كيف نحافظ على جوارحنا ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخوتي الأفاضل...هذه سطور بسيطة بما فتحها الله علي بكرمه..

((كيف نُحافظ على جوارحنا؟))

بسم الله الرحمن الرحيم

إن نعم الله علينا كثيرة لا تُعد ولا تحصى، ومن الشكر أن نُحافظ على جوارحنا التي هي من أعظم النعم علينا، والتي هي أمانة يجب الحفاظ عليها.

فكم من مريض يتمنى العافية؟

وكم من صحيح وهو بكامل عافية، ولم يستطع أن يحافظ على عافيته، فهو تراه يسارع في المعاصي، بدلاً من أن يستغل عافيته في الخيرات.

فنراه ينظر إلى الحرام بعينيه من المسلسلات والفواحش والمنكرات.

وإما بإذنيه فهو يسارع بسماع لهو الحديث من المعازف والغناء والغيبة والنميمة وغيره، فرجليه تمشي إلى الحرام.

قال - تعالى -: {.... إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلٌّ أُولـئِكَ كَانَ عَنهُ مَسؤُولاً}الإسراء36

وحتى بلسانه فتراه يسعى في الغيبة والنميمة وظلم الآخرين والقذف والسب والشتم والتحدث بما يُغضب الله.

قال - تعالى -: {.... وَمَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبِي فَقَد هَوَى}طه81

ونسي المسكين أنه من يغضب الله عليه والعياذ بالله، قد خسر الدنيا والآخرة وأصبح من الهالكين!!

ونسي أن كل ما يلفظه أو يعمله فسيقف بين يدي الله وسيُسأل عنه يوم القيامة.

قال - تعالى -: {مَا يَلفِظُ مِن قَولٍ, إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}ق18

وبعضهم يتحدّث مع من لا تحل له، مثل حبيبته أو حبيبه وما شابه ذلك.

فهذه تذكرة عظيمه في قوله - تعالى -: {يَستَخفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرضَى مِنَ القَولِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعمَلُونَ مُحِيطاً}النساء108

يعني: يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله - تعالى - ولا يستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه، مطلع عليهم حين يدبِّرون -ليلا- ما لا يرضى من القول، وكان الله -تعالى- محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه منها شيء.

ونقرآ في سورة الزلزلة هذه الآية الكريمة فهل تدبّرنا معناها؟

قال - تعالى -: {يَومَئِذٍ, تُحَدِّثُ أَخبَارَهَا}الزلزلة4

يوم القيامة تخبر الأرض بما عُمل عليها من خير أو شر.

فهل نُحب أن تشهد علينا جوارحنا بخير أم شر؟

فهل نُحب أن تشهد علينا الأرض بخير أم شر؟

هل نُحب أن تكون صحائفنا بيضاء أم سوداء والعياذ بالله؟

هل نُحب أن نأخذ كتابنا باليمين أم بالشمال والعياذ بالله؟

هل تُحب أن تُديم عليك النعم والعافية؟

إذاً الشكر سبب في زيادة النعم ودوامها بإذن الله.

ومن الشكر هو الحفاظ على أمانة الجوارح واستغلالها في الطاعات والبعد عن المعاصي وان نتّقي الله لقوله - تعالى -: واتقوا الله ما استطعتم.

 

وأخيرا اذكّر نفسي وإياكم بقوله - تعالى -في كل تائب صادق مهما كانت ذنوبه:

{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ, وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}الفرقان70

ولكن الحذر من التسويف والتأجيل في التوبة، فالعمر محدود، والوقت هو العمر، والموت لا نعرف وقته.

قال - تعالى -: {وَلَيسَتِ التَّوبَةُ لِلَّذِينَ يَعمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ إِنِّي تُبتُ الآنَ...... }النساء18

فباب التوبة مفتوح ما دامت الروح فينا ما لم نُغرغر عند الموت، وما دامت لم تطلع الشمس من مغربها.

وأضع أمام عيني قول أحد السلف - رحمه الله -:  لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى من عصيت!

اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعينا به أجبت، أن تجعلنا من التائبين الصادقين، وأن لا تدع لنا غافلا وضالاً إلا هديته وثبّته آمين.

والله أعلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply