بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم - رحمه الله -:
قيل في الإخلاص أنه: إفراد الحق - سبحانه - بالقصد في الطاعة.
وقيل: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.
أي تصفية العمل من كل شائبة بحيث لا يمازجه شيءٌ من شوائب إرادات النفس
إما بطلب التزين في قلوب الخلق وإما بطلب مدحهم أو طلب تعظيمهم أو طلب أموالهم أو خدمتهم أو محبتهم وقضاء حوائجهم، فلا يريد سوى الله - عز وجل - بذلك العمل. انتهى
وفي حلية طالب العلم:
العلم عبادة من أجلِّ العبادات وأفضلها قال - صلى الله عليه وسلم - (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) والفقه هنا العلم الشرعي.
وقال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحَّت نيته، قالوا وكيف تصح؟ قال ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
وشرط العبادة إخلاص النية لله - تعالى -، فإن فقد العلم إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات، ولا شيء يحطم العلم مثل الرياء.
فإن قال قائل: بما يكون الإخلاص في طلب العلم؟ قلنا:
يكون في أمور:
1- أن تنوي امتثال أمر الله.
2- أن تنوي بذلك حفظ الشريعة بالتعلم حفظاً أو كتابةً.
3- أن تنوي حماية الشريعة والدفاع عنها.
4- أن تنوي اتباع شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فاستمسك رحمك الله - تعالى -بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب، بأن تكون مع بذل الجهد في الإخلاص، شديد الخوف من نواقضه، عظيم الافتقار والالتجاء إليه - سبحانه - والإخلاص شديد، قال سفيان - رحمه الله -:(ما عالجت شيئا أشدٌّ علي من نيتي).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد