أحبوا بناتكم


 بسم الله الرحمن الرحيم

المعاملة السيئة في البيت، أو القسوة من الوالدين من أهم الأسباب التي تحدث فراغاً عاطفياً في نفوس وقلوب الشباب، لا سيما البنات وذلك لطبيعتهن المختلفة عن طبيعة الذكور، إضافة إلى أن الابن الشاب ربما كان لديه من المتنفسات ما يصرفه عن التفكير في قسوة والديه والتأثر السلبي بها!

فالقسوة مع الشباب والشابات تجعل الأبناء يهربون أحيانا من واقعهم الذي يعيشونه إلى واقع آخر لعلهم أن يجدوا فيه ما لا يجدوه في بيوتهم، وربما يقع الابن أو البنت في دوامة البحث عن الذات التي تقوده أو تقودها إلى ما لا يحمد عقباه، نتيجة قسوة الوالدين، بل قد يقع أحد الأبناء في خطأ واضح ويعاقبه الوالدان على هذا الخطأ ولكن دون مراعاة لعواقب الأمور ودون وضع العقاب في مكانه الصحيح!

إن البيوت التي تهمل بناتها وإشباعها العاطفي تسلمها وجبة سهلة للفراغ القاتل، فلو كانت أوقات البنات مشغولة ببرامج مخطط لها مع الأسرة، تتناول تبصيرهن بأمور دينهن ودنياهن، وتعودهن على التفكير الصحيح الذي يتجاوبن به مع كل مناحي الحياة، لكانت النتائج مختلفة والثمار يانعة نضرة.

 

 لماذا لا نسكب الحب في قلوب بناتنا لينطلقن في الحياة واثقات من أنفسهن يعرفن ما يردينه، ولا يخطئن أهدافهن، وإن تربصت بهم شياطين الإنس والجن، فالفتاة متى ما كانت واثقة من نفسها، يسع سرها صدر أمها، وتنهل من حب أبيهاº كانت فتاة سوية ناضجة ناجحة، ينتظر منها أن تكون أماً لأبناء متفتحين، قادرين على إعمار الأرض على خير ما يحب الله ورسوله.

 

إن عنصر بناء الثقة في النشء ذكراً كان أو أنثى من أهم مقومات بناء شخصية هذا النشء، بل إنها أهم من الطعام والكساء، ويجب مراقبتها ومتابعتها وتغذيتها بما ينميها، ويدفعها، فبالحب نستطيع أن نهزم الكثير من المشاكل التي تعوق حياة أبنائنا وبناتنا، على المستويات الأخلاقية والسلوكية والمعرفية، إن الحب إكسير النجاح فهل ننهل منه آباء وأبناء؟

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply