الصور الفاضحة على الإنترنت .. أرقام ودراسات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 بات الإنترنت وسيلة اتصال سهلة التداول، واسعة الانتشار، لا يكاد يوجد شخص إلا ويستطيع الوصول إلى الإنترنت، من منزله، أو مقر عمله، أو منزل أحد أقاربه، أو على الأقل إحدى مقاهي الإنترنت التي تزايد انتشارها بشكل ملاحظ جداً.ومع كثرة تداول هذه التقنية الحديثة عالمياً، التي قرّبت المسافات، وألغت الحدود والفواصل، بدأ الناس باستدراك الإيجابيات والسلبيات فيها، بين مستخدم لها بغرض العمل والتجارة والعلم والثقافة والعلوم الشرعية، وبين مستخدم بغرض انتهاك حرمات الآخرين، وتداول المواد المخلة بالآداب والأخلاق، وإنشاء علاقات محرمة شرعاً، وسط تنكر وتزييف متعمّد.

ولعل أكثر ما تشير إليه التقارير الخاصة بتداول المعلومات التكنولوجية على الإنترنت، هي المواد الإباحية، من صور ومقاطع مصورة، وغيرها.

ووجدت هذه المواد انتشاراً واسعاً، وسط صعوبة فرض رقابة كاملة على مواد الإنترنت، ووسط غياب الرقابة المنزلية من قبل الوالدين، وسهولة الوصول إلى الإنترنت، والخصوصية المفترضة التي يؤمنها الإنترنت للمستخدمين (تجاه بعضهم البعض). وكون الإنترنت وسيلة اتصال تؤمن تناقل المعلومات من الطرفين (عكس القنوات التلفزيونية ذات الاتجاه الواحد)، فإن تداول الصور والأفلام بات أسهل، وأصبح الشخص يستطيع أن يقدم لصديقه هدية(!) عبر إرسال صورة أو مقطعاً فيلمياً له من خلال الإيميل.

والآن، دخلت إحدى التقنيات الحديثة مجال منافسة الإنترنت في تداول تلك المحرمات، إذ أصبحت الجوالات الحديثة، خاصة التي تتمتع بخدمة البلوتوث، وسيلة أسهل وأيسر في ذلك. ويتساءل البعض، هل حقاً يحدث هذا الأمر في مجتمعاتنا المسلمة، وينتشر انتشاراً واسعاً كما تذكر بعض الإحصاءات أو التوقعات؟!

المشكلة التي لا يمكن إلا أن نعترف بها هنا، أننا أمام ظاهرة لا يمكن إغفالها، أو التنكر لوجودها، فهي موجودة، ولا يكفي التجاهل عن ذكرها، لإخفائها أثرها السلبي في المجتمع، فالجيل الجديد بات يعتمد اعتماداً كبيراً على هذه التقنيات الحديثة.

إحصاءات عالمية تكشف حجم انتشار الظاهرة:

يذكر الدكتور مشعل القدهي، مجموعة من الإحصاءات الدقيقة، سردها في كتاب له حمل عنوان (الإباحية وتبعاتها.. ظاهرة تفشي المواد الإباحية في الإعلام والاتصالات والإنترنت).. كشف فيها عن حجم انتشار هذه الظاهرة عالمياً، ذكر منها أنه:

- يتم صرف 57 مليار دولار سنوياً في ترويج المواد الإباحية في وسائل الإعلام.

- 5.83% من الصور المتداولة في المجموعات الإخبارية في الإنترنت هي صور إباحية.

- يتم إنشاء 266 موقعاً إباحياً جديداً في الإنترنت كل يوم.

- الصفحات الإباحية هي أكثر فئات صفحات الإنترنت بحثاً وطلباً.

- أكثر المتداولين للمواد الإباحية هم فئة الشباب ما بين 13 - 17 عاماً.

- 93% من المراهقين الذين يرتادون صفحات الدعارة لا يدري أولياء أمورهم طبيعة ما يتصفحون.

- جرائم استغلال الأطفال في الأعمال الإباحية قد ازدادت بنسبة 1500% منذ عام 1988م.

- أقل من 3% من الآباء يدرك حقيقة ما تحويه ألعاب الفيديو من عنف وتعر وإباحية.

- إباحية الجوالات ستزداد من 553 مليون يورو عام 2003م إلى توقعات متحفظة بـ 3.7 مليارات يورو نهاية عام 2005م.

وفيما يتعلق بالمجتمع السعودي تحديداً، يورد الدكتور القدهي في كتابه، بعضاً من تلك الإحصاءات، جاء فيها:

- إنه عند ظهور صفحة الحجب فإن نسبة 32.95% منها تكون بسبب محاولة الوصول إلى الإباحية.

 

- 01.96% ممن يتخطون نظام الترشيح الوطني يتجهون فوراً إلى المواد الإباحية.

- 98.65عمليات البحث في محركات البحث المتخصصة بالصور تطلب المواد الإباحية.

- أجهزة استقبال القنوات الجنسية الفضائية تباع بالآلاف في السوق السوداء.

 

جهود المكافحة

تحاول مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فلترة وتصفية أية مواقع إباحية يمكن أن تخل بالأخلاق العامة، وتتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف.

ويبدو أن نسبة حجب المواقع الإباحية هي أعلى نسبة وصلت إليها آلية الحجب، حيث يقول الخبير السعودي في مجال الإنترنت الدكتور مشعل بن عبد الله القدهي (مساعد مدير عام وحدة خدمات الانترنت للشؤون الفنية في مدينة الملك عبد العزيز): (إن نسبة 69.92مائة من عمليات الحجب تكون بسبب المواقع الإباحية). ورغم ذلك، يحاول العديد من المستخدمين الوصول إلى هذه المواقع، عبر حيل وطرق مكلفة مادياً، أو غير قانونية. فضلاً عن مشاركة المجموعات بعضهم البعض لهذه المواد الإباحية، عبر التناقل والمشاركة والإرسال بالبريد الإلكتروني وغيره. حتى أولئك الشبان الآمنين الذين لا يلقون بالاً إلى هذه المواد، يقعون فريسة المواقع الإباحية، التي ترسل رسائل جنسية بطرق متعددة، أو عن طريق بعض رفاقهم السوء الذين يورطون أصدقاءهم بالصور والأفلام الجنسية، ويسحبونهم إلى فخ المشاركة الآثمة.

 

حلول ممكنة

أمام هذه المشكلة التي باتت منتشرة بالقدر الكافي لتحولها لظاهرة حقيقية في مجتمعاتنا المسلمة، يزداد خوف الآباء والأمهات على أبنائهم وبناتهم، والذين قد يقعون في شرك هذه المشكلة في أي وقت، وعبر أي وسيلة، ابتداءً من أجهزة الحاسب الآلي التي باتت ضرورة يفرضها العصر الحديث، مروراً بالإنترنت وأجهزة الجوال والسيديات، وانتهاءً برفقاء السوء الذين قد يشركون غيرهم فيما يروه ويتابعونه، ما قد يؤدي لعواقب وخيمة لا تحمد عقابها. وقد بدأ العديد من الآباء بتتبع خطوات أبنائهم على الإنترنت، عبر استكشاف الجهاز بعد انتهاء أبنائهم منه، واستخدام بعض أنظمة الرقابة الموجودة في جميع الأجهزة، أو الاستعانة بأنظمة رقابة أخرى، أو وضع بروكسي داخلي، ورفع درجة الأمان في الإنترنت لإخفاء وحظر أي مواد مخلة بالآداب. وغيرها من الطرق التي يجب أن لا يغفل عنها الأهل أبداً. فمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، لن تكون قادرة لحظر جميع ما يتم تداوله في الإنترنت من صور وأفلام وغيرها.. لذلك على الأهل يقع العاتق الأكبر في تأمين وسلامة أبنائهم من الانغماس في هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة في المجتمعات.

وربما كان للأخصائيين والتربويين، وحملات المدارس والأهل، والمحاضرات أو الندوات الشرعية، أثر مهم وفاعل في تبيان خطر هذه الظاهرة، ووضع حلول لها، والحد منها، قبل أن تتفلت الأمور، ويصعب من المستحيل الخروج من هذا الكابوس إلى الحلم القديم السابق.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply