الإعلام والتوعية بالإسلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تكتسب التوعية الإسلامية في المدارس أهميتها مما تهدف إليه وتحرص عليه من تهذيب أخلاق الطلاب وتزكية نفوس الشباب، وتقويم سلوكهم وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم.

فهي السهم الأمضى والسلاح الأقوى في التأثير والتغيير في حياة المتعلمين، ونحن في حاجة لها أشد من حاجتنا للعلم الدنيوي المجرد الذي يخاطب العقل أكثر من خطابه للقلب.

والمتتبع لحياة الشباب والمراقب للبروزات المفجعة والنتوءات الموجعة في حياتهم وسلوكهم وأخلاقهم يلمس الحاجة الشديدة لتكثيف الأنشطة التوعوية في المدارس.

فالشباب غارقون في بحر لجيٍّ, من الفتن والمحن التي تعصف بقلوبهم وتقصف فوق رؤوسهم لترديهم في الغواية ولتسد عليهم سبل الهداية، فهم قلعة مستهدفة وحصن محاصر وحامية محاربة من قبل أعداء الملة لأنهم قوام المجتمع وأمل الغد وإشراقة المستقبل، وما يذاع في القنوات وما ينشر في الصحف والمجلات وما يبث في مواقع الشبكة العنكبوتية إلا دلائل واضحة وبراهين ساطعة للحرب الضروس وللهجمة الشرسة والعدوان المبين على شباب المسلمين.

فالحل الناجح والدواء الناجع لردم ما انثلم ورتق ما انفتق وتسديد ما فسد يكون بتكثيف الأنشطة الدعوية في المدارس لتستوعب أوقاتهم المهدرة وتستثمر طاقاتهم المعطلة وتستأثر باهتماماتهم الفارغة لتثمر في الغد القريب ـ إن شاء الله ـ صلاحاً ونجاحاً، واستقامة على المنهج الصحيح والتزاماً بشرائع الإسلام.

والمؤمل في القائمين عليها والمهتمين بها أن يوسعوا دائرة الانتفاع بها لتشمل البيوت وأولياء الأمور فهم أداة التربية الأولى في حياة النشء.

ولا يخفى على ذي لب أهمية الإعلام في نشر الإسلام والدعوة إليه والتوعية به، وتنشئة الجيل المسلم على مبادئه، ولذلك نأمل من القائمين عليها أن يتسع أفق نشاطهم وتكبر مساحة بذلهم لتغشى طوائف المجتمع أجمع.

ومن ذلك إعداد برامج دعوية مرئية تعرض في التلفاز والقنوات الفضائية تعالج مشاكل الطلاب من منظور إسلامي منضبط، ومنه إعداد برامج إذاعية تبث عبر الأثير تهتم بإيجاد حلول صحيحة لكثير من التجاوزات القبيحة التي يقع فيها بعض الطلاب، ومنه إنشاء مجلة دورية سيارة يقوم عليها جماعة من المختصين تتناول قضايا الشباب، وتوجد لهم البديل المناسب بين هذا الركام من الحطام الذي يملأ أرفف المحلات التجارية مما اتضح ضرره وافتضح خطره، ومن ذلك طبع بعض الكتب الشرعية والنشرات التربوية لتوزيعها على أولياء الأمور في المدارس لتعالج بعض الأخطاء السلوكية والتربوية التي يقع فيها بعض الأولياء.

والمهم أن نستغل وسائل الإعلام في التوعية والتربية، فهي قوة عظيمة لإنشاء أمة عظيمة وأجيال مستقيمة، والله الهادي إلى سواء السبيل.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply