السلف والعبادة 2/3


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 الإمام الحافظ القدوى و شيخ الإسلام، محمد بن المكدر بن عبد الله التيمي القرشي

 ولد سنة بضع وثلاثين.

قال الفسوي: هو غاية في الإتقان والحفظ والزهد، حجة.

قال أبو حاتم البستي: كان من سادات القراء لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

 

مجاهدة النفس وترويضها على الطاعة:

قال ابن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.

 

بكاؤه من خشية الله:

بينا ابن المنكدر ليلة قائم يصلي إذ استبكى و فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله، وسألوه، فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك؟ قال: مرت بي أية، قال: وما هي؟ قال: [وبدالهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون] فبكى أبو حازم معه فاشتد بكاؤهما.

 

 وقد جزع ابن المنكدر عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ قال: أخشى آية من كتاب الله: [وبدالهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون] فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.

 

تمتعه في قيام الليل:

قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني، فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي.

 

عطاء بن أبي رباح هو الإمام شيخ الإسلام، مفتي الحرم، أبو محمد القرشي مولاهم.

 

 ولد في أثناء خلافة عثمان، وحدث عن عائشة وأم سلمة، وأم هانئ، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر وغيرهم من الصحابة.

 

وكان ثقة، فقيها، عالما، كثير الحديث.

 

وكان بنو أمية يأمرون في الحج مناديا يصيح: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح.

 

طول الصلاة مع كبر السن:

وعن ابن جريج صحبت عطاء ثماني عشرة سنة، وكان بعد ماكبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك.

 

الإمام القدوة ربيعة بن يزيد لم يؤذن للصلاة إلا وهو في المسجد.

\"ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً.

 

الإمام الثقة صفوان بن سليم الزاهد العابد.

يطرد النوم عن نفسه بالبرد وشدة الحر:

كان يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم.

وعن مالك بن أنس: كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح، وفي الصيف في بطن البيت، يتيقظ بالحر والبرد، حتى يصبح، ثم يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم، وإنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل، ويظهر فيه عروق خضر.

 

سليمان بن طرخان التيمي الإمام شيخ الإسلام، أبو المعتمر التيمي البصري.

نزل في بني تيم فقيل التيمي.

قال الإمام أحمد: ثقة , وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال العجلي: ثقة من خيار أهل البصرة. وقال ابن سعد من العباد المجتهدين، كثير الحديث ثقة.

 

قال سفيان حفاظ البصرة ثلاثة: سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وعاصم أحفظهم. وعن ابن علية قال: سليما التيمي من حفاظ البصرة.

 

تقاسم قيام الليل مع أسرته:

قال عبد الملك بن قريب الأصمعي: بلغني أن سليمان التيمي قال لأهله: هلموا حتى تجزئ الليل فإن شئتم كفيتكم أوله وإن شئتم كفيتكم آخره.

 

نشاط في العبادة لم يعرف الفتور:

روى مثنى بن معاذ عن أبيه قال: ما كنت أشبه عبادة سليمان التيمي إلا بعبادة الشاب أول ما يدخل في تلك الشدة والحِدة.

 

وقال: كنت إذا رأيت التيمي كأنه غلام حدث، قد أخذ في العبادة. كانوا يرون أنه أخذ عبادته عن أبي عثمان النهدي.

 

لا يحسن المعصية، دائم العمل:

قال حماد بن سلمة: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً، أو عائداً مريضا، أو مشيعاً لجنازة، أو قاعدا في المسجد. وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله.

 

ذكر جرير بن عبد الحميد أن سليمان التيمي: لم تمر ساعة قط عليه إلا تصدق بشيء، فإن لم يكن شيء، صلى ركعتين.

 

شدة خوفه من الله:

قال يحي بن سعيد: ما جلست إلى أحد أخوف لله من سليمان التيمي.

 

 نعم من كان بالله أعرف كان منه أخوف أولئك العلماء الربانين. فأين نحن منهم؟ وما نصيبنا من هذا الخوف والخشية؟

 

الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمد، شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام، أبو عمرو الأوزاعي.

 

جلده في العبادة:

قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي.

 

وقال الوليد بن مسلم: ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي.

 

وقال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومئة، فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبه النوم، استند إلى القتب.

 

كأنه أعمى من الخشوع:

قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا بشر بن المنذر قال: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.

 

مصلاه رطب من دموعه:

وكان يحي الليل صلاة وقرآنا وبكاء. وكانت أمه تدخل منزله، وتتفقد موضع مصلاه، فتجده رطبا من دموعه في الليل.

 

العالم الفقيه شيخ الإسلام ابن أبي ذئب.

 

بلغ به من العبادة بما لا مزيد عليها:

كان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا، ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.

 

الإمام الحجة الحافظ هشام الدستوائي.

 

شدة الخوف والخشية من الجبار:

عن عبيد الله العيشي قال: كان هشام الدستوائي إذا فقد السراج من بيته، يتململ على فراشه، فكانت امرأته تأتيه بالسراج. فقالت له في ذلك، فقال: إني إذا فقدت السراج، ذكرت ظلمة القبر.

 

فسدت عينه من كثرة البكاء:

وقال شاذ بن فياض: بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه، فكانت مفتوحة، وهو لا يكاد يبصر بها.

 

وعن هشام قال: عجبت للعالم كيف يضحك. وكان يقول: ليتنا ننجو لا علينا ولا لنا.

 

الإمام الحافظ الثبت شيخ العراق مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة.

 

طول السجود وقراءة نصف القرآن قبل النوم:

عن خالد بن عمرو قال: رأيت مسعرا كأن جبهته ركبة عنز من السجود.

 

وقال محمد بن مسعر: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن.

 

وقال محمد بن مسعر: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن، فإذا فرغ من ورده لف رداءه ثم هجع عليه هجعة خفيفة، ثم يثب كالرجل الذي ضل منه شيء فهو يطلبه، وإنما هو السواك والطهور، ثم يستقبل المحراب، فكذلك إلى الفجر،، وكان يجهد على إخفاء ذلك جدا.

 

وكان يقول:

 نهارك يا مغرور سهو وغفلة *** وليلك نوم، والردى لك لازم

 

 وتَتعب فيما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم

 

عبد العزيز بن أبي رواد شيخ الحرم أحد الأئمة العباد.

 

أعبد الناس:

 قال ابن المبارك: كان من أعبد الناس.

 

وقال شقيق البلخي: ذهب بصر عبد العزيز عشرين سنة ولم يعلم به أهل ولا ولده.

 

أمير المؤمنين في الحديث الثبت الحجة شعبة بن الحجاج.

 

طول الصلاة:

 قال أبو قطن: ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي.

 

جد وجلد لا يعرف الفتور أو الراحة:

وقال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أحدا أعبد لله من شعبة، لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه وأسود.

 

وقال عمر بن هارون: كان شعبة يصوم الدهر كله.

 

وقال عفان: كان شعبة من العباد.

 

المحدث الثقة بشر بن الحسن الصفّي:

 

 يقال له: (الصفي) لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة

 

 إبراهيم بن ميمون المروزي:

 أحد الدعاة المحدثين الثقات من أصحاب عطاء بن أبي رباح، وكانت مهنته الصياغة وطرق الذهب والفضة. قالوا: (كان فقيها فاضلا. من الامّارين بالمعروف).

 

لا يشغله عن الصلاة شيء:

 وقال ابن معين: كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها).

 

 كثير بن عبيد الحمصي

 

جمع الهم على الله في الصلاة:

سئل عن سبب عدم سهوه في الصلاة قط وقد أم أهل حمص ستين سنة كاملة، فقال: (ما دخلت من باب المسجد قط وفي نفس غير الله).

 

 قاضي قضاة الشام سليمان بن حمزة المقدسي، وهو من ذرية ابن قدامة صاحب كتاب المغني:

 

لم يصل الفريضة منفرداً:

قال (لم أصل الفريضة قط منفرداً إلا مرتين، وكأني لم أصلهما قط) مع أنه قارب التسعين.

 

 يا رجال الليل جدوا *** رب صوت لا يرد

 ما يقوم الليل إلا *** من له عزم وجدُّ

 

ويبصرني كيف الدنيا *** بالأمل الكاذب تغمسني

 مثل الحرباء تلونها *** بالأثم تحاول تطمسني

 فأبعدها وأعاندها *** وأرقبها تتهجسني

 فأشد القلب بخالقه *** والذكر الدائم يحرسني

 

 قيام الليل:

يحيون ليلهم بطاعة ربهم *** بتلاوة، وتضرع، وسؤال

 

وعيونهم تجري بفيض دموعهم *** مثل انهمال الوابل الهطال

 

في الليل رهبان، وعند جهادهم *** لعدوهم من أشجع الأبطال

 

بوجوههم أثر السجود لربهم *** وبها أشعة نوره المتلالي

 

 المسارعة إلى الصلاة:

يمشون نحو بيوت الله إذا سمعوا *** الله أكبر في شوق وفي جذل

 

أرواحهم خشعت لله في أدب *** قلوبهم من جلال الله في وجل

 

نجواهم: ربنا جئناك طائعة *** نفوسنا، وعصينا خادع الأمل

 

إذا سجى الليل قاموه وأعينهم *** من خشية الله مثل الجائد الهطل

 

 هم الرجال فلا يلهيهم لعب *** عن الصلاة، ولا أكذوبة الكسل

 

 قال ابن المبارك:

 

 اغتنم ركعتين زلفى إلى الله *** إذا كنت فارغاً مستريحا

 

 وإذا هممت بالنطق بالباطل *** فاجعل مكانه تسبيحا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply