كيف يخرج الشاب إلى المجتمع ناجحاً ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلوك الإيجابي يحقق التكيف الشخصي والاجتماعي للشخص فتكون لديه القدرة على التوافق مع نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه، مما يؤدي به إلى التمتع بحياة خالية من التأزم والاضطراب، مليئة بالحماس والإيجابية، ويعني هذا أن يرضى الفرد عن نفسه، ويتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين، فلا يبدو منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي، كما لا يسلك سلوكاً اجتماعياً شاذاً بل يسلك سلوكاً معقولاً يدل على اتزانه الانفعالي والعاطفي والعقلي في ظل مختلف المجالات تحت تأثير جميع الظروف.

 

عوامل إحداث التكيف

1ـ إشباع الحاجات الأولية والشخصية:

فإذا لم تشبع حاجات الفرد العضوية أو النفسية فإنها تخلق لديه توتراً يدفعه إلى محاولة إشباع هذه الحاجة، وكلما طالت مدة حرمان الفرد زاد توتره حدة، وينتهي الموقف عادة إذا استطاع إشباع هذه الحاجة، أما إذا لم تسمح الظروف البيئية والاجتماعية بإشباع هذه الحاجة، فإنه يحاول أن يجد وسيلة يشبع بها حاجاته، وقد تكون هذه الوسيلة غير سوية لا يقرها المجتمع، فتختل بذلك عملية التوافق.

2ـ توافر العادات والمهارات التي تيسر إشباع الحاجات:

هذه المهارات والعادات إنما تتكون في المراحل المبكرة من حياة الفرد، وهذا ـ بدون شك ـ يؤكد أهمية السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل وتكوين شخصيته، ففي هذه السنوات تتكون المعالم الأولى لشخصية الفرد خلالها، وتنمو لديه بذور التوافق أو عدمه، ويشبّه علماء مدرسة التحليل النفسي هذه السنوات الأولى من حياة الأفراد بأنها\"مشتل الشخصية\"

3ـ معرفة الفرد نفسه:

أي أن يعرف إمكاناته وقدراته، وذلك إذا ما عرف هذه الإمكانات والقدرات فإنه لا يرغب في شيء لا تسمح هذه القدرات والإمكانات بتحقيقه، أما إذا كان جاهلاً بهذه القدرات والإمكانات فإن رغباته قد تأتي بحيث تعجز هذه الإمكانات عن تحقيقها، وعندئذ يكون ما يترتب على عدم تحقيق هذه الرغبات من إحباط عاملاً من عوامل اختلال التوافق، والتكيف.

4ـ تقبل الفرد نفسه:

إن فكرة الإنسان عن نفسه من أهم العوامل التي تؤثر في سلوكه، فإذا كانت هذه الفكرة حسنة وتتسم بالرضا فإن ذلك يدفعه إلى العمل والتوافق مع إفراد المجتمع، كما أن ذلك يدفعه إلى النجاح.. أما الفرد الذي لا يتقبل نفسه فإنه يتعرض للمواقف الإحباطية التي تجعله يشعر بالعجز والفشل، وهنا تصبح درجة التكيف الاجتماعي سيئة، مما يدفعه للانطواء أو العدوان.

5ـ شعور الفرد بالأمن وأهمية ذلك:

إن الفرد يحتاج إلى الشعور بالأمن حاجة شديدة، ويرى\"أوسيجنان\"أن الفرد إذا كان في وسط مألوف فإنه يشعر بالأمن، ويتسم سلوكه بالاتزان.

أخيراً.. أن المحبة، والقبول، والاستقرار هي أعمدة ثلاثة يقوم عليها أمن الفرد الذي هو شرط أساسي للنمو الانفعالي له، مما يعتبر بدوره مقوماً من المقومات المهمة للتكيف السليم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply