من آلم الأمور على النفس المؤمنة، ما تشاهده من استهتار بالآخرين، بأرواحهم أو ممتلكاتهم أو مشاعرهم.
أتألم كثيراً حين أرى شاباً يقود سيارته بسرعة جنونية، يتلوى بها كالأفعى بين السيارات، غير آبه بما قد يسببه من حوادث قد تذهب بالنفوس والممتلكات.
أتألم كثيراً حين أشاهد فتى يسخر من رجل كبير..
أتألم كثيراً حين أشاهد طفلاً يعبث في المسجد أو بممتلكات جيرانه..
أتألم كثيراً حين أسمع عن تلميذ يسرق أدوات زملائه في المدرسة..
هذه الآلام الكثيرة ليست بسبب هؤلاء الصغار فقط، بل من أجلهم، لأنهم ـ إلا من رحم ربي ـ سيحملونها معهم كباراً، وسينقلونها إلى أطفالهم من بعدهم، والسبب في كل ذلك إهمال أبٍ, أو أمٍ, في غرس القيم الفاضلة في نفوس الأبناء والبنات.
لقد عبر المربون عن التربية على القيم الفاضلة بغرسها، لذلك لأن القيم الفاضلة مثل النبات تحتاج إلى تعهد ومراعاة منذ النشأة الأولى وإلى أن تصبح شجرة كبيرة تثمر القيم الفاضلة من جديد.
لا زلت أتذكر حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين أخذ الحسنُ بن علي - رضي الله عنهما - ـ وهو صغير ـ تمرة من تمر الصدقة، فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وقال: \"كخٍ, كخٍ, ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة\"..
فهل سنغرس حقلاً من القيم الفاضلة في نفوس فلذات الأكباد؟.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد