بسم الله الرحمن الرحيم
قاعدة ذهبية لو وضعها المسلم نصب عينيه لما وجد مشقة في ترك المألوفات من المعاصي إلا أول وهلة وفقط، ولأحس بالربح الدائم مهما بدأ خاسراً.. يترك الحرام وهو أقرب الناس إليه ولكن يتركه لله فيعوضه الله خيراً منه.. يصير الألم لذة بها.. وفيها كل هذا فيها المخرج: قال الله - تبارك وتعالى -: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب) سورة الطلاق: 2-3.. فأخبر الله - سبحانه وتعالى - أنه إذا اتقاه بترك أخذ ما لا يَحلّ له رزقه من حيث لا يحتسب ففتح له الأبواب المغلقة.. وأعطاه من حيث لا يتوقع.. ومنحه من حيث لا يعلم.
حلاوة لا يجدها سواه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (النظرة إلى المرأة سهم من سهام إبليس مسمومٌ من تَركَه خَوف الله أثابه الله إيماناً يجد به حلاوته في قلبه) رواه أحمد.. فصاحب النظرة يسع بنظرته هذه إلى اللذة والاستمتاع فيبدل الله تاركها حلاوة ولذة في قلبه لا يجدها سواه.. وسبحان الله العاطى الوهاب.
إلا أعطاه خيراً منه : وعن أبي قتادة وأبي الدهماء وكانا يكثران السفر نحو البيت قالا أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يعلمني مما علمه الله - عز وجل - وقال: (إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله - تعالى -إلا أعطاك الله - عز وجل - خيراً منه) رواه أحمد والبيهقي
فتجاوز الله عنه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الملائكة لتلقت رُوح رجل كان قبلكم.. فقالوا له: هل عملت خيراً قط؟ قال لا.. قالوا: تذكر.. قال: لا، إلا أني كنت أداين الناس، فكنتُ آمر فتياني أن ينظروا الموسر، ويتجاوزوا عن المعسر. قال الله - سبحانه وتعالى -: تجاوزوا عنه) متفق عليه.. يسر الله عنه كما كان هو ييسر عن الناس.
أي المسلمين خير منه: عن أم سلمة أنها قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \"ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله (إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها.. قالت: فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ .. ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: أرسل إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له.. فقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة.. رواه مسلم من ترك.. وجد
من ترك مسألة الناس وإراقة ماء الوجه أمامهم وعلق رجاءه بالله دون سواه.. وجد حرية قلبه وعزة نفسه والاستغناء عن الخلق. ومن ترك الاعتراض على قدر الله فسلم لربه في جميع أمره.. وجد الرضا واليقين.
ومن ترك الذهاب للعرافين والسحرة.. وجد من ربه الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد. ومن ترك الخوف من غير الله.. وجد أمناً الله من كل شيء فصارت مخاوفه بردا وسلاما. ومن ترك التكالب على الدنيا.. وجد جمع الله في أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي خاضعة. ومن ترك الكذب ولزم الصدق.. وجد هدي الله له إلى البر وكان عند الله صديقا. ومن ترك المراء وإن كان محقا.. وجد ضمان الله له بيتا في ربض الجنة وسلم من شر الخصومة وحافظ على صفاء قلبه ومن ترك الغش وترك الربا.. وجد ثقة الناس به وفتح له أبواب الخيرات والبركات. ومن ترك النظر إلى المحرمات.. وجد نورا وجلاء ولذة في قلبه. ومن ترك البخل وجد نفسه أحبه الناس واقترب من الله والجنة وسلم من الهم وضيق الصدر وترقى في مراتب الفضيلة. ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك وجد انشراحا في الصدر وفرحا في القلب. ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه وسروره وجد أصحابا أبرارا يجد عندهم المتعة والفائدة وينال معهم خيري الدنيا والآخرة. ومن ترك الغضب وجد عزة نفسه وكرامتها ومن ترك سوء الظن بالناس وجد سلماً من تشوش القلب واشتغال الفكر ومن ترك حب الشهرة والظهور وجد رفع الله لذكره ونشر فضله وأتته الشهرة تجر أذيالها.
قصــــة الفتــــى المسكى كان شاب يبيع القماش ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت.. وكان جميل الهيئة من رآه أحبه لما حباه الله من جمال ووسامة.. وفي يوم من الأيام أبصرته امرأة فنادته، وأمرته بالدخول إلى داخل البيت فقد أعجبت به وأحبته حباً شديداً ودعته أنفسها وأخبرته أنها بالبيت وحدها.. فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه.. ولكن دون جدوى فما يزيدها ذلك إلا إصراراً.. وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا.. فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له: إذا لم تفعل ما أمرك به صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدق الناس كلامي لأنك داخل بيتي.. فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان.. قال لها: هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحاً شديداً وظنت أنه قد وافق على المطلوب.. فقالت: وكيف لا يا حبيبي وقرة عيني.. إن هذا لشيء عظيم... ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية.. يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين.. أعلم: إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه.. ورب شهوة تورث ندماً إلى آخر العمر.. لن أفعل الحرام.. ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك.. فإنها مغلقة جداً ويصعب فتحها.. إذا سألطخ جسدي بهذه ا لقاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني.. وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس، ثم بكى وقال: رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل.. فأخلف علي خير.. وخرج من الحـمام فلما رأته صاحت به: أخرج يا مجنون.. فخرج خائفاً يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه.. وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلاً حسناً ثم ماذا؟.. هل يترك الله عبده ووليه هكذا.. لا بالطبع.. فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئاً عظيماً بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياة.. لقد أعطاه الله رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك تخرج من جسده..يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقباً له (المسكي)..فقد كان المسك يخرج من جسده.. وعوضه الله بدلا مما وضعه على جسده
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد