احذروا قناة \ الحرة \ التليفزيونية الناطقة بالعربية والأمريكية السياسية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

برامجها لتأجيج الفتن في بلاد العرب والمسلمين وإظهار \"إسرائيل\" الوديعة

هل هي وقاحة أم غباء أن تطلق المخابرات الأمريكية قناة تلفزيونية ناطقة بالعربية باسم \"الحرة\"؟

 

وما هي حاجة الأمريكان إلى قناة جديدة، وهم الذين يرعون أو يدعمون أو يرضون عن سياسة عشرات المحطات التليفزيونية العربية، الأرضية منها والفضائية؟

 

صحيح، ما هي دوافع افتتاح هذه القناة الأميركية -العربية إذا كانت معظم قنواتنا التليفزيونية توافق في كثير من برامجها ومخططاتها الإعلامية السياسة الأميركية والعولمة الثقافية والفكرية والتربوية والقيمية والمفاهيمية؟

وما هو جديد هذه \"الحرة\" التي تتبعناها لأسبوع خلا قبيل طباعة العدد، فلم يفاجئنا فيها سوى بعض الوجوه النيرة من إعلاميينا الذين يجاهرون بأنهم مع من يدفع أكثر، ولم تدهشنا مذيعة

(n t v) التي أوقفها الأمن العام اللبناني مرة بسبب إجازة عمل كونها سودانية، فقامت الدنيا ولم تقعد دفاعا عن هذه الإعلامية المناضلة والتي \"تناضل\" الآن من \"الحرة\" الأميركية.

ولن نتطرق إلى مثير الفتن زياد نجيم والذي وجد مكانه اللائق في محطة سيأخذ فيها مجده لإفراز حقده المعروف نحو العرب والعروبة والإسلام والمسلمين، فافتتح سوق الفتن بحوارات تعنى بمشاكل السودان الداخلية، وقضايا المرأة العربية، في حين اعتنى زميله سام منسى، هو اسمه هكذا \"سام\" وإن كان فعلا ساما حين بدأ برنامجه \"الرياح الأربعة\" بملف عن مشاكل السلطة الفلسطينية ومستقبل العلاقة بين الفصائل إذا ما انسحبت \"إسرائيل\" من غزة، ولم نعثر خلال أسبوع من المتابعة على أي تحقيق للتحدث عن معاناة الفلسطينيين أو العراقيين، ولا عن تقرير يبحث في قضية إنسانية أو اجتماعية عربية، وإنما أفسحت نشرات الأخبار لعرض آراء الجزارين اليهود في الدفاع عن الجدار العازل وعن موقفهم مما تسمى خارطة الطريق والتي لن يلتزموا بها إذا لم يلتزم الجانب الفلسطيني بالتزاماته بالقضاء على الإرهاب ..؟

 

قناة مقرفة فعلا، ومقززة، عدا عن كونها تافهة ووقحة عندما لا ترى من العالم الحر كله سوى إسرائيل \"المسالمة\" أما عالمنا العربي والإسلامي فكله مشاكل داخله وفتن مذهبية، وقهر للمرأة، وقلة تربية، أي بحاجة إلى برامج تربوية جديدة والمعلم أميركاني والعاصا يهودية بالطبع.

 

إذاً على ما يبدو فإن إطلاق ما يسمى \"الحرة\" ليس وقاحة أو غباء، وإنما هو لعدم ثقة الاميركان التامة بعملائهم عندنا فهم يرغبون بصورة سافرة بمحطة أميركية التأسيس والأسلوب والهدف، (غير محطة cnbc العربية المهتمة فقط بالاقتصاد) مثل إذاعة \"سوا\" التي لا توارب ولا تستحي من الاعتراف بأنها أميركية الصنع، يهودية الهوى.

 

وعلى الرغم من احتشاد محطاتنا التليفزيونية، على رأي الوزير وليد جنبلاط بتوافه البرامج المائعة التي تصرف أنظار شبابنا وشاباتنا عن قضاياهم الكبرى، مثل \"سوبر ستار\" القادم إلينا بزخم مع \"المستقبل\" وستار أكاديمي في \" L.b.c\"، فإن سائر القنوات العربية ليست بأفضل حال مع قناة \"عالهوا سوا\" التي تعرض فتيات للزواج كأنه سوق للنخاسة وقناة \"استرايك\" لآخر صرعات الديسكو، و\"روتانا\" الطرب التي فتحت خصيصا لتشجيع فيديو كليباتنا ولن ننسى \"دريم\" وأخواتها، و\"ART\" ومشتقاتها، و\"أوربت\" وزميلاتها وما تحتشد بها من سخافات ولا أتفه وبرامج ولا أميع، وإعلاميين وإعلاميات ولا أسخف، حتى إن بعض فضائياتنا الخليجية سارت على الموضة أيضا، وصارت في ركب \"الحضارة\" التي تتحفنا بها مذيعة مغرية في سوبر ماركت خليجي وسط نساء محجبات وأزواج يحملقون فيها بشراهة.. الحقيقة هذا منتهى القرف والوقاحة والسخف يا عرب.

 

هذه المحطات وغيرها يبدو أنها لم تعد تعجب الأميركان ويهود العولمة، على الرغم من أن \"الجزيرة\" تستقبل في برامجها جزارين يهود، وكذلك \"العربية\" التي تفسح المجال للصوت اليهودي والرأي الأميركي.. إلا أن القضية الآن لم تعد بحاجة إلى أنصاف حلول، وقد أتت \"الحرة\" لتعلم العرب والإعلام العربي والسلطات الحاكمة كيف يكون الإعلام الحر.

 

أي أن كل ما يرضي أميركا وإسرائيل فهو حر !

 

وكل ما يتحدث عن مشكلات العرب والمسلمين فهو حر !

 

وكل من يهزأ بقيمنا وتراثنا ومفاهيمنا فهو حر !

 

 وكل من يغض النظر عن مجازر اليهود، والاحتلال الاميركي للعراق فهو حر !.

 

 وكل من روج لعولمة الفكر والتربية والفنون والآدب والقيم والأخلاق بإشراف أميركي وتخطيط يهودي فهو حر !

 

فهل بات العرب والمسلمون على علم بأسباب افتتاح محطة \"الحرة\" التليفزيونية، وأهداف برامجها الخبيثة، وإعلامييها العربان المأجورين؟

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply