7 عرفياً!!

ـ وفي برنامج آخر في شهر رمضان سئلت إحدى الفاسقات عن عدد مرَّات الزواج؟ فقالت أربع رسمياً أمَّا العرفي فلا أعرف له عدداً.

 ـ يقول الدكتور أحمد المجذوب أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة في ندوة له في مجلة البيان عدد 141 ص 36: (إحدى القنوات التي كانت تقدم إعلاناً للتعارف من أجل الجنس تبدأ من الثامنة حتى الحادية عشر ثمَّ تشفّر قبل رمضان بيومين، فتحت إرسالها لمدة (24) ساعة في اليوم بأفلام جنس صارخ طوال الشهر المبارك، وظل الإرسال حتى رابع أيام العيد ثمَّ شفِّرت مرة أخرى! ويبدو أنَّ البعض اشتكى فاعتذرت القناة بأنَّ آلة التشفير تعطَّلت ولكن مراسل \"الاندبندنت\" علَّق قائلاً: لقد كان أسلوباً فجَّاً أن تظهر هذه القناة قبل رمضان بيومين ثم تذيع على مدى اليوم كله موجهة للعالم الإسلامي خلال الشهر كله، وذلك طبعاً إفساد للشباب المسلم كي ينتهك حرمة الشهر الكريم!! )

إنني أتساءل بحق: ما الذي يريده أصحاب هذه البرامج الموبوءة بالعهر والتثني، والرقص والتغني؟

وما الفائدة من عرض قصص الحب والغزل في شهر رمضان الكريم المأمور بقضاء الوقت فيه بذكر الله وعبادته والتصدق فيه وإطعام الطعام للفقراء والمساكين وخدمتهم وقضاء حوائجهم؟

إني لا أفهم من ذلك إلاَّ ما أخبرنا عنه ربّ العزة والجلال حين قال ـ وقوله الحق والصدق ـ: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).

منع الصوم عقاراً  * * * وذوي اللهو فقار

غير أنَّا سنداري* * *  فيه ما ليس يدارى

إنَّها دعوة لأصحاب هذه القنوات، ومنتجو هذه البرامج أن يعودوا إلى ربِّهم ويؤوبوا إلى بارئهم قبل أن يأتيهم الموت بغتة، فتقول نفس يا حسرتا على ما فرَّطت في جنب الله، ويا ويلتا على ما حملته من أوزاري وأوزار الذين أضللناهم بعلم وغير علم.

لا ريب أنَّ الإعلام هو السلطة الرابعة ولا أبالغ إن قلت إنَّ سلطته في هذا الزمن تعادل سلطة القوى والمنظومات السياسية، فالناس في هذا الزمن على دين إعلامهم، وما يبثّه الإعلام هو الشيء الذي ستجده مكرّساً في أخلاق الناس وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم ـ إلا ما رحم الله وقليل ما هم ـ.

ومن الملامح الهامَّة، والومضات المتواضعة التي أقدمها في ذلك:

2-محاولة تقديم البرامج المتميزة والجديدة الجادة غير المكررة فالتكرار وخصوصاً في الجانب الإعلامي يحرق الورقة التي تراهن عليها القناة الإعلامية الإسلاميَّة، أو البرامج الإعلاميَّة الإسلاميَّة في قيمة برامجها ذات الأهميَّة والتجديد المفيد.

4-الإثارة والتشويق بنَفَسٍ, إسلاميَّة مرنة ومتزنة ومنضبطة بمنهج أهل السنَّة والجماعة.

6-تقديم المباح على الأقل، وتقديم ما يثري النفس ويثيرها لطاعة الله - تعالى -، بشكل يحفِّزها على ذلك ويدفها ويدفعها للابتعاد عن المعاصي.

7-تغذية الذهن والفكر بما يزيد من رصيده المعرفي.

 

 وصلى الله على سيدنامحمد، والحمد لله رب العالمين...

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply