فأين تذهبون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يقول الله - تعالى - عن الشيطان (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه) وقال - صلى الله عليه وسلم - (إحفظ الله يحفظك) فالجزاء من جنس العمل..ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه و من لم يحفظ أوامر الله لم ي- حفظه الله -.إذن.. !! متى يتسلط الشيطان؟ كلما ازداد العبد من ربه بعدا.. ازداد من الشيطان قربا.. فيبعد عن الرحمة.. ويقرب من اللعنة ومن سلك سبيل الشيطان صار من الأشقياء.. و من طلب رضا لرحمن صار من الأولياء.. (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الآخرة)

 

فإذا أستمع العبد الأغنيات.. وغفل عن ذكر رب الأرض و السماوات... وأطلق بصره في المحرمات.. وعكف على الأفلام والمسلسلات و تساهل بالصلوات و حضر مجالس الملهيات.... تسلطت عليه الأوهام والوساوس... وابتلي بالقلق والهواجس... و فرت ملائكة رب العالمين... وصار عرضة للشياطين...

ففي يوم هو مسحور وفي آخر قلق مقهور وفي ثالث متلبس بألحان وفي رابع مبتلى بعين (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وأنهم ليصدونهم عن السبيل و يحسبون أنهم مهتدون)

والأدهى من ذلك أن يطلب العبد علاج هذه الأسقام بمعصية الملك العلام فيذهب إلى ساحر كافر أو مشعوذ فاجر و قد قال - صلى الله عليه وسلم - (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل - صلى الله عليه وسلم -) و قال - عليه الصلاة والسلام - (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما) رواه مسلم.

والسحرة والكهان يدعون علم الغيب و يستخدمون الجن في علاج الأمراض.. فالجأ إلى الله في كشف الضر.. ولا تبع دينك عند هؤلاء..

 

ولكن كيف تعرفهم؟

الساحر والمشعوذ والكاهن له صفات:

يسأل في الغالب عن أسم الأم يأخذ أثرا من المريض كفانيلة أو سروال يطلب ذبح حيوان بصفة معينة - و ربما يطلب تلطيخ بعض المواضع بالدم كتابة الطلاسم أو الحروف المقطعة التمتمه بكلام غير مفهوم إعطاء المريض أشياء يدفنها في الأرض أو يخفيها في مكان إخبار المريض بأخبار خاصة عنه ظهور علامات المعصية في الغالب كحلق اللحية والأسبال و التساهل بالصلاة (فإذا رأيت شيئا من هذه الصفات فلا تقربه)

 

كيف تعالج نفسك؟

الابتعاد عن المعاصي (ترك الصلاة الخمور الغناء الفواحش التبرج) تطهير البيت من أسباب الفساد كآلات المعازف والصور المعلقة على الجدران والتماثيل والتحف المحرمة - كثرة ذكر الله والحفاظ على الأذكار الشرعية عند الصباح والمساء والنوم وجميع الأحوال

 

استعمال الرقية الشرعية:

بأن تقرأ على نفسك فتقول: (بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني و من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيني)

وتضع يدك على الذي يؤلمك من جسدك و تقول (بسم الله ثلاث مرات ثم تقول سبع مرات (أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد وأحاذر) و تقول (اللهم رب الناس أذهب البأس وأشف أنت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)

وقراءة آية الكرسي عند النوم و كان - صلى الله عليه وسلم - عند تأموم يضم كفيه ثم ينفث فيهما ثم يقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين ثم يمسح بكفيه على رأسه وجسده يفعل ذلك ثلاث مرات

قراءة سورة البقرة يوميا فهي حرز عظيم من السحر.. والشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

 

من السور التي يرقى بها:

الفاتحة: فقد كان جماعة من الصحابة مسافرين فمروا بقبيلة قد لدغ سيدهم فرقاه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - بالفاتحة فقام كأنما لم يصبه شيء فلما أخبروا البني - صلى الله عليه وسلم - تبسم و صوب فعله. قال ابن القيم - رحمه الله -: (ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بها آخذ شربة من ماء زمزم وأقرأ عليها مرارا ثم أشربه، فوجدت بذلك البراء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع) انتهى كلامه

 

كيفية الرقية:

أن تقرأ الفاتحة ثم تنفث على الموضع الذي يألم من جسدك (أو على مريضك الذي تريد رقيته) وهكذا تقرأ سورة (الفلق) ثم سورة (الناس) أو غيرها من السور والآيات التي يرقى بها

 

من علاج السحر بعد وقوعه

قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها و يضعها في أناء و يصب عليها ما يكفي للغسل ثم يقرا فيه آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين وآيات السحر التي في سورة الأعراف (177-122) وفي سورة يونس (79-82) وفي سورة طه(65-70) ثم يشرب قليلا من الماء و يغتسل بالباقي و لا بأس بتكرار ذلك حتى يشفى.

 

من علاج العين

أن يتوضأ العائن و يغسل معقد أزاره و يعطى الماء للمعين فيغتسل منه أو يغسل ثوبه ولا بأس بالاستعانة بالشخص الموثوق الذي يرقى بالرقية الشرعية مع اللجوء إلى الله - تعالى -و دعائه والتضرع إليه.

 

بشرى

قال - تعالى -(وبشر لصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا أنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

والناس في الدنيا يتقلبون بين خير وشر وليس عند الرخاء أنفع من الشكر والثناء ولا عند البلاء أنفع من الصبر والدعاء..... وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطئك لم يكن ليصيبك.. و ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله و ما عليه خطيئة وقد يريد الله الجنة للعبد فلا يبلغها بعمله فيبتليه الله بالبليات ليرفع له الدرجات قال بعض السلف (لولا المصائب لوردنا القيامة مفاليس) و ما أحسن قول يعقوب - عليه السلام - (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)

 

أدعية تزيل الهموم والغموم:

لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات و رب الأرض ورب العرش الكريم، ويقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث (عند الكرب والشدة)

اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيه قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. (إذا نزل به هم أو غم أو حزن)

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها (إذا أصابته مصيبة)

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت (دعوات المكروب)

اللهم لا سهل الإ ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا (إذا استصعب عليه أمر)

 

نصيحة:

ننصحك بترك الوساوس والإعراض عنها و عدم الإلتفات إليها و محاربتها و عدم الركون إليها والإكثار من تلاوة القرآن والأعمال الصالحة اللجوء إلى الله - تعالى -والتضرع إليه والإكثار من الاستعاذة من الشيطان الرجيم ودعاء الله - سبحانه - أن يرفع عنك كيد الشيطان و يثبتك على الحق. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply