من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنك لن تدع لله – عز وجل - إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه). رواه أحمد ووكيع في الزهد وابن أبي الدنيا في الورع.

 

إن من ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه، والعوض من الله أنواع مختلفة، وأجل ما يعوض به الإنس بالله ومحبته، وطمأنينة القلب بذكره وقوته ونشاطه، ورضاه عن ربه ـ تبارك وتعالى ـ مع ما يلقاه من جزاء في هذه الدنيا، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العقبى.

 

نماذج لأمور من تركها لله عوضه الله خيراً منها:

1-   من ترك مسألة الناس ورجاؤهم وإراقة ماء الوجه أمامهم، وعلق رجاؤه بالله دون سواه عوضه خيراً مما ترك، فرزقه حرية القلب وعزة النفس والاستغناء عن الخلق ( ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله ).

 

2-   ومن ترك الاعتراض على قدر الله فسلم لربه في جميع أمرهº رزقه الله الرضا واليقين، وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال.

 

3-     ومن ترك الذهاب للعارفين والسحرةº رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد.

 

4-   ومن ترك التكالب على الدنياº جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه.. واتته الدنيا وهي راغمة.

 

5-   ومن ترك الخوف من غير الله وأفرد الله وحده بالخوفº سلم من الأوهام، وأمنه الله من كل شيء فصارت مخاوفه أمناً وبرداً وسلاماً.

 

6-   من ترك الكذب ولزم الصدق في ما يأتي ويذرº هدي إلى البر، وكان عند الله صديقاً، ورزق لسان صدق بين الناس، فسودوه وأكرموه وأصغوا السمع  لقوله.

 

7-   ومن ترك المراء وإن كان محقاً، ضمن له بيت في ربض الجنة، وسلم من شر اللجاج والخصومة، وحافظ على صفاء قلبه، وأمن من كشف عيوبه.

 

8-     ومن ترك الغش في البيع والشراءº زاد ثقة الناس به، وكثر إقبالهم على سلعته.

 

9-     ومن ترك الربا وكسب الخبيثº بارك الله في رزقه، وفتح له أبواب الخيرات والبركات.

 

10-   ومن ترك النظر إلى المحرمº عوضه الله فراسة صادقة ونوراً وجلاء ولذة يجدها في قلبه.

 

11-   ومن ترك البخل وآثر التكرم والسخاءº أحبه الناس واقترب من الله والجنة، وسلم من الهم والغم وضيق الصدر،  وترقى في مدارج الكمال ومراتب الفضيلة. ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ).

 

12-    ومن ترك الكبر ولزم التواضع كمل سؤدته، وعلى قدره وتناهى فضله. قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في الصحيح: ( ومن تواضع لله رفعه الله).

 

13-    ومن ترك المنام ودفأه ولذته وقام يصلى لله - عز وجل -º عوضه الله فرحاً ونشاطاً وأنساً.

 

14-    ومن ترك التدخين وكافة المسكرات والمخدرات، أعانه الله وأمده بألطاف من عنده، وعوضه صحة وسعادة حقيقية لا تلك السعادة الوهمية العابرة.

 

15-   ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك، عوضه الله انشراحاً في الصدر وفرحاً في القلب، ففي العفو من الطمأنينة والسكينة والحلاوة، وشرف النفس وعزها، وترفعها ما ليس شيئاً، منه في المقابلة والانتقام. قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: ( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً )  رواه مسلم.

 

16-     ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه وغاية سروره، عوضه الله أصحاباً أبراراً يجد عندهم المتعة والفائدة، وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة.

 

17-      ومن ترك كثرة الطعام، سلم من البطنة وسائر الأمراضº لأن من أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً.

 

18-     ومن ترك المماطلة في الدين، أعانه الله وسدد عنه بل كان حقاً على الله عونه.

 

19-      ومن ترك الغضب لنفسه حفظ على نفسه عزتها وكرامتها ونأى بها عن ذل الاعتذار وغبة الندم، ودخل في زمرة المتقين، والكاظمين الغيظ.

 

20-      ومن ترك الوقيعة في أعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهمº عوض بالسلامة من شرهم، ورزق التبصر في نفسه. قال الشافعي - رحمه الله -:

 

المرء إن كان مؤمناً ورعـــــاً *** أشغله عن عيوب الورى ورعه

كما السقيم العليل أشغله *** عن وجع الناس كلهم وجعــــه

 

21-     ومن ترك مجاراة السفهاء، وأعرض عن الجاهلينº حمى عرضه، وأراح نفسه, وسلم من سماع ما يؤذيه ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).

 

22-              ومن ترك الحسد، سلم من أضراره المتنوعة فالحسد داء عضال وسم قتال، ومسلك شائن وخلق لئيم، ومن لؤم الحسد أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب والأكفاء والخلطاء.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply