بسم الله الرحمن الرحيم
(لحظة من فضلك) هي دعوة للتوقف والتبصر في الأمور قبل الإقدام، ودعوة لتجديد النية واستحضار معاني العبودية في كل حركة وسكنة هي دعوة تربوية دينية مستنبطة من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) يعززها الفهم لقوله - تعالى -: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 7-8] (لحظات التوقف) كانت منهجا متبعا عند أخيار الأمة - رضي الله عنهم - على امتداد التاريخ، فهذا الحسن البصري يقول: (رحم الله امرأ وقف عند همه فإن كان لله أمضاه وإن كان لغيره توقف) وذاك ابن السماك يقف عندما يدعى لأمر يعتاد الناس في حياتهم ممارسته ويسأل فيقول: (وقفت أحدث لنفسي نية صالحة) وعندما تشتد المحن، وتدلهم الفتن، وتختلط الأمور، ويشتبه الحق بالباطل عندها تشتد الحاجة إلى الوقوف، لطلب التوفيق والتسديد والعون من الله والاستبصار حقائق الأمور، وتبين طريق الحق واللسان يلهج داعيا بقلب مخبت متضرع: (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه)، {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (8)} [آل عمران: 8] (لحظة من فضلك) دعوة نوجهها لك للوقوف مع قول الله - عز وجل -: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3] دعوة نذكرك ونتذكر معك قول أهل العلم: إن قاعدة الكمال في هذا الدين مطردة في كل جوانب الحياة دعوة ندعوك عبر حروفها للإقبال على مناهج التربية وتزكية النفس وتدريبها على الإيجابية والفاعلية من المعين الصافي ومصدر المعرفة الحق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في خضم دعوات متزايدة لمناهج التربية الغربية دعوة ندعوك خلالها لاستخراج كنوز الوصفات الاستشفائية للقلوب والأرواح والعقول والأبدان من الوحي المعصوم كتابا وسنة دعوة نود أن نقف فيها مع قول الله - تعالى -: {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} [النساء: 89] لنتذكر أعداءنا ونكشف حقيقة ما تخبئ صدورهم لنا هي دعوة لاستحضار تحذير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إذا دخلوا جحر ضب لدخلتموه) لئلا نغتر بكثرة متبعيهم فإنها سنة كونية والسنة الشرعية مخالفتهم والبراءة منهم لحظة من فضلك فالغزو الفكري العقدي في صور متعددة يتسلل إلى بيتي وبيتك عبر شاشات الفضائيات وخلال الأفلام الكارتونية والإنترنت وعبر ألعاب الأطفال، وبطريق وصفات علاجية تحت شعار الاستشفاء البديل وبطريق دورات تحمل طابع تنمية الطاقة البشرية والهندسة النفسية، ومن خلال مقالات بعض المجلات والجرائد، متلفعة متلونة على حين غفلة من جند الحق، فاستمسك بالكتاب والسنة وكن حارسا يقظا لفكرك وفكر أهل بيتك وأكثر مما كان يكثر منه نبيك - صلى الله عليه وسلم -: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) والله يرعاك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد